قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الأربعاء إن بلاده لن تسمح بأن تتسبب عملية مزمعة لطرد تنظيم الدولة داعش المتشدد من مدينة الموصل العراقية في دماء ونار بالمنطقة لما سيترتب عليها من صراع طائفي. وأضاف إردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون على الهواء خلال احتفال للهيئة القضائية أن تركيا مستهدفة بشكل شرس فيما يتعلق بمسألة الموصل لأنها تحدث تغييراً في التوازنات الإقليمية. الى ذلك قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي أمس الأربعاء إن قوات بلاده ستبقى في معسكر في شمال العراق إلى أن يطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل وذلك في مؤشر على استمرار الخلاف مع بغداد بشأن وجود القوات في الأراضي العراقية. ويتمركز الجنود الأتراك في معسكر بعشيقة لتدريب وحدات مؤلفة من مسلمين سنة ومقاتلي البشمركة الأكراد تريد منها تركيا المشاركة في معركة الموصل المزمعة. لكن وجودهم أثار خلافا مع حكومة بغداد والتي تحرص على أن تكون قواتها في مقدمة الصفوف خلال هذا الهجوم. وحثت الولايات المتحدة الحكومتين يوم الثلاثاء على إنهاء خلافهما الذي من شأنه التأثير بالسلب على عملية الموصل التي تدعمها الولايات المتحدة. وقال نائب رئيس الوزراء التركي لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء إن تركيا لا تتحرك بناء على أوامر من الآخرين.. وجود تركيا في معسكر بعشيقة سيستمر حتى يتم تحرير الموصل من داعش. وأضاف أيا كان سكان الموصل عربا أو تركمان فقد عاشوا معا لقرون وسيستمرون على هذا المنوال. إذا غيرت التركيبة العرقية هنا لن يسمح لك الناس هناك بذلك.. هذا منظورنا كتركيا. القوة التركية في المنطقة ليست محل نقاش. وشن الجيش التركي عملية داخل سوريا في أغسطس لدفع تنظيم داعش بعيداً عن حدودها ومنع وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من الاستيلاء على أراض. كما أن أنقرة قلقة من دعم واشنطن لما تعتبره تركيا قوة كردية سورية معادية. وقال قورتولموش إن تركيا ستشارك في عملية إخراج المتشددين من الموصل ما دامت وحدات حماية الشعب غير مشاركة. وترى تركيا في وحدات حماية الشعب امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً في جنوب شرق تركيا منذ ثلاثة عقود ولديه قواعد في شمال العراق. من ناحية أخرى قال الجيش التركي أمس إن مقاتلي تنظيم داعش في شمال سوريا يبدون مقاومة صلبة لهجمات مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا بعد ما يقرب من شهرين على شن الجيش حملة لإبعادهم عن الحدود. وتتقدم قوات المعارضة بدعم من دبابات وطائرات تركية نحو معقل تنظيم الدولة الإسلامية في دابق. وقال الجيش في بيان: إن الاشتباكات والغارات الجوية على مدار 24 ساعة أسفرت عن مقتل 47 متشدداً. وأضاف البيان بسبب المقاومة الصلبة لجماعة داعش الإرهابية لم نتمكن من إحراز تقدم في هجوم تم شنه للسيطرة على أربع مناطق شرقي بلدة أعزاز. وقال الجيش في تقريره اليومي: إن نحو 19 مسلحاً من تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد جري تحييدهم في حين سقط ثمانية قتلى من صفوف المعارضة المدعومة من تركيا. وبينما أصيب 22 من مقاتلي المعارضة لم تتعرض القوات التركية لأي خسائر بشرية. وقال الجيش إن الطائرات التركية دمرت خمسة مبان كان يستخدمها مقاتلو التنظيم بينما حيدت طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة 28 متشدداً ودمرت ثلاثة مبان. كما استهدفت العملية فصيلاً مسلحاً كردياً ترى تركيا أن وجوده على طول الحدود التركية يمثل تهديداً لها.
مشاركة :