الخطاب السياسي الأميركي قبل الانتخابات ينحدر إلى الحضيض

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2016 للمرة الأولى انزلاقا في مستوى الخطاب السياسي إلى الحضيض مع كم كبير من الفظاظة بشكل علني،  بالرغم من أن  الأمريكيين ليسوا غرباء عن الفضائح الجنسية والنقاش السياسي ذي المستوى المتدني أحيانا، وذلك حسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس الأربعاء، ويجمع العديد من الخبراء على أن هذه الحملة الرئاسية لا تشبه أية حملة قبلها، فقد شهدت اتهامات عنصرية ومهينة للنساء ومعادية للأجانب وأعمال عنف جسدي، بالإضافة إلى بروز نظريات عدة بوجود مؤامرة ومواقف جديرة بحكم دكتاتوري. وخلال مناظرة متلفزة للحزب الجمهوري تناول النقاش حجم عضو جنسي، وألمح المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى أنه قادر على قتل شخص في الشارع دون أن يخسر أي صوت. يمكنك القيام بأي شيء ويرى التقرير أن مستوى البذاءة ارتفع مجددا بعد نشر تسجيل فيديو الجمعة يعود إلى العام 2005 يقول فيه ترامب حين تكون نجما، يدعنك تفعلها، يمكنك القيام بأي شيء، تمسكنهن بعضوهن، مستخدما كلمة بذيئة، في إشارة الى تحرشه بالنساء، ولم يكن يعلم أن الميكروفون مفتوح. ويقول المؤرخ آلان ليتشمان الأستاذ في الجامعة الأمريكية في واشنطن، أن ترامب هو المحرض الرئيسي على هذا المستوى المتدني، ويضيف أنه مرشح بلغ مستوى تاريخيا من السلبية، ويوضح تعليقا على الفيديو، «لم أر شيئا كهذا من قبل». ويتابع أن المستوى «لم ينحدر إلى الحضيض» خلال الحملتين السابقتين، مع أن التهجم العنصري على الرئيس باراك أوباما كان أكثر خساسة. ويعتبر ترامب ومنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون المرشحين الأقل شعبية في التاريخ الحديث للولايات المتحدة. ومن المآخذ على كلينتون استخدامها ملقما خاصا لبريدها الالكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية، وتعرض القنصلية الأميركية في بنغازي الليبية عام 2012 لاعتداء حين كانت وزيرة للخارجية ومقتل السفير، وموقفها المتسامح إزاء مغامرات زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون. نموذج جديد وخلال الحملة الرئاسية في العام 1804، نشأ جدل حول ما إذا الرئيس توماس جيفرسون أنجب أطفالا مع عبدة  لديه. بعدها، توالت الفضائح الجنسية مع الرؤساء غروفر كليفلاند وورن هاردينغ وجون كينيدي، في العام 1987، التقطت صور للمرشح الديموقراطي غاري هارت مع شابة على متن يخت «مونكي بيزنس»، وباتت الحملة الرئاسية محط تركيز صحف الفضائح. لكن العام 2016 شهد أفعالا غير مسبوقة، فقبل بضع دقائق على المناظرة الرئاسية الثانية الأحد، دعا ترامب إلى مؤتمر صحافي عاجل مع ثلاث نساء اتهمن بيل كلينتون بالاعتداء عليهن جنسيا، ورابعة أكدت أن هيلاري ساعدت زوجها على الافلات من العقاب عندما كانت محامية شابة. وفي تطور غير مسبوق، أعلن الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأمريكي بول رايان، أنه لن يدافع عن ترامب ولن يشارك في الحملة لدعمه، خشية ألا يخسر فقط الحملة الرئاسية بل أيضا السيطرة على الكونجرس. ويكتب الصحافي في صحيفة «واشنطن بوست» ريتشارد كوهن، باتت لدينا مناعة ضد كل هذا، الكذب، التعريف المتقلب للجنس والبذاءة، وزوال الحدود بين ما هو خاص وما هو عام. ويعتبر الإستاذ في كلية الإعلام في جامعة كارولاينا الشمالية فيريل غيلوري أن المعطيات تغيرت لأن النقاش السياسي بات يتم أيضا على الإنترنت، مضيفا، الهجمات والهجمات المضادة تتم الأن في الوقت الحقيقي ويشاهدها مئات وحتى ملايين الناس. ويتابع غيلوري، أنه لم يعد هناك أي مراعاة للقوانين الضمنية المعتمدة في النقاش السياسي، في إشارة إلى تهديد ترامب لكلينتون بأنه سيزجها في السجن في حال انتخابه رئيسا. وفي تجمع انتخابي في شباط/فبراير، لم يتردد ترامب في تهديد متظاهر أزعجه بأنه سيحطم وجهه، وقبلها تحدث عن الدورة الشهرية لمقدمة تلفزيونية وشن هجوما على ملكة جمال سابقة للكون مشبها اياها بشخصية الخنزيرة «مس بيغي» في مسرح الدمى، بسبب اكتسابها وزنا. وردا على سؤال عما إذا كانت الحملات الرئاسية المقبلة ستكون بهذا المستوى من الانحطاط، يقول ليتشمان إن الاقتراع الرئاسي في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر سيكون حاسما. ويختم حديثه، إذا خسر ترامب بفارق كبير على الأرجح أن هذا النمط لن يتكرر، لكن إذا فاز أو خسر بفارق ضئيل فإنه سيكون وضع نموذجا جديدا للسياسة الأمريكية.

مشاركة :