«أشقاء للأبد» كان العنوان الأبرز للوحة الفنية «التيفو» الذي صنعته الجماهير السعودية للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، خلال اللقاء الذي جمعه مع شقيقه الاماراتي، ضمن منافسات الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الثانية للتصفيات النهائية المؤهلة عن القارة الآسيوية لنهائيات كأس العالم (2018) بروسيا. هذا العنوان قد يكون مفاجأة لكافة من تابع اللقاء وهو لا يعي الروابط الكبيرة التي تجمع بين أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، ويبدو أنه سيشغل الكثيرين لفترة طويلة، في ظل التنافس الكبير والمثير الذي يجمع المنتخبين خلال هذه المجموعة الحديدية. «التيفو» كان حازما في معانيه، ودالا على أن ما يجمع بين أبناء المملكة وأشقائهم في الامارات، أكبر من مجرد لقاء تنافسي، فالروابط التاريخية والجغرافية والتجانس الكبير بين القيادتين والشعبين، يأتي في المقدمة دائما، ولن تؤثر فيه نتيجة لقاء يحمل بين طياته كل معاني التنافس الشريف، ولن تتعدى نتيجته احداثيات المستطيل الأخضر. كما أن التيفو - الذي وصفه الكثيرون بالرائع - يحث المنتخبين على عدم التوقف عند نتيجة هذا اللقاء كثيرا، سواء كانت للأخضر السعودي أو للأحمر الاماراتي، بل تخطيه مباشرة والبحث عن المزيد من النقاط التي تساهم في تفجير مفاجأة من العيار الثقيل، تؤهل المنتخبين مباشرة لنهائيات كأس العالم (2018) بروسيا، وهو ما يعني ابعاد المنتخبين الآسيويين العملاقين استراليا واليابان عن المنافسة. ورغم أن تحقيق ذلك يبدو صعبا، نظرا لقوة المنتخبين وامتلاكهما الكثير من الأسلحة الكروية الفتاكة، إلا أن المنتخبين السعودي والاماراتي قادران على صناعة الحدث، متى ما توحدت الرؤى والأهداف، وساهم الإعلام في كلا الجانبين في توفير الأجواء الصحية، والبيئة التي تعطي أفراد الفريقين الدعم اللازم حتى الخطوة النهائية، التي يرغب الجميع في أن ترسم احتفالا عارما على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بتأهل تاريخي للأخضر السعودي والأحمر الاماراتي.