صنعاء - شارك 85 بلداً العام الحالي في المنافسة للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، من بينها اليمن التي تخوض المنافسة للمرة الأولى في تاريخها، بفيلم روائي يتناول موضوع زواج القاصرات وتحلم بنيل الجائزة. وقالت مخرجة فيلم "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة"، والتي نالت العديد من الجوائز وفي رصيدها 25 فيلماً وثائقياً، والحائزة على جائزة "جوقة الشرف" الفرنسية، إن "هذه القصة الواقعية هزت اليمن والعالم العربي والعالم". الفيلم يتناول قصة أصغر مطلقة في اليمن واسمها "نجود"، بعد أن رفض والدها اقتراح شقيقتها الكبرى بأن يسميها "نجوم"، لأنها حينها كانت تعد النجوم وأمها في المخاض، ومع ذلك ظلت أسرتها تناديها نجوم باستثناء والدها. ومن هذا الاسم تستطيع الدخول الى حياة "نجوم" المتمردة منذ الصغر والقريبة الى قلب والدتها كثيراً، وعلاقتها المميزة مع شقيقها. وكانت فتاة مدللة من الجميع، وتعيش حياة سعيدة في قريتها، تساعد شقيقتها على رعاية الغنم، وتختلس بعض الوقت للعب. وتنقلب الامور راسا على عقب حين تتعرض شقيقتها الكبرى للاغتصاب من ابن رجل من اصحاب النفوذ في القبائل فتكبر مشاعر الخوف لديها من الرجال. وتولد لدى الاب مشاعر متضاربة وينتابه الخوف من حالة اغتصاب أخرى تتعرض لها احدى بناته مما يضطره الى تزويح ابنته "نجوم" التي تبلغ من العمر 10 سنوات لرجل ثلاثيني وقبض مهرها. ولم تعرف الطفلة اليمنية الصغيرة نجود ماذا تعني تلك الحمرة والكحل على عينيها في ليلة زفافها؟ اعتقدت أنها كغيرها من الفتيات في سنها ستلهو بلعبتها الصغيرة، وستقضي ليلة عادية وبريئة. ولم تعرف أنها ستذهب إلى "الجحيم" في تلك الليلة السوداء، فصدمتها رائحة ذلك الرجل الغريب، الذي اعتبره القانون زوجها، فيما شعرت هي أنها تحاول الدفاع عن نفسها ضد ما اعتبرتها عملية اغتصاب موجعة من رجل يكبرها بعشرين عاماً. ويضربها زوجها بقوة، بسبب رفضها اللإقتراب منه وهي تصرخ بصوت متهدج "لا تلمسني". وهنا، ياتي صوت والدها "زوجتك ابنتي الحرة، العفيفة، نجود". وتهرب نجود إلى أمها، تشكي زوجها لها، قائلة إن "زوجها يؤذيها ويجبرها على قول كلام بذيء" فترد الوالدة "هذا زوجك، ولديه الحق بذلك". وتحاول الطفلة اليمنية أن تمضي نهارها في أعمال شاقة، قبل أن يفرغ صبرها تماماً، ولا تعد تحتمل رجل يحظى بمودة كل من حوله، إلا هي، وتبدأ رحلة التمرد على الواقع، فتلجأ الى المحاكم وتعبأ الرأي العام الذي ايد قضيتها. وتهرب الزوجة القاصرة الى منزل والدها قاصدة المحكمة، تشكو قصتها الى القاضي الذي يتعاطف معها ويقرر اصطحابها الى منزله الذي تتعرف فيه إلى ابنته وتدرك أن ثمة حياة كاملة مختلفة لها علاقة بالعلم والدراسة لم تكن قريبة منها. وسيمثل اليمن فيلم "أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة"، بحسب ما أعلنت "أكاديمية فنون السينما وعلومها" المسؤولة عن توزيع جوائز "أوسكار". فيما فاز بجائزة "أفضل فيلم روائي" في المسابقة الرسمية لجوائز "المهر العربي" في الدورة الـ11 لمهرجان "دبي" السينمائي الدولي في 2014. وتشارك فرنسا بفيلم "إيل" للمخرج الهولندي بول فيرهونن، وهو عمل تشويقي من بطولة الممثلة إيزابيل أوبير، بينما يشارك فيلم "آفتر إيماج" للمخرج أندريه فايدا الذي توفي الأحد الماضي، ممثلاً بولندا، والذي يروي فيه قصة الأعوام الأخيرة من حياة الرسام الريادي فلاديسلاف شتريمنسكي الذي واجه النظام الستاليني. إذ رأى فيه بعض النقاد صورة عن بولندا الحالية التي يحكمها المحافظون في "حزب القانون والعدالة". وسيمثل المكسيك فيلم "ديسييرتو" لخوناس كوارون نجل المخرج المعروف الفونسو كوارون، في حين تشارك إسبانيا بفيلم "خولييتا" للمخرج بيدرو المودوفار. أما إيطاليا فستعرض فيلماً وثائقياً عن الحياة اليومية للمهاجرين فيها، بعنوان "فوكوماري بار ديلا لامبيدوزا" الوثائقي للمخرج جانفرانكو روزي. وسيُعلن في نهاية العام عن الأفلام التي أُختيرت في تصفية أولى، على أن تُعلن الأعمال الخمسة المشاركة في المرحلة النهائية في يناير/كانون الثاني، بينما ستُوزع الجوائز في 26 فبراير/شباط. وكانت الجائزة عن أفضل فيلم أجنبي في الدورة السابقة من نصيب فيلم "سان أوف شول" للمخرج المجري لازلو نيميس.
مشاركة :