«الوسم».. موسم الأمطار والنبات والطيور المهاجرة

  • 10/13/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الوسم أو الوسمي ليس منزلة أو نجماً في السماء، وإنما هو مصطلح لموسم أو فترة من الزمان، يضم أربع منازل قمرية كل منزلة 13 يوماً، وهي العواء ودخوله في 16 أكتوبر/ تشرين الأول، ويليه السماك ودخوله في 29 أكتوبر، ثم الغفر ودخوله في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، وأخيراً الزبانا ودخولها في 24 من الشهر نفسه. وينتهي الوسم في 6 ديسمبر/ كانون الأول، وتبلغ عدد أيامه 52 يوماً، ويصل به البعض إلى 60 يوماً، بحيث ينتهي منتصف ديسمبر/ كانون الأول. ويقول إبراهيم الجروان، مساعد مدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، إن الوسم أو الوسمي كان يبدأ في الجزيرة العربية مع طلوع منزلة العواء فجر 16 أكتوبر من الجهة الشرقية قبل طلوع الشمس، وكانت العرب تطلق عليها عواء البرد؛ لأنها تأتي بالبرد مع طلوعها عند الوسم، وتصرفه مع سقوطها بالربيع. وينتهي موسم الوسم مع طلوع منزلة إكليل العقرب في 6 ديسمبر. ويضيف: يعد موسم الوسم أفضل أوقات نزول المطر عند أهل الجزيرة العربية، ويختلف وقت دخول الوسم من حساب إلى آخر، لكنه عموماً بين منتصف أكتوبر إلى منتصف ديسمبر. وعن سبب تسمية الوسم بذلك الاسم، يقول الجروان لأنه يسم الأرض بالنبات، ومعنى الوسم الكي أو أثر الكي، وسميت هذه الأيام بالوسم؛ لأن أمطارها تسم الأرض بالخضرة والكلأ ومطره محمود ونافع للأرض. كما أن مطره مفيد لتنبت الأرض بجميع الأعشاب البرية، حيث إن هذه النباتات والأعشاب البرية تأخذ دورة حياتها كاملة، خلال الأجواء المثالية لنموها، بخلاف تلك التي تنبت في بداية موسم الحر، ثم تحرقها الحرارة فتستهلك مخزون البذور في البرية، إضافة إلى دوره في إنبات فطر الكمأة الفقع، وهو فطر ينمو في أجواء خاصة خلال موسم الربيع يشبه شكله البطاطا إلى حد كبير. وفي موسم الوسم يبدأ عبور الطيور المهاجرة، وتبدأ هجرة طيور مثل الحبارى والكروان. ويتابع أنه خلال موسم الوسم تنشط الأمراض الموسمية المرتبطة بتغير الجو، كالأنفلونزا، بسبب التفاوت الكبير بين درجات حرارة النهار الدافئ، والليل الذي قد تلتمس فيه البرودة. وعند دخول الوسم تواصل الشمس انحدارها إلى الجنوب، وتبدأ الأجواء بالتحسن وتنخفض درجة الحرارة ويبرد الليل. كما تعتبر فترة الوسم جيدة لنمو النباتات والزراعة، نظراً لاعتدال درجات الحرارة. ويعود الجروان إلى التاريخ للحديث عن هذا الموسم قديماً، فيقول: اعتمد أهل الجزيرة العربية على القمر في تحديد المواسم، وعلى اقتران الثريا بالقمر لتحديد أوقات الشتاء لديهم، وكان أكثر حرصهم على وقت نزول الأمطار خلال الوسم والشتاء، ثم الربيع الذي يعقبه؛ لأنهم اعتمدوا في معيشتهم على الزراعة ورعي الإبل والغنم، حيث يتتبعون الماء وأماكن تجمعه وكذلك الربيع والعشب وأماكن ظهوره. وهكذا اعتبر البدو قران البدر ببرج الحمل أول الوسم، واقترانه بالثريا منتصفه، واقترانه بالجوزاء وبرج التوأمين آخره. ويختم حديثه بالقول إن العرب كانت ترى أنه إذا عرض سهيل، الشعرى آخر الليل، فهو الوقت الذي يترك فيه العرب المحاضر ويطلبون المراتع، وذلك في أول الوسم. إضافة إلى أن دخول موسم الوسم يأتي بعد طلوع منزلة الصرفة، وهي آخر نجوم سهيل الأربعة: الطرفة والجبهة والزبرة والصرفة. وسميت بالصرفة لانصراف الحر عند طلوعها فجراً من المشرق، ويعقب موسم الوسم أيام الشتاء الباردة، وهي المربعانية التي يبلغ عدد منازلها ثلاث منازل، هي: الإكليل والقلب والشولة، وعدد أيامها 39 يوماً إلى نهاية يناير/ كانون الثاني.

مشاركة :