العنابي.. ما زال الطريق طويلاً وشاقاً

  • 10/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أوقف العنابي نزيف النقاط في رحلته الصعبة في التصفيات الآسيوية الحاسمة المؤهلة لمونديال 2018 بعدما فاز على المنتخب السوري بهدف وحيد في الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الأولى محييا بذلك آماله في المنافسة من جديد ومعيدا الثقة إلى جماهيره بعد ثلاث هزائم متتالية أرخت بكثير من ظلال الشك على مسيرته في التصفيات. إذا استحضرنا الأداء العام للعنابي في مباراة أمس الأول يمكن الخروج بمعطيات إيجابية يمكن البناء على أساسها للمرحلة المقبلة وكذا التنبيه على أمور أخرى وجب الاحتياط منها تفاديا لتكرار هفوات الجولات الثلاث الأولى خاصة أن المرحلة لم تعد تتحمل فقدان مزيد من النقاط تفاديا لخروج مبكر من دائرة الحسابات. الفوز أولى من الأداء أخذا بعين الاعتبار الوضعية التي كان فيها العنابي في نهاية الجولة الثالثة فإن الفوز على سوريا يعتبر نتيجة مرضية إلى أبعد الحدود لكون العنابي كان في حاجة ماسة للنقاط الثلاث وإذا علمنا أن هذه الوضعية تجعل الضغط النفسي يكون رهيبا على اللاعبين لكن يبدو أنهم لم يتأثروا كثيرا بحفاظهم على رباطة جأشهم حتى النهاية سواء قبل تسجيل الهدف أو بعده ذلك ففي كل الأحوال تكون المهمة صعبة سواء مع توالي الدقائق دون بلوغ المرمى وكذا سعيا للحفاظ على هدف التقدم وتعزيزه بهدف آخر للاطمئنان على النتيجة وهو ما لم يتحقق حتى النهاية حيث كان المنتخب السوري قريبا من تعديل النتيجة في اللحظات الأخيرة. بالعودة إلى الطريقة التي اتبعها فوساتي فقد كان واضحا أنه كان يبحث عن هدف يضمن به التقدم ليعمل على غلق المساحات أمام اللاعبين السوريين والاعتماد على الهجومات المرتدة وقد تجلى ذلك في تعزيز وسط الملعب وتكثيف تواجد اللاعبين في هذه المنطقة لعزل المهاجمين عن بعضهم وقد نجح في تحقيق ذلك بنسبة كبيرة رغم عجزه عن تسجيل هدف الاطمئنان رغم الفرص السهلة التي أتيحت له في مواجهة مباشرة مع المرمى أغلبها أتيح لسبستيان سوريا الذي افتقد النجاعة أمس الأول عكس المباراة السابقة أمام منتخب كوريا الجنوبية. ويتعين التركيز على جزئية تتعلق بكون هدف الفوز الوحيد كان من ضربة ثابتة وليس من عملية هجومية منسقة رغم أن العنابي حصل على فرص في الشوط الثاني لكن حينها كان منتخب سوريا يحاول العودة في النتيجة فسمح بمساحات لذلك فالحديث قبل الهدف الأول حينما كان المنتخب السوري منظما دفاعيا بشكل ممتاز فصعب مهمة الهجوم العنابي. اللعب تحت الضغط ولعل أبرز درس يتوجب على فوساتي التركيز عليه في المرحلة المقبلة هو إيجاد الحلول المناسبة لتطوير أداء العنابي الجماعي وتعويدهم على اللعب تحت الضغط وهو العامل الذي تسبب في خسارة العنابي في المباريات الثلاث الأولى وتكرر في مباراة سوريا مع فوارق أسهمت في تحقيق الفوز الأول. في المباراة الأولى أمام إيران لم ينجح العنابي في مقاومة ضغط أصحاب الأرض في الدقائق الأخيرة لينهار ويستقبل هدفين متأخرين فكانت خسارة مرة غير مستحقة وفي مباراة أوزبكستان فشل لاعبو العنابي في فرض أسلوب لعبهم في الملعب فلم يستفيدوا من عامل الأرض والجمهور فتعذر عليهم اختراق دفاع الأوزبكيين فكان العقاب قاسيا مرة أخرى في الدقائق الأخيرة لم يكن معها الوقت كافيا لتدارك الموقف وحدها مباراة كوريا كانت مختلفة شيئا ما حينما تمكن العنابي من تدارك تأخره بهدف عندما سجل هدف التعادل أولا وتقدم لأول مرة لكنه لم ينجح في تحصين خطوطه في الشوط الثاني وقراءة المنافس بشكل جيد فتلقى هدفين وأصبح متأخرا بل إنه فشل في التغلب على الكوريين رغم أنهم لعبوا أزيد من عشرين دقيقة بعشرة لاعبين. الفوز في مباراة سوريا لم يخف الصعوبة البالغة التي وجدها العنابي في بلوغ المرمى في الشوط الأول بسبب التنظيم الجيد والمحكم للسوريين حيث ضيقوا الخناق على لاعبي العنابي ولولا المجهود الفردي لحسن الهيدوس في الدقيقة 36 لخرج السوريون بنقطة في الشوط الأول وتعقدت معها مهمة العنابي في الوصول إلى المرمى. كل هذه المؤشرات تدل على الصعوبة التي يواجهها العنابي في اللعب تحت الضغط وهي من النقاط المهمة التي يتوجب على فوساتي الانكباب عليها في الأيام المقبلة لإيجاد الحلول المناسبة لها فضلا عن باقي الأمور الأخرى بما فيها الأخطاء الدفاعية القاتلة أحيانا حتى وإن بدت غير واضحة في مباراة سوريا فلأن الأخير لعب بمهاجم واحد فقط (خريبين) الذي ظل معزولا معظم فترات المباراة حيث فضل المدرب أيمن الحكيم تعزيز خطي الدفاع والوسط والاعتماد على عامل المباغتة، كما حدث في مباراة الصين الأخيرة حينما فاجأ الصينيين بهدف حصد به النقاط الثلاث. فوساتي.. وهامش الوقت المتاح إذا كان فوساتي قد تسلم المهمة على عجل ولم يكن له الوقت الكافي لتحضير أوراقه وقراءة المنافسين فإنه في هذه المرحلة يملك شهرا كاملا للتحضير للمواجهة الصعبة مع المنتخب الصيني الذي يعاني بدوره في المجموعة الأولى وهو يملك المعلومات الكافية لتسهيل مهمته بما فيها مباريات المنافسين بداية من منتخب الصين لترتيب أوضاع البيت ومراجعة اختياراته. النهج التكتيكي مسألة تتعلق برؤية كل مدرب وقناعاته لكنها تبنى بالضرورة على نوعية اللاعبين ومهاراتهم وإمكاناتهم وإذا كان فوساتي مقتنعا بالاعتماد على أسلوبه المعتاد الذي سبق أن حقق به الألقاب مع السد والعنابي فإن الأمر يختلف عندما يتعلق بالمنتخب لكن المدرب الخبير بدوري نجوم قطر يعلم كل ذلك ويعرف أن المرحلة المقبلة لا تتحمل مزيدا من الأخطاء تفاديا لضياع مزيد من النقاط فتعويض الهزائم الثلاث الأولى يتطلب مجهودا خرافيا من الجميع لمواجهة كبار المجموعة الأولى أملا في تقليص الفارق عنهم شيئا فشيئا واستدراك ما ضاع في بداية الطريق نحو روسيا.;

مشاركة :