ربيكا هول: الرومانسية حياة المرأة لكن العصر عصر الرجل

  • 3/7/2014
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

تعرّف الجمهور العريض إلى الممثلة البريطانية ربيكا هول في العام 2008 من خلال فيلم «فيكي كريستينا برشلونة» الذي أخرجه وودي آلن، وتقاسمت بطولته مع بنيلوبي كروز وسكارليت جوهانسون وخافيير بارديم. ومنذ ذلك الحين، لمعت هول في أفلام عدة ناجحة أبرزها: «المدينة» للسينمائي والممثل بن أفليك، و «أيرون مان 3» لشين بلاك، و «ليدي فيغاس» لستيفن فريرز. وها هي الآن بطلة مطلقة لفيلمين مهمين هما «وعد» للفرنسي باتريس لوكنت والمأخوذ عن عمل أدبي ألفه ستيفان زفايغ في ثلاثينات القرن العشرين، ثم «دائرة مغلقة» الذي يتعرض لحكاية جاسوسية كاتمة للأنفاس، وأخرجه جون كروولي. فيلمان مختلفان كلياً في مضمونهما، يسمح كل منهما لربيكا هول بتقديم الدليل على طاقتها الدرامية المتعددة الوجوه والتي تضعها في مرتبة ممتازة وسط فنانات جيلها من الممثلات الأميركيات والأوروبيات. وهول هي إبنة المخرج المسرحي البريطاني المرموق السير بيتر هول، وتبلغ من العمر 31 سنة ولمناسبة ظهور الفيلمين المعنيين في دور العرض، زارت هول باريس وهنا حوار معها: > أنت بطلة فيلمين لا علاقة بينهما، ففيلم «وعد» ينتمي إلى اللون الرومانسي، بينما الثاني «دائرة مغلقة» يدور في عالم الجواسيس والمغامرات الخطرة. حدثينا عن العملين وعن ميلك الشخصي كممثلة الى نوع محدد من الأدوار؟ - صحيح أن الفيلمين مختلفان إلى درجة كبيرة، فبينما يروي «وعد» حكاية غرام غير مباح بين زوجة شابة ومساعد زوجها في أعماله، يتناول «دائرة مغلقة» الموقف الخطير الذي تجد فيه محامية نفسها إثر اختيارها من الاستخبارات البريطانية لتشارك في دعوى قضائية تتعلق بحركة إرهابية حساسة. وكلما حققت المحامية في الموضوع اتضح لها أن الأمور مختلفة عما قيل لها في الأساس، الأمر الذي يجعلها في قلب دائرة مغلقة يصعب الفرار منها. أنا فخورة بمشاركتي في هذين الفيلمين، خصوصاً بفضل النوعية المتفوقة التي تميزهما. غير أنني كممثلة أشعر وكأنني تسلمت هدية من السماء تكمن في الفرصة التي أتيحت لي من أجل كسب ثقة الجمهور وأهل المهنة على السواء في مجالين بعيدين من بعضهما بعضاً، مثل الدراما العاطفية والمغامرات العنيفة. أما عن ميلي الشخصي، كممثلة، تجاه أحد الأنواع، فلا أخفي عليك أنني مولعة بالكوميديا، وقد جربت هذا اللون في فيلم «فيكي كريستينا برشلونة» وسعدت بهذه التجربة إلى درجة تفوق الخيال. لكنني لا أرى نفسي متخصصة في لون محدد مهما أحببته، وأفضّل ممارسة التنويع وهو يظل أفضل وسيلة معروفة لتحقيق الذات واكتساب الخبرة اللازمة في كل ميادين فن التمثيل. > أنت مقنعة إلى أبعد حد في شخصية المحامية في فيلم «دائرة مغلقة»، فهل تدربت قبل بدء التصوير مع أشخاص ينتمون إلى عالم المحاماة؟ - نعم هذا فعلاً ما حدث، إذ حصلت من خلال الشركة المنتجة للفيلم، على تصريحات خصوصية سمحت لي بحضور جلسات مغلقة في المحاكم العليا في لندن، واستطعت كذلك التحدث طويلاً مع محامين وحتى مع قضاة من أجل أن أتشرب العقلية السائدة في هذا الوسط بالتحديد. ومع ذلك بقيت بعض الأبواب مغلقة في وجهي كلياً، واضطررت أن ألجأ إلى خيالي وإلى محادثات طويلة مع المخرج جون كروولي، من أجل أن تبدو تصرفات الشخصية التي أؤديها منطقية، كما أن شريكي في بطولة الفيلم الممثل إيريك بانا ساعدني وقدم لي النصائح المفيدة بفضل انتمائه أصلاً إلى عائلة محامين. > أنت معروفة كممثلة مسرحية مخضرمة، إضافة إلى أعمالك في السينما، فهل ساعدتك شهرة والدك في خوضك تجربة المسرح وأنت بعد عشرينية، أي في مطلع الألفية الحالية؟ - هذا صحيح، وأنا لا أنكر فضل والدي عليّ وعلى حياتي الفنية. > من النادر أن تعترف فنانة بمثل هذا الشيء؟ - ولماذا أنكر ما هو واضح مثل الشمس في عز النهار؟ أنا ابنة أحد ألمع المخرجين المسرحيين البريطانيين، وقد قررت منذ صباي أن أحترف التمثيل المسرحي، فأنا كنت أتابع عمل أبي عن قرب وألتقي أهم نجوم المسرح اللندني في بيتنا مرات عدة في الأسبوع. لقد كبرت في جو مسرحي أصيل، وبعد ذلك انضممت إلى مدرسة مرموقة تعلّم فن الدراما وتخرجت فيها بتفوّق. وقد منحني والدي فرصة الظهور في مسرحيات من إخراجه وأنا بعد في بداية العشرينات من عمري. ولا شك في أن مثل هذه الفرص لا تتاح لجميع الشابات اللاتي يرغبن في ممارسة مهنة التمثيل. أنا محظوظة وأعترف بذلك، الأمر الذي لا يقلل من درجة موهبتي بالمرة، فلولا قدرتي على أداء الأدوار المعروضة عليّ لما حصلت عليها، حتى من أبي، إذ إنه لن يسمح لنفسه أبداً بتقديم عرض رديء لمجرد إرضاء شخص عزيز عليه.   مسؤولية أثقل > وهل تنوين ممارسة الإخراج المسرحي مثل والدك؟ - أعجز عن الإجابة عن مثل هذا السؤال في الوقت الحالي لأنني مشغولة جداً بنشاطي كممثلة ولا أفكر في غيره، لكنني لا أدري ماذا سيكون ميلي المهني في السنوات المقبلة، وإذا كنت سأشعر في يوم ما بالحاجة إلى خوض تجربة مختلفة عن التمثيل وربما أثقل منه من حيث المسؤولية. > هل تعتـــبرين أن نجوميتك السينمائية الدولية الآن هي نتيجة طبيعية لشهرتك في المسرح البريطاني؟ - لا أعتقد ذلك بالمرة، وعلى رغم تعلمي الكثير من خلال تجربتي المسرحية لا أستطيع القول إن نجاحي في السينما يتعلق بأي شكل من الأشكال بما فعلته فوق الخشبة، وربما انني أستمد هنا وهناك من عملي المسرحي بعض المقومات التي تجعلني أمثّل أي دور سينمائي يعرض عليّ بطريقة معينة فضلاً عن غيرها، لكنني في النهاية أعترف بأن التمثيل أمام الكاميرات يتطلب عكس ما يحتاجه المسرح تماماً. لقد أدركت مع مرور الوقت ما الذي يجب تفاديه فـــي