ميشال سليمان يكشف عن «وصيته السياسية» قبل 80 يوما من مغادرته بعبدا

  • 3/7/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

باريس: ميشال أبو نجم الأرجح أن الرسالة التي تقصد الرئيس اللبناني ميشال سليمان توجيهها من باريس للأطراف في لبنان أو للجهات التي تتعاطى مع الشأن اللبناني عقب اجتماع دولي ناجح بحضور الدول الخمس الكبرى أشبه ما تكون بـ«الوصية» السياسية. فالرجل على ما قال وأكد أمس في لقاء مع مجموعة صحافية لبنانية في مقر إقامته في باريس، لا يريد التجديد وليس راغبا به بأي شكل من الأشكال. لكنه لا يريد أن يترك الرئاسة إلا وقد حدد الأسس التي سيتعين على خليفته السير على هديها كما أنه لا يريد أن يعد اللبنانيون أن اقتراب نهاية ولايته يعني أنه أصبح مهمشا لا حول له ولا قول. يقول الرئيس سليمان الكثير للبنان. ويوم أمس عاد لخطاب القسم الذي أكد أنه كان النبراس الذي اهتدى به رغم أنه لم ينجح في تحقيق الكثير مما تضمنه «لأن لبنان كان من غير دولة طيلة أربعين عاما: عشرون منها تحت الاحتلال السوري وقبلها عشرون في ظل لحرب الأهلية ثم جاءت مسألة المحكمة الدولية فالحرب في سوريا».. كما أن اللبنانين، يقول سليمان، لم يبدأوا في التحاور مع بعضهم البعض إلا حديثا. وبينما يتواصل هجوم حزب الله والأطراف المتضامنة معه على سليمان بغرض إحراجه فإخراجه، رد الأخير من باريس قائلا: «يجب أن يبقى المقر الرئاسي نابضا حتى آخر دقيقة وحتى منتصف الليل (من انتهاء الولاية) ولا يجربن أحد أسلوب التهويل على الرئيس مهما كان نوعه ومن يخطئ (في تقديره) فليقرأ كلمة كلمة خطاب القسم ليعرف إن كان مصيبا (في حكمه) أم لا». ويريد الرئيس سليمان رسم «السقف» الذي لن يجوز للرئيس الذي يخلفه في قصر بعبدا النزول تحته، الأمر الذي يعني في نظره «تحصين» موقعه رئاسة الجمهورية من المزايدات والتنازلات. وفي هذا السياق أعلن في باريس أن ما «يهمه» هو «الثوابت» التي يتحدث عنها «حتى تكون صالحة للرئيس الجديد الذي يتعين عليه البدء بها والانطلاق منها» وهي التي يختصرها خطاب القسم. ويبدو في كلام الرئيس سليمان بعض «التحسر» لأنه كان «مفروضا» عليه كما يقول أن ينفذها «لكنه لم يقدر على ذلك لأسباب كثيرة ليفسرها من يريد على هواه». وتأتي الاستراتيجية الدفاعية على رأس المسلمات التي يريد أن تكون منارة الرئيس المقبل لتخطي ما سماه في خطاب الكسليك «الثلاثية الخشبية» العقيمة المتمثلة بإيكال الدفاع عن لبنان «الجيش والشعب والمقاومة» وليحل مكانها «الأرض والشعب والقيم». ويعتبر سليمان أن الاستراتيجية الدفاعية «ضرورة» للمقاومة «حتى لا تستهلك إنجازاتها في الصراعات السياسية». ليس من الممكن أن يمر حوار مع الرئيس سليمان من غير الحديث عن الانتخابات الرئاسية. فولايته تنتهي ليل 25 - 26 مايو (أيار) والفترة الدستورية للانتخاب تبدأ في 25 الجاري أي قبل أقل من ثلاثة أسابيع. وفي مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان الذي استضافته العاصمة الفرنسية، سئل الرئيس سليمان كما قال عن هذا