قدّم الموسيقي إبراهيم معلوف أمسية في «بيت السمفونية» في مونتريال حضرها جمهور كبير، نظراً إلى الشهرة التي يتمتع بها الموسيقي الفرنسي من أصل لبناني. وتألق عازف البوق في أغنية «ألف ليلة وليلة» لكوكب الشرق أم كلثوم. وكشف عن براعة في «تطبيع» الجاز الغربي وتوأمته مع الموسيقى الشرقية والعربية الكلاسيكية. وأقام بينهما مزيجاً تميز بتوازن إيقاعاته وتنوع ألحانه ودقة أدائه وتقنية توزيعه. وعلى مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة، بدا معلوف على المسرح، كما في حياته العامة، إنساناً وفناناً متواضعاً ودوداً، عاشقاً لفنه ومحباً له ومتيماً به. فهو أمتع جمهوره، وأطربه إلى درجة الانفعال. فموسيقاه كانت تضج بشحنات من العاطفة والأمل والشجي والرغبة في التغيير والانعتاق لا سيما أنها مستوحاة من الجاز والروك والهارد روك والبوب وغيرها من الألحان الأفريقية والأميركية الجنوبية والهندية. حفلت أمسية معلوف الموسيقية بتغطية إعلامية كندية واسعة لخصها الناقد الفني آلان برينو في جريدة «لا برس» بقوله: «أنتج معلوف مساراً جديداً للموسيقى العربية بات معروفاً ومألوفاً على المسارح العالمية. وبدا كأنه يروي قصة حياته الخاصة والفنية من خلال الموسيقى وحبه لها وتعلقه بها وحرصه على نقلها إلى جمهور المسارح وطلاب المعاهد الموسيقية وأصدقائه وعائلته وأينما تيسر له ذلك». دخل معلوف، كاسم كبير عالم الجاز في السنوات العشر الماضية، وأخذ مكانه العالمي بين مشاهير الموسيقى متميزاً بأسلوبه الفني الشاعري المعاصر وتكامله مع الثقافتين اللبنانية والفرانكوفونية. ولد في بيروت عام 1980 على أصوات القصف العبثي. ونشأ في بيت موسيقي لأب عازف على البوق وأم عازفة بيانو. أطلق عليه في صغره لقب «الطفل المعجزة» وفي صباه ترعرع على مزيج ثقافي وأسلوب موسيقي تميز بالفرادة والمهارة. واستوحى موسيقاه من أحاسيسه ورغباته الداخلية من دون أن يختبئ وراء لحن بعينه. فهو عاصر الجاز في نهجه الموسيقي الجديد ووجد فيه كما جمهوره نقلة نوعية في حياته الفنية وأصبحت لديه بانوراما موسيقية ذات لون ورائحة ومذاق ومزاج. عزف على البوق التقليدي وطوره إلى بوق حديث يعزف بـ» النغمات الأربع ذاتها» الموجودة في الألحان الشرقية والعربية. ومهد ذلك لمعلوف لأن يعزز موهبته الموسيقية ويغوص في أعماق التراث العربي ويكوّن فرقة موسيقية كاملة متكاملة ومحترفة تضم خمسة عازفين: معلوف على البوق وفرانك فويشت على البيانو وريك مارغيتزا على السكسوفون وسكوت كولي على الباس وكلارنس بن على الطبلة.