تركيا: قواتنا في العراق ستبقى حتى طرد «داعش» من الموصل

  • 10/12/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قالت تركيا اليوم الأربعاء، إن العملية المزمعة التي تدعمها واشنطن لطرد تنظيم «داعش» من الموصل قد تغرق المنطقة في «الدم والنار»، إذا لم يتم إدارتها بحرص، مؤكدة أنها ستبقي على قواتها قرب المدينة رغم معارضة بغداد. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن تركيا المنخرطة في خلاف متصاعد مع العراق بشأن الأطراف المشاركة في هجوم الموصل ستبذل قصارى جهدها للحيلولة دون أن تتسبب العملية في تعميق الصراع الطائفي على حدودها. والموصل التي يصل عدد سكانها إلى 1.5 مليون نسمة، هي مقر «الخلافة» التي أعلنها تنظيم «داعش» في شمال العراق منذ عام 2014 . وستساعد المعركة المتوقعة في وقت لاحق هذا الشهر لاستعادة المدينة في رسم ملامح مستقبل العراق وميراث الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال أردوغان في كلمة في اسطنبول، «سنستخدم كل مواردنا لحماية أشقائنا في سوريا والعراق من أن يسحقوا تحت عجلات ألعاب القوى العالمية ولحماية أنفسنا من المعاناة من مصير مشابه». وأضاف قائلا، «نحن عازمون على تفريغ الهواء من بالون الصراع الطائفي الذي يهدف إلى إغراق المنطقة في الدم والنار». ونشرت تركيا صاحبة ثاني أقوى جيش في حلف شمال الأطلسي، جنودا في معسكر بعشيقة بشمال العراق لتدريب وحدات من مسلمين سنة ومن مقاتلي البيشمركة الأكراد، وتريدها أن تشارك في معركة الموصل المزمعة. لكن وجودهم أثار خلافا مع حكومة بغداد التي يقودها الشيعة والتي تحرص على أن تكون قواتها في مقدمة الهجوم. وحثت الولايات المتحدة الحكومتين يوم الثلاثاء على حل خلافهما الذي من شأنه التأثير سلبيا على الهجوم المزمع على الموصل بدعم أمريكي. وقالت واشنطن، إنه لا ينبغي نشر أية قوات أجنبية في العراق إلا بموافقة حكومة بغداد وتحت مظلة التحالف الذي يقاتل تنظيم «داعش»، والذي تقوده الولايات المتحدة. وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي لوكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء، «تركيا لا تتحرك بناء على أوامر من الآخرين.. وجود تركيا في معسكر بعشيقة سيستمر حتى يتم تحرير الموصل من داعش». وأضاف قائلا، «أيا كان سكان الموصل سواء من العرب أو التركمان فقد عاشوا معا لقرون وسيبقون كذلك. إذا قمت بتغيير التركيبة العرقية فإن الناس هناك لن يسمحوا لك بذلك.. هذا منظورنا كتركيا. القوة التركية في المنطقة ليست محل نقاش». «ضجيج وهذيان» .. وصوت البرلمان التركي قبل أسبوعين لتمديد نشر ما يقدر بنحو ألفي جندي تركي في شمال العراق لمدة عام لمحاربة «المنظمات الإرهابية»، وهو وصف فضفاض قد يشير إلى المتشددين الأكراد وأيضا «داعش». وأدان العراق التصويت، وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن تركيا تخاطر بإثارة حرب إقليمية. وطلبت حكومته اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الدولي لبحث المسألة، واستدعى كل من البلدين سفيره لدى البلد الآخر في أزمة دبلوماسية متصاعدة. وحذر أردوغان، العبادي في كلمة أمس الثلاثاء، بأنه يجب عليه أن «يعرف حدوده»، قائلا، «لسنا في حوار معا. ولست في مستواي ولا من شاكلتي أنت تصدر ضجيجا وهذيانا من العراق لا يهمنا البتة». ورد العبادي بعبارات مقتضبة على «تويتر» قائلا، «بالتأكيد لسنا ندا لك.. سنحرر أرضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب»، في إشارة إلى محاولة الانقلاب في تركيا في يوليو/ تموز، حين خاطب أردوغان شعبه عبر خدمة للتخاطاب بالفيديو على هاتف محمول. وفي وقت سابق اليوم هاجم أردوغان من ينتقدون موقف تركيا بشأن عملية الموصل، وقال، إن أنقرة تتعرض «لهجوم غير شريف»، لأنها تجرأت على الإخلال بتوازن القوى الإقليمي. وتشترك تركيا العضو بحلف شمال الأطلسي مع سوريا والعراق في حدود يصل امتدادها إلى 1200 كيلومتر. وتواجه أنقرة خطر تنظيم «داعش» المتشدد من الدولتين. لكنها قلقة من أن الجهود الدولية للقضاء على الإسلاميين المتشددين ستخلف مخاطر جديدة بعد ذلك. وشن الجيش التركي عملية داخل سوريا في أغسطس/ آب، لدفع تنظيم «داعش» بعيدا عن الحدود، ومنع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من الاستيلاء على أراض. كما أن أنقرة قلقة من دعم واشنطن لما تعتبره تركيا قوة كردية سورية معادية. وانتقد أردوغان بشدة تعليقات للمرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون، أثناء مناظرة يوم الأحد قالت فيها، إنها ستدرس تسليح المقاتلين الأكراد في سوريا، ووصف تصريحاتها بأنها غير مناسبة وتفتقر للخبرة. واتهم الرئيس التركي، واشنطن «بالعمل مع منظمة إرهابية لتدمير أخرى». ومن المحتمل أن يواجه الجيش التركي صعوبات في خوض صراع على جبهة ثالثة بعد اهتزازه بمحاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/ تموز، وانشغاله حاليا بهجومه في سوريا والتمرد الذي يشنه المتشددون الأكراد في الداخل وقرب الحدود مع العراق. وقالت مصادر أمنية، إن تركيا نشرت جنودا ومعدات عسكرية تشمل مركبات مدرعة قرب الحدود مع العراق في الأيام القليلة الماضية. وزار رئيس أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار، وحدات للجيش في إقليم شرناق الحدودي اليوم الأربعاء. وقال قورتولموش، إن تركيا ستشارك في عملية إخراج المتشددين من الموصل ما دامت وحدات حماية الشعب لا تشارك فيها. وترى تركيا في وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود ولديه قواعد في شمال العراق.

مشاركة :