الاستحقاق وكان رده أنه: يجب تشجيع الأطراف «المعنية» والمجلس النيابي على إجراء الانتخابات حتى من غير وجود رئيس توافقي لأن رئيسا ما سيخرج من جولات الاقتراع. ولما يسأل مجددا عما يخوله توقع إجرائها، يجيب أن العنصر الأول هو موقفه بالذات الرافض للتمديد حتى وإن تعثرت العملية الانتخابية «لأن الدستور يفرض ذلك ولأنني شخصيا متشوق لإنهاء ولايتي». فضلا عن ذلك، فإن سليمان يرى في دعوة التمديد له «تعطيلا للعملية الانتخابية» كما يرى أن مقاطعة النواب «ضرب للديمقراطية وليست ممارسة لها». أما إذا انتهت الولاية ولم تحصل الانتخابات، فإن الرئيس سليمان لا يجد حرجا في إيكال السلطات للحكومة وفق منطوق الدستور حتى وإن لم تحصل على ثقة المجلس النيابي بسبب خلاف أجنحتها على البيان الوزاري وحول بنود إعلان بعبدا وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. فالدستور أناط بالحكومة تسلم سلطات الرئيس وهذا بذاته أهم من مثولها أمام المجلس ونيلها الثقة، وفي أي حال، فإن حكومة كهذه ستكتفي بتسيير الأمور العادية ولن تقدم على عقد معاهدات دولية أو تجري تقسيما إداريا جديدا. وفي كل حال، يبدو سليمان «سعيدا» بصيغة حكومة الرئيس تمام سلام وتمنى لو جاءت في بداية عهده. فضلا عن ذلك، فإنه يرى إمكانية للتوافق على بيان وزاري والتغلب على المواضيع الخلافية لأن «لكل الصعوبات مخارج وحلولا». لكن لو كان الأمر كذلك فلماذا لم تنجح لجنة الصياغة في التوصل إلى حل حتى الآن؟ وعاد الرئيس سليمان مطولا إلى مؤتمر باريس الذي يعتبره ناجحا إطلاقا وكاشفا أن المؤتمرين قرروا عقد اجتماعات لاحقة قد يكون أولها في شهر يونيو (حزيران) المقبل وسيسبقه اجتماع تقني في روما في 10 أبريل (نيسان) المقبل على مستوى قادة أركان جيوش الدول الصديقة التي كانت موجودة في باريس ودول أخرى لدعم الجيش اللبناني. ونفى سليمان نفيا قاطعا ما تروجه أوساط لبنانية من أن فرنسا وضعت شروطا على السلاح المقدم للبنان مذكرا بما قاله له الرئيس هولاند من أنه «لا شروط» على السلاح الذي يستطيع لبنان الحصول عليه. وكشف سليمان أن الجيش سيحصل على صواريخ مضادة للطائرات وللدبابات ومدفعية وأسلحة بحرية وأجهزة لمحاربة الإرهاب. سيبدأ التسليم بعد نحو شهرين ليمتد إلى حدود السنتين بسبب الحاجة لتصنيع الأسلحة المطلوبة والممولة من الهبة السعودية. وفي رأيه، فإن السلاح المطلوب للجيش هو الذي يمكنه من أداء المهمات الثلاث الرئيسة وهي محاربة إسرائيل ومحاربة الإرهاب وحماية السلم الأهلي وجمع السلاح غير الشرعي. وحث سليمان «كافة الأطراف اللبنانية» على «احترام الحبر» الذي كتب به إعلان بعبدا الخاص بنأي لبنان عن نفسه بخصوص النزاع في سوريا باعتباره كان تعبيرا عن إرادة لبنانية جامعة، مضيفا أنه «لا يجوز تسفيه عمل أعلى الهيئات في الوطن». وفي أي حال، فإنه نبه أن سلوكا من هذا النوع (أي التنكر لإعلان بعبدا) «ينسف مصداقية لبنان في العالم»، داعيا إلى الفصل بين ما حققه لبنان في باريس من إنجازات وبين وجوده شخصيا على رأس الدولة اللبنانية.

مشاركة :