حينما قام الخميني بثورته التي نعرف عام 1979م كان شعار تحرك أتباعه: الموت لأمريكا، وظلت دولة الثورة الإيرانية تردد هذا الشعار عبر وسائل إعلامها كل مساء وصباح ودون كلل أو ملل، وهي تعلم علم اليقين أنها لن تحقق من وراء هذا الشعار شيئاً يذكر، ثم ردده فيما بعد حركة الرفض التي تشكلت بعد مبادرات الصلح مع إسرائيل، والتي كان لها دوي هائل عبر إذاعات وقنوات تلفزيونية وصحف وحركات سياسية منها حزب الله اللبناني، والذي كان تماديه في الرفض وصل إلى كل شيء، حتى أنه لا يزال يرفض أن ينتخب رئيسًا للبنان، ولعل الرفض ارتباط بالثورة الخمينية، والذي انتهى إلى مفاوضات مع الشيطان الأكبر، المتمثل في نظر أتباع الثورة في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم إلى التصالح معها من أجل تغيير طرأ على السياسة الإيرانية، وأصبح رفضها انحيازًا اليوم إلى الشيطان الأكبر والعدو الأعظم، وبالتالي فكل الحركات التي نشأت في حضن الثورة الخمينية ومنها حزب الله، وحركة الحوثيين، والذين أصبحوا ملزمين بالتصالح معه، لأنهم أتباع للثورة الخمينية، وليسوا أصلاء في حركة الرفض هذه، وأصبح اليوم ترديد شعار الموت لأمريكا شعارًا فارغًا معنى وأداء وواقعًا، وأصبحت الحركة التابعة فقط، لا تستطيع أن تفعل شيئًا في هذا الاتجاه أبدًا، وإنما تنتظر التعليمات، فالحركة الثورية اليوم ركدت، ولم يعد لها وجود، والسياسة ترغم المتعطشين للثورة أن يتوقفوا عن ترديد شعاراتها وإلا لفضحوا أنفسهم، فقد رضوا باتفاقٍ، مهما قيل عنه، فليس في صالحها، فاستغلته إيران فقط للمماحكات السياسية، ولكنه لن يصنع لإيران شيئًا تجاه قوى الغرب المهيمنة خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي القوى التي تستطيع أن تتخذ من إيران مخلب قط، كما كانت تفعل زمن الشاه، حينما كانت تمثل الجندي في خدمة دول الاستعمار، وظهرت اليوم بمواقفها الحادة ضد المملكة في صورتها القديمة، التي كانت فيها تخدم دولاً غربية مستعمرة، وتحافظ على مصالحها في الشرق، ففي أجواء إصدار قانون (جاستا) اتخذت المكانة التي لا تصلح إلا لها، بشن هجمات ضد المملكة، وكأنها بهذا تعين الولايات المتحدة الأمريكية فيما تنوي من اتخاذ خطوات تضر بمصالح شعب المملكة العربية السعودية، وتجعلها في ظنها في الموقف الأضعف تجاه هذا القانون الظالم، قانون الغاب الذي ما كان أحد يظن أن تتخذه دولة متحضرة، والذي ألغى كل مبادئ الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت تظهرها في مواجهة دول العالم وتعتز بها وتظن أنه بها تستطيع أن تقود العالم للديمقراطية والعدل، وإذا بها تتراجع عنها كلية بإصدار مجلسيها (الكونجرس) المكون من مجلس النواب والشيوخ، قانونًا يخالف كل الأعراف القانونية المعمول بها في عالمنا اليوم، وتجعل من شعبها لقمة سائغة لمحاكمات سوف تترى ضدها منذ هذا اليوم حتمًا. alshareef_a2005@yahoo.com
مشاركة :