السينما بالنسبة الى ما اعتدت فعله كل ليلة في العمل المسرحي، وأقـــصد بذلك الإيقاع البطيء إلى حد ما في الأداء، والتمعن في التفاصيل حتى يفهم المتفرج الحبكة جيداً ويتــأقلم مع عقلية الشخصيات الموجودة أمامه، ثم التكلم بصوت مرتفع وواضح وممارسة الحركات الكبيرة بالأيدي والتمادي في التعبيرات بالوجه حتى يستــطيع المتفرج الجالس في الصف الأخير، متابعة العرض من دون أن تفوته التفاصيل. وكل ذلك لا يفيد في السينما إذ إن المطلوب هو السرعة والتخفيف قدر المستطاع من حدة المشاعر والحركة، لأن الكاميرا تكبّر الأشياء الصغيرة عشرات المرات. > أنت إذاً صاحبة نجوميتين، واحدة في المسرح والأخرى فوق الشاشة الفضية، أليس كذلك؟ - نعم، وأنا مدينة لنجوميتي السينمائية لوودي آلن الذي منحني أحد الأدوار المهمة في فيلمه «فيكي كريستينا برشلونة» إلى جانب عمالقة من طراز خافيير بارديم وبنيلوبي كروز وسكارليت جوهانسون.   الجمهور النسائي > في فيلـــم «وعد»، تؤدين شخصية امــــرأة شابة متزوجة من رجل يكبرها سناً إلى درجة كبيرة وتقـــع في غـــرام الموظف المسؤول عن إدارة أعمال الــــزوج، وهو شاب مثلها، لكن الذي يحدث هو بقاء الـــزوجة مخلصة لشريك حياتها والمــوظف كذلك لرب العمل ولا يبوح أي منهـــما بمشاعره للثاني. والحبكة تدور في أيام الحرب العالمية الأولى، أي قبل العام 1920. هــل تعتــبرين مــــثل هذه الرومانسية معاصرة على رغم التغييرات التي طرأت على العقليات عبر مرور الأعوام؟ - نعم، وأنا متأكدة كلياً من ذلك، لكن الذي يحدث هو أن المرأة تجد نفسها الآن في موقع يجبرها، إذا أرادت أن تقتحم ميدان العمل إلى جوار الرجل، على تجاهل رومانسيتها وتقمص شخصية غير شخصيتها الطبيعية حتى تبدو شجاعة وقاتلة إلى حد ما، وإلا وجدت الطريق مسدوداً أمامها. صدّقني إذا قلت لك إن الرجل هو المسؤول الأول عن فقدان المرأة جوهر هويتها في هذا الزمن لأنه لا يؤمن بقوة الرومانسية إطلاقاً وينظر إلى أي إمرأة تبرز مثل هذه الصفة على أنها ضعيفة ويمكن الضحك عليها بسهولة. الرومانسية هي حياة المرأة، وأعتقد بأن الجمهور النسائي يشاركني وجهة نظري هذه ويقبل على مشاهدة الفيلم ربما أكثر من مرة. > وهل أنت إمرأة رومانسية في حياتك الشخصية؟ - نعم، وهذا الشيء يربطني بالشخصية التي مثّلتها في «وعد»، لكنني لست جاسوسة إطلاقاً ولا محامية، وبالتالي لا علاقة لي بالدور الذي أديته في فيلم «دائرة مغلقة» سوى أنه من أحلى أدواري لأنه سمح لي بممارسة التنويع في عملي، وهذا ما أتمناه كممثلة. > ما هي مشروعاتك الآنية؟ - الدخول إلى الأستوديو من أجل إنهاء تسجيل الشريط الصوتي لآخر فيلم مثلت فيه واسمه «تجاوز»، وهو من إخراج وولي فيستر، علماً أن تاريخ نزوله إلى الصالات السينمائية الأميركية هو 14 نيسان (أبريل) المقبل. ربيكا هول

مشاركة :