وضعت طبيبة في مركز "إم دي أندرسون" لعلاج السرطان، دراسة حول كلفة علاج سرطان الثدي، ومدى تفاوتها العشوائي من دون وجود سبب واضح، ما يدفع الكثير من المصابات إلى الاستغناء عن بعض الجلسات والعلاجات الضرورية. وجاءت دراسة الطبيبة شارون جيوردانو التي تعمل في قسم الأورام، بعد رفض عدد من الناجيات من السرطان، الخضوع إلى اختبار احترازي لمتابعة حالتهن الصحية، إذ تقول: "أحد الأسباب التي دفعتني إلى البحث، هو مريضة تعاني من سرطان الثدي الثلاثي السلبي، رفضت إجراء بعض الفحوصات التي طُلبت منها"، وفق ما ذكرت "أن بي سي نيوز". وأضافت شارون: "كانت المريضه بيغي جوهانسون أكملت عامها الخامس بعد رحلة علاجها من المرض، وطلبت منها فحوصات إضافية، لكنها رفضت، وتساءلت لم قد يتخطى أي مريض فحوصات ستعطيه صورة واضحة عن وضعه الصحي، وعلمت منها أنها لا تزال تسدد كلفة علاجاتها السابقة". وتؤيد جوهانسون، إحدى الناجيات من سرطان الثدي وعضو في جمعية "سوزان جي كومن الخيرية" بكنساس، ومدافعة في هذا الشأن منذ وقت طويل، أقوال شارون: "بلغت كلفة علاجي 200 ألف دولار، دفعت منها شركة التأمين 60 ألفاً"، لكنها تجد نفسها "محظوظة" لأن لديها تأميناً، فيما يدفع غيرها ممن لا يملكنه، كلفة علاجهن كاملة، مضيفةً أن "نساءً اضطررن إلى بيع منازلهن لتغطية علاجهن". وتوصلت جيوردانو مع مجموعة من زملائها في المركز، إلى أن شركات التأمين والمرضى والصحة الحكومية، تدفع في شكل غير ضروري حوالى بليون دولار سنوياً في علاجات السرطان، وأن كثيراً من المرضى عالقون في سداد فواتير قد تنتهي بعد أعوام عدة. وذُهلت جيوردانو وفريقها من النتائج، عندما راجعوا متطلبات التأمين لـ 14 ألف مريضة ما بين الأعوام 2008 و2012، إذ وجدت أن الكلفة تتفاوت في فئة دوائية واحدة ما يعادل 46 ألف دولار، فيما كان الأمر الأكثر غرابة أن "بعض الأدوية الأكثر فاعلية والأقل سُميّة، هي الأرخص". وذكرت على سبيل المثال، دواء يدعى "تاك"، وهو غالي الثمن وآثاره السلبية كثيرة، بينما وجدت أن دواء "باكليتاكسيل"، يقلل من الأعراض السلبية ومن الكلفة أيضاً، ويؤدي المفعول ذاته، لكن مثل هذا الأمر يصعب معرفته على المرضى، مشيرة إلى أن تفاوت الأسعار ينطبق أيضاً على الأدوية الرخيصة. وأوضحت الطبيبة أن نظام التأمين الذي تمتلكه المريضة يساهم في نوع الدواء الذي يصرف لها، لذا فإن على الطبيب نفسه التحقق من الأمر، إذ عرفت من خلال عملها، مدى التنوع في اختيار العلاج، وكانت تريد التوصل إلى آليه سهلة للمريض وللطبيب، تمكنهم من اختيار الأقل ثمناً والأكثر فاعلية في الوقت نفسه، لكن ذلك يستهلك وقتاً كثيراً. وأبدت جيوردانو أسفها من أن بعض المريضات يتحملن جزءاً من الكلفة على حساب نفقتهن الخاصة، إذ إن 10 في المئة منهن يدفعن فواتير تصل إلى حوالى 10 آلاف دولار، خصوصاً مع خطط التأمين المنخفضة أو الخطط التي تعتمد على استرداد جزء بسيط من كلفة العلاج، ما يعني تحملهن الجزء الأكبر من الكلفة. وذكرت شارون أن النفقات التي تصرف في رعاية مرضى السرطان ترتفع في شكل غير ثابت، تصل إلى ضعفي أو ثلاثة أضعاف الارتفاع الذي تسجله الخدمات الصحية الأخرى، إذ صعدت من 72 بليون العام 2004 إلى 125 بليون العام 2010، ويتوقع أن تصل إلى 158 بليون العام 2020، ما يعني أن الكلفة التي سيتحملها المريض في ارتفاع سريع أيضاً.
مشاركة :