بعد أن أبقى البنك المركزي المصري أمس، الثلاثاء، على سعر صرف الجنيه في عطائه الدولاري الأسبوعي عند 8.78 جنيه للدولار، أشارت رويترز إلى أن سعر الدولار أمام الجنيه بالسوق الموازية ارتفع أمس إلى 15 جنيها للدولار دون أن تشير إلى أحجام التداولات، فيما أشارت بلومبرج إلى أنه وصل إلى 14.78 جنيه ليقترب بذلك من حاجز الـ15 جنيها لأول مرة في تاريخ السوق المصرفي في مصر. وقال متعاملون لموقع الغد، إن سعر الدولار اليوم في السوق السوداء سجل 15.05 جنيه في محافظة الجيزة، ووصل السعر في كل من الإسكندرية وأسيوط إلى 15 جنيها، في حين سجل السعر في طنطا 14.95 جنيه. من جانبه، صرح أحد العاملين بشركات الصرافة، فضل عدم ذكر اسمه، لموقع الغد، «عزز من التراجع السريع لقيمة الجنيه المصري في السوق الموازية، زيادة الخلاف بين مصر والمملكة العربية السعودية، وتردد أخبار بشأن وقف السعودية إمدادات البترول لمصر، وهو الأمر الذي استغله المضاربون لرفع سعر صرف الدولار في السوق الموازية بهدف تحقيق أعلى هامش ربح». وهزت أخبار توقف إمدادات «أرامكو» مجتمع الأعمال أمس وفقا لرويترز، وانتقل الحديث إلى تأثير توتر العلاقات مع السعودية على مساهمة المملكة في خطة الحكومة المصرية لرفع احتياطي النقد الأجنبي استعدادا لتخفيض قيمة الجنيه. وبرز توتر العلاقات بين البلدين على السطح بعد انتقاد مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة علنا تصويت مصر نهاية الأسبوع الماضي لصالح مشروع القرار الروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن. وأشارت بعض التقارير التي أعدها موقع بلومبرج الإخباري، إلى أن هذا الخلاف كان سببا في تراجع البورصة المصرية أمس، كما أنه ساهم في انخفاض سعر الجنيه إلى مستويات قياسية. وأضاف المصدر، أن « هناك زيادة في الطلب على الدولار من المستوردين يقابله شح في المعروض من العملة الخضراء، ما ساعد بدور على فتح الباب أمام المضاربين لرفع أسعار صرف الدولار لأعلى مستوى، فضلا عن دفعهم السوق باتجاه حالة العطش للرفع من أسعار الصرف مجددا لتحقيق أرباح طائلة، كذلك ساهم امتناع شركات الصرافة عن بيع الدولار والاكتفاء بعمليات الشراء من الأفراد بكميات ضعيفة وعجز البنك المركزي في تدبير احتياجات المستوردين في تفاقم أزمة الدولار». من ناحية أخرى، طالبت الدكتورة بسنت فهمي، النائب بالبرلمان المصري وأستاذ الاقتصاد، في تصريحات خاصة لموقع الغد، «بإاتخاذ الجهات المسؤولة عن إدارة أزمة الدولار في مصر، إجراءات عاجلة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، شريطة رفع قيمة الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري، الذي من المقرر أن يرتفع إلى 30 مليار دولار خلال الأيام القليلة المقبلة، لتمكين البنك المركزي من اتخاذ قرار التخفيض الجزئي لقيمة الجنيه». كما اتهمت فهمي المستوردين والتجار في مصر بتورطهم في أزمة الدولار، من خلال لجوئهم للسوق السوداء لتوفير احتيجاتهم من الدولار بأسعار مرتفعة، بحجة عدم توفر العملة الدولارية بالبنوك، واستيرادهم لسلع استفزازية وغير أساسية لا تمثل القيمة المالية الحقيقة لها في السوق». يذكر أن سعر صرف الدولار الأمريكى شهد استقرارا أمام الجنيه المصري، اليوم الأربعاء، حيث بلغ متوسط سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري 8.83 جنيه للشراء و8.8800 جنيه للبيع، وسجل اليورو الأوروبي 9.7413 جنيه للشراء و9.8302 للبيع.
مشاركة :