لم يكن لأحد أن يتوقع المستوى الهزيل الذي يقدمة منتخب الأرجنتين لكرة القدم في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، بالرغم من الكم الهائل من النجوم الذي يعج بها صفوفه، خصوصاً في خط الهجوم الذي يظل عقيماً من الناحية التهديفية في المباريات وآخرها أمام البارغواي التي حققت الفوز على «التانغو» بهدف نظيف، في صدمة كبيرة تلقاها عشاق هذا المنتخب الكبير. فكرة تأثر المنتخب في غياب قائده ليونيل ميسي للإصابة، أصبحت غير مستساغة تماماً لدى المتابعين، إذ يتبادر دائماً الى الأذهان السؤال المرير: هل يعقل أن يتأثر منتخب بحجم الأرجنتين بغياب لاعب واحد وإن كان هذا اللاعب هو ميسي؟ رغم وجود مهاجم يوفنتوس الحالي ونابولي السابق غونزالو هيغواين، هداف الدوري الإيطالي في الموسم الماضي، وزميله المبدع في «السيدة العجوز» باولو ديابالا، والجناح المهاري والسريع أنخل دي ماريا المتألق مع باريس سان جرمان الفرنسي، كل تلك الأسماء لن تشفع للمنتخب في تعليق أخفاقه على شماعة غياب ميسي. وعلى النقيض تماماً، فازت البرازيل على فنزويلا بثنائية نظيفة، وهي كانت تلعب في ظروف مشابه للأرجنتين، إذ يغيب عنها مهاجمها وقائدها لاعب برشلونة الإسباني نيمار دا سيلفا، ولكن مدرب الـ «سيليساو» وجد الحل الناجع من خلال الدفع بتشكيلة شابة، ابرز قوامها كان الصاعد بقوة غابرييل جيسوس ونجم ليفربول الإنكليزي فيليب كوتينيو، وويليان واوسكار (تشلسي الإنكليزي)، فأتت ثمارها في تخطي فنزويلا، ليكون مدرب «السامبا» ليوناردو باتشي «تيتي» الرابح الأكبر في تلك الجولة، ويسكب المزيد من الزيت على نار «التانغو» الملتهبة على رأس المدرب ايدكاردو باوزا، الذي يبدو أن مهمته أصبحت أكثر تعقيداً في مشوار الأخذ بيد الأرجنتين إلى بر مونديال روسيا.