بدأت الشكوك في المتسبب بحادث صالة العزاء في صنعاء تحوم حول تحميل المتمردين الحوثيين مسؤولية الحادث الذي ذهب ضحيته عشرات القتلى والجرحى من بينهم قادة عسكريون بارزون ، وبدأت الاتهامات تلاحقهم ومحاولتهم تصفية أبرز القادة الداعمين لتطبيع الأوضاع في صنعاء. وأظهرت العديد من التسريبات عقب الحادث أن هؤلاء القادة إما كانوا على تواصل مع قيادة الجيش الوطني الداعم للحكومة المعترف بها دوليا، وإما أنهم كانوا مرشحين للقيام بدور محوري في تطبيع الأوضاع العسكرية والأمنية وتسلم السلاح من الانقلابيين في حال تم التوقيع على أي اتفاق سياسي. وكشف المحلل السياسي اليمني توفيق السامعي عما أسماه مؤشرات عديدة تثبت تورط الميليشيات الانقلابية بتفجير أو قصف الصالة الكبرى في صنعاء، مضيفاً كيف يمكن أن نفسر عدم وجود أي شخصية حوثية في الصالة. وقال السامعي في كل يوم تتضح الصورة أكثر فأكثر حول تورط الميليشيات الحوثية في الجريمة، ومن ذلك محاولتها تجريف مسرح الحدث لإخفاء معالم الجريمة وأدلتها، واختطاف وتصفية بعض الشخصيات التي أصيبت إصابات طفيفة في الحادثة ثم ظهرت مقتولة في ثلاجات المستشفى. كما أثار خروج خالد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس المحلوع، وصالح الصماد، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي، من صالة العزاء قبل التفجير أو القصف بدقائق الكثير من الشكوك لدى المراقبين. ولم يستبعد المحلل السياسي اليمني أن يكون قد تم تنفيذ هذه الحادثة كحالة تنشيطية وتحفيزية لمقاتلي الميليشيات الذين يعيشون حالة من التذمر والملل، بهدف تشجيعهم على العودة إلى الجبهات. وفي تطور جديد، أعلن الحوثيون عن مقتل الإعلامي البارز في الجماعة صلاح العزي بشكل مفاجئ إثر حادث سير وهو عائد إلى صعدة، وهو الأمر الذي أثار العديد من الشكوك لدى صحافيون يمنيون في حقيقة مقتل القيادي الحوثي الذي كان أول من نشر مقطع فيديو زعم أنه يصور لحظة قصف طائرات التحالف للقاعة الكبرى بصنعاء، وهو الشريط الذي تبين لاحقا أنه معالج فنيا وتمت إضافة صوت الطائرات له بطريقة غير احترافية، ولم تستبعد المصادر أن يكون قد تمت تصفية العزي بسبب اطلاعه على خفايا حادث قاعة العزاء. وما يزيد الشكوك حول تنفيذ الحوثيين للجريمة هو أن المتمردين سعوا بشكل ملفت ومثير للريبة إلى استغلال الحادث سياسيا وعسكريا في الساعات الأولى لوقوعه ولم يبدوا أي اهتمام يذكر بالجانب الإنساني. بدوره قال يسري الأثوري مدير موقع صحافة نت أن الحوثيين هم المستفيد الأول من هذا الحادث بالنظر إلى العديد من الملابسات التي أحاطت به، حيث لم يحضر أي قيادي في الجماعة للعزاء وهو ما يثير الريبة والشكوك. وأضاف الأثوري أنه لوحظ أن أكثر الضحايا البارزين كانوا من القيادات الموالية للرئيس السابق، والذي تنظر إليه جماعة الحوثي على أنه منافس قوي في النفوذ والسيطرة على المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
مشاركة :