قصف روسيا على حلب يقلل احتمالات تخفيف العقوبات الأوروبية

  • 10/13/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال ديبلوماسيون إن احتمالات أن يخفف الاتحاد الأوروبي عقوباته على روسيا بسبب أوكرانيا باتت أقل ترجيحاً الآن بعد الضربات الجوية الروسية المكثفة على مقاتلي المعارضة في سورية بل إن بعض أعضاء الاتحاد يلوحون بمزيد من الخطوات العقابية ضد الكرملين. وعلى رغم أن الاتحاد الأوروبي يقول إنه ينبغي الفصل بين الصراعين في سورية وأوكرانيا فإن الحملة العسكرية التي تنفذها دمشق وحليفتها موسكو على المناطق الخاضعة للمعارضة في شرق حلب تزيد من حدة التوتر بين روسيا والتكتل الأوروبي. وهذا يضعف يد إيطاليا والمجر ودول أخرى تزيد من ضغوطها من أجل تخفيف العقوبات واستئناف التعاملات الاقتصادية والتواصل مع موسكو بعدما فرضت عليها إجراءات عقابية أول مرة بعد أن ضمت القرم في آذار (مارس) 2014. وقال أحد وزراء خارجية الاتحاد: «من الواضح أن الهجوم على حلب أحدث اختلافاً في تفكير البعض. سيكون من المستحيل تأييد تخفيف العقوبات المتعلقة بأوكرانيا في ظل الأحداث الجارية». وأبدى مصدر ديبلوماسي فرنسي نفس الرأي، قائلاً: «احتمال رفع العقوبات المتصلة بأوكرانيا عن روسيا غير وارد فعلياً بعد حلب». وتقول فرنسا إن الهجمات على حلب تصل لمستوى جرائم الحرب وتريد فتح تحقيق مع سورية وروسيا. وقال مسؤولون من الاتحاد الأوروبي و «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) إن العقوبات على روسيا في ما يخص أوكرانيا يجب أن تبقى كما هي. وأوضح ديبلوماسي في بروكسيل: «لا إقبال على تخفيف العقوبات الآن... ما يجري في سورية لا يتيح أي مجال لتحسين العلاقات مع روسيا». ومن المقرر أن يتناول زعماء الاتحاد الأوروبي مسألة العلاقات مع روسيا يومي 20 و21 تشرين الأول (أكتوبر) في بروكسيل. والعقوبات الاقتصادية الرئيسية التي فرضها الاتحاد على روسيا في ما يتعلق بأوكرانيا سارية الآن حتى نهاية كانون الثاني (يناير). وتشمل العقوبات قيوداً على دخول روسيا إلى نظام التمويل الدولي وعلى التعاون في مجالي الدفاع والطاقة ووضع قائمة سوداء تشمل أفراداً وكيانات وفرض حدود على التعاملات الاقتصادية مع القرم التي ضمتها روسيا. ويطالب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي منذ فترة بإجراء نقاش جديد قائلاً إن الأزمة في أوكرانيا -حيث تدعم روسيا حملة تمرد شرق البلاد- يجب ألا تستبعد حدوث مزيد من التعاون الاقتصادي. وتجد إيطاليا دعماً من اليونان وقبرص وسلوفاكيا والمجر في الدعوة إلى إجراء مزيد من التعاملات الاقتصادية مع روسيا -مورد الغاز الرئيسي للاتحاد الأوروبي- لدعم النمو الاقتصادي. وقال ديبلوماسي آخر في بروكسيل: «الأمور تتحرك من سيء إلى أسوأ. ما من أحد سيجرؤ أن يطلب تخفيفاً. في هذه المرحلة سيسعد الحمائم إن بقيت الأمور على ما هي عليه». وتقول روسيا إنها لن تعيد القرم أبداً لأوكرانيا. والجهود التي قادتها ألمانيا وفرنسا لتنفيذ اتفاق سلام أوسع في شرق أوكرانيا متعثرة منذ شهور طويلة. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزعماء من الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في 19 تشرين الأول لإجراء مزيد من المحادثات. ومن المنتظر أن يكون رئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو حاضراً في بروكسيل في توقيت قمة زعماء الاتحاد الأوروبي وسيعقد التكتل اجتماعاً رفيع المستوى مع كييف في 24 تشرين الثاني (نوفمبر).   فرض عقوبات يبدو مستبعداً قال ديبلوماسيون إن فرنسا تقود مناقشات حول ما إن كان ينبغي فرض عقوبات جديدة على روسيا وبخاصة بسبب سورية حيث تدعم موسكو الرئيس بشار الأسد في الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. واستخدمت روسيا يوم السبت الماضي حق النقض في مجلس الأمن الدولي لإبطال مشروع قرار صاغته فرنسا ويطالب بوقف فوري للضربات الجوية والطلعات العسكرية فوق حلب. وقال ديبلوماسي فرنسي آخر: «هذا الخيار لا يمكن استبعاده حتى وإن كان سيستغرق بعض الوقت». وأضاف: «إنه ثمن كبير ولا جدوى من التقدم به إذا لم يدعمه باقي الأوروبيين». وسيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين المقبل كيفية الرد على القصف المدمر لحلب. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لمشرعين: «علينا أن نكثف الضغط على نظام الأسد من خلال العقوبات وعلى الروس من خلال العقوبات». وأضاف أن بعض الدول تباطأت في فرض عقوبات على روسيا بسبب اعتمادها على الغاز الروسي. لكن يبدو أن ألمانيا تعارض فرض عقوبات جديدة على موسكو. ويلقي ديبلوماسيون في بروكسيل بالشك على احتمال حدوث أي تحرك سريع في هذا الصدد، قائلين إنه لا يوجد اتفاق حاسم بين دول الاتحاد. وقال أحدهم: «لكن حتى وإن كان أمام التكتل شوط قبل أن يصل بالكامل إلى موقف مشترك... تظل الحقيقة الوحيدة أن هذه المناقشات الجارية تبعث بإشارة إلى روسيا».

مشاركة :