أكدت دولة قطر أنها قطعت شوطاً كبيراً من أجل النهوض بالمرأة وتمكينها والمساواة بين الجنسين، حيث تتمتع النساء في دولة قطر اليوم بكل حقوقهن التي يضمنها لهن الدستور القطري، الذي ينص على المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات العامة، والمساواة بين الجميع أمام القانون دون تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين. جاء ذلك في كلمة دولة قطر أمام أعمال اللجنة الثالثة في الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول البند 27 من جدول الأعمال المعنون بـ»النهوض بالمرأة»، التي ألقتها الآنسة نورة سالم المريخي عضو وفد دولة قطر المشارك في أعمال الدورة بنيويورك. تعزيز تمكين المرأة ونوهت إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 تصبو إلى مجتمع تتمكن فيه المرأة من القيام بدور مهم ومؤثر في جميع مجالات الحياة، لافتة النظر إلى أن استراتيجية التنمية الوطنية لدولة قطر 2011 : 2016 تعد مثالاً على ذلك، حيث تضمنت خطة عمل لتعزيز تمكين المرأة من خلال التعليم وبناء القدرات والمهارات، وإزالة العوائق وتعزيز دور المرأة في القيادة على المستويات كافة. وأوضحت دولة قطر في كلمتها، أنه انطلاقا من الإيمان بأن تمكين المرأة لا يتم بمعزل عن تكريس حقوق وواجبات الأسرة، فقد تضمنت استراتيجية التنمية الوطنية للدولة استراتيجية «قطاع التماسك الأسري وتمكين المرأة»، التي تهدف إلى المحافظة على أسرة قوية تحظى بالدعم والحماية الاجتماعية، من خلال تحقيق توازن بين العمل والمسؤوليات الأسرية. وفي إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية عملت الدولة على توسيع نطاق مرافق العناية بالطفل واعتماد تدابير عمل أكثر ملائمة للأسرة، كمرونة وقت العمل، وتنفيذ برامج زيادة الوعي بتقاسم المسؤولية بين أفراد الأسرة، ومراجعة سياسة إجازة الأمومة. القضاء على العنف وشددت دولة قطر على أن جهود القضاء على العنف ضد المرأة من أهم الجهود التي تسهم في تحقيق التنمية، كما أنها تعمل على تعزيز السلام والأمن الاجتماعي، لذلك أولت الدولة أهمية كبيرة لهذه المسألة، حيث قامت بإنشاء آليات مختصة للتمكين والحماية، كالمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، التي تضم عدداً من المراكز، ومنها مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي. ونوهت إلى أن مسألة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة حظيت باهتمام ودعم من قبل المجتمع الدولي، الذي يسهم بدوره في تحقيق الكثير من الإنجازات في مناطق متعددة من العالم، وأن تخصيص الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، وهذا يؤكد حرص المجتمع الدولي على بذل المزيد من الجهود لتحقيق هذا الهدف على نطاق عالمي. ويؤكد الدور المحوري للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في تحقيق سائر أهداف التنمية المستدامة، كالقضاء على الفقر، والصحة، والتعليم. واعتبرت دولة قطر أن العدد الكبير من النساء اللواتي ترشحن لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، إنما يدل على جدية وعزم المجتمع الدولي لتحقيق المساواة بين الجنسين في أعلى منصب في الأمم المتحدة. ونوهت إلى أن الدولة تشارك المجتمع الدولي في هذه الجهود من خلال عضويتها في مجموعة الأصدقاء المتحدين، من أجل تعيين امرأة في منصب الأمين العام، التي تسعى حالياً من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في شغر المناصب القيادية العليا في الأمم المتحدة. على جانب آخر، لفتت النظر إلى أن الأزمات والنزاعات الدائرة في عالم اليوم أدت إلى تعرض عدد كبير من اللاجئين والمهاجرين لمخاطر الاتجار بالأشخاص، خاصة النساء والفتيات، مشددة على أن هذا الواقع الأليم يتطلب من المجتمع الدولي والدول الأعضاء وكل الجهات المعنية بأن يبذلوا المزيد من الجهود لمحاربة هذه الظاهرة، وتقديم الحماية والدعم لضحاياها. وأعادت دولة قطر، في ختام كلمتها، تأكيد التزامها بتمكين المرأة من ممارسة كل حقوقها ومشاركتها في كل نواحي الحياة، باعتبارها نصف المجتمع الذي لا غنى عنه في الجهود الرامية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة. إدانة العنف ضد المرأة أدانت دولة قطر بشدة كل أشكال العنف ضد المرأة، وما يُرتكب من عنف ضد النساء خلال النزاعات المسلحة، أو في المناطق الواقعة تحت الاحتلال، وحالات ما بعد النزاع. مشددة على أهمية أن تولي تقارير الأمم المتحدة اهتماما خاصا بمعاناة النساء وأسرهن الذين يعيشون في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، وإيجاد حلول عاجلة لأوضاعهم المأساوية، واتخاذ تدابير فعالة للمساءلة لتحقيق سبل الإنصاف والعدالة للضحايا.;