قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأجيل الزيارة التي كان يعتزم القيام بها إلى باريس يوم التاسع عشر من شهر أكتوبر الجاري لتدشين مركز ديني وثقافي روسي جديد في العاصمة الفرنسية. وبالرغم من أن هذه الزيارة كانت ذا طابع خاص، فإنه كان مقرراً من قبل أن يشارك الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى جانب نظيره الروسي في افتتاح هذا المركز الذي يضم كنيسة أرثدوكسية ومدرسة ومركزا ثقافياً ومكاتب تابعة للسفارة الروسية في باريس وأن يجري معه مباحثات تتعلق بعدة ملفات. ولكن إقدام روسيا يوم الثامن من الشهر الجاري على إفشال مشروع القرار الفرنسي الذي عرض على مجلس الأمن الدولي لوقف قصف مدينة حلب السورية من قبل القوات النظامية السورية بمساعدة الطيران الروسي حمل الرئيس الفرنسي على التساؤل عما إذا كان فعلاً مستعداً لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته التي كانت مرتقبة إلى باريس. بل إن وزير الخارجية الفرنسي جان جاك آيرولت قال يوم الاثنين الماضي إن الرئيس الفرنسي حريص على استقبال نظيره شريطة أن يتم التطرق خلال المحادثات بينهما إلى الملف السوري وإلى الحقائق الميدانية. وذكر الوزير الفرنسي أنه إذا كان بوتين يريد المجيء إلى باريس فلا ينبغي أن تكون الزيارة حكراً على المجاملات في إشارة إلى الجانب الاحتفالي المتصل بتدشين المركز الديني والثقافي الروسي. وأضاف وزير الخارجية الفرنسي يقول إن بلاده ستتصل بالمدعية العامة لدى المحكمة الجنائية الدولية لاستشارتها بشأن فتح تحقيقات حول جرائم الحرب التي تقترف في سوريا وبخاصة في حلب وتحديد الأطراف المسؤولة عنها.