اطلعنا على المقال المنشور في (الوطن) العدد رقم 5855 يوم الإثنين 10/10 /2016 للكاتب علي سعد الموسى بعنوان: (إنه حب الحياة: هجرة مليون سعودي). وقد صدمتنا عبارة أوردها الكاتب في مقالته حول فئة عزيزة على قلوبنا وعلى الشعب السعودي قاطبة، وهي فئة متلازمة داون down syndrome من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قال الكاتب مستهزئا ما نصه: "أولادنا هنا بعد المتوسطة بعقلية الابتدائية، وبعد الجامعة بعقلية الثانوية العامة، وكأننا مجتمع مصاب بمتلازمة "داون"، حيث العمر العقلي يتخلف عن السن بأربع سنوات". سبب صدمتنا هو صدور هذا الكلام من كاتب له مكانته بين كتاب الرأي في المملكة العربية السعودية، يفترض فيه أن يكون واعيا بحقوق هذه الفئة، داعما لها، معينا للقائمين على شؤونها للقيام بمسؤولياتهم، بما يحفظ لهذه الفئة كرامتها وحقها بالعيش الكريم في كنف مجتمع رحيم كريم عادل، مؤمن بالمساواة بين أبنائه. إن أفراد هذه الفئة وأسرهم يعانون من الظروف المحيطة بحياتهم من جميع النواحي، وعلى الخصوص من الناحية النفسية، وأقسى ما يعانون منه هذه النظرة الدونية التي يحملها البعض عنهم، والتي تعززها مثل هذه العبارة التي ساقها الكاتب في مقاله، مما يهدر جهودا كبيرة في هذا المجال تقوم بها عدة جهات رسمية وغير رسمية لدمجهم في المجتمع. إن هذه الفئة وغيرها من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة تستحق منا جميعا بذل أقصى درجات الرعاية الاجتماعية والنفسية والمادية لهم، وهذا ما نلمسه من جهود الدولة في هذا المجال وجهود الداعمين من أهل الخير، حيث قامت جمعيات خيرية اجتماعية وصحية وتربوية عديدة لرعايتهم، منها "جمعية صوت متلازمة داون "التي يتولى رئاستها الفخرية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأتشرف شخصيا بمنصب رئاسة الجمعية لها. وبصفتي المشار إليها أعلاه؛ أتمنى من الكاتب الاعتذار لهذه الفئة الكريمة عن هذه السقطة، التي نشعر بأنها غير مقصودة.
مشاركة :