تسببت فيضانات بعد الإعصار ماثيو في تشريد عدة آلاف من الأشخاص في نورث كارولاينا فيما تساعد السلطات على إجلاء المزيد يوم أمس الثلاثاء مع تهديد الأنهار التي ارتفع منسوب المياه فيها لقطاع كبير من الولاية الأميركية. وحذر بات مكروري حاكم نورث كارولاينا من أوضاع «بالغة الخطورة» في الأيام المقبلة بوسط وشرق الولاية حيث ارتفع منسوب عدد من الأنهار إلى مستويات قياسية. وأودى ماثيو وهو أقوى أعاصير المحيط الأطلسي منذ 2007 بحياة ما لا يقل عن ألف شخص في هايتي الأسبوع الماضي قبل أن يضرب الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة ويقتل 30 شخصا على الأقل في ولايات فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا. وقال مكتب مكروري إنه تم التأكد من أربع وفيات إضافية يوم الثلاثاء في نورث كارولاينا ليرتفع بذلك عدد القتلى في الولاية بسبب الإعصار إلى 18 قتيلا، وأفادت تقارير بفقدان شخص. ولقي أميركي آخر حتفه مساء الاثنين الماضي في مدينة لامبرتون بنورث كارولاينا إذ قال مسؤولون إن ضابط دورية أطلق النار على رجل أشهر مسدسا أثناء جهود بحث وإنقاذ وسط مياه الفيضانات. ولجأ زهاء أربعة آلاف شخص إلى مراكز الإيواء بما في ذلك نحو 1200 شخص في منطقة لامبرتون الأشد تضررا حيث ارتفع منسوب مياه نهر لامبر بواقع 1.2 متر فوق المستوى القياسي السابق المسجل في 2004 بعد الإعصار فرنسيس. وغمرت المياه المدينة التي يسكنها 21 ألف شخص مما أغرق مباني الشركات والمنازل وتقطعت السبل بالسائقين بعدما تعذر السير على جزء من طريق بين الولايات. ووقع الرئيس باراك أوباما يوم الاثنين إعلان نورث كارولاينا منطقة كوارث مما سيتيح أموالا اتحادية للأشخاص في المناطق الأشد تضررا. وأقر أوباما إعلانا مماثلا يوم أمس الثلاثاء لساوث كارولاينا التي وصل ماثيو إلى اليابسة فيها يوم السبت. ويحث مسؤولو الولاية السكان الآن على الاستعداد لفيضانات محتملة لنهري واكاماو وليتل بي دي. ولا يزال نحو 532 ألف منزل وشركة من دون كهرباء في جنوب شرق الولايات المتحدة يوم الثلاثاء مما يمثل انخفاضا عن ذروة بلغت نحو 2.2 مليون صباح الأحد عندما كان الإعصار لا يزال يضرب سواحل كارولاينا. من ناحية أخرى قالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إنها ستعلق عمليات ترحيل أبناء هايتي مؤقتا بعدما اجتاح الإعصار ماثيو البلد الواقع في منطقة الكاريبي الأسبوع الماضي مما أسفر عن مقتل ألف شخص على الأقل وجعل 1.4 مليون شخص بحاجة لمساعدة إنسانية. وقال وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون في مناسبة بمدينة مكسيكو سيتي «سنضطر للتعامل مع هذا الموقف ومعالجته والتعاطف مع محنة شعب هايتي نتيجة للإعصار. لكن بعد معالجة هذا الموقف نعتزم استئناف التغير في السياسة». ولم يحدد الوزير إطارا زمنيا. وكان جونسون يشير إلى تغيير في السياسة اتخذ الشهر الماضي عندما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنهي إجراءات حماية خاصة أقرت بعدما دمر زلزال هايتي في 2010 وذلك ردا على موجة هجرة لأبناء هايتي عبر الحدود المكسيكية. ويحتشد الآلاف من أبناء هايتي في الوقت الحالي ببلدة تيجوانا وغيرها من البلدات الحدودية المكسيكية. وتقول المكسيك إن 300 شخص يصلون إليها كل يوم.
مشاركة :