تستعد الهيئة العامة للزكاة والدخل، للتطبيق المرتقب لضريبة السلع الانتقائية على منتجات مثل التبغ والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وذلك بعقد لقاءات تنسيقية مع الجهات ذات العلاقة بهذه المنتجات. وبدأت الهيئة أولى تحركاتها باجتماعات تنسيقية مع وزارة الصحة، لتفعيل التوعية بضريبة السلع الانتقائية للحد من استهلاك السلع الضارة على الصحة، والآثار الإيجابية المتوقعة لتطبيق الضريبة. وبحث الاجتماع الذي جمع سليمان الضحيان مستشار مشروع ضريبة القيمة المضافة والسلع الانتقائية بالهيئة العامة للزكاة والدخل مع الدكتور علي الوادعي المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين والدكتورة حصة الحسيني مديرة برنامج الغذاء المتوازن والنشاط البدني بوزارة الصحة، أدوار الجهات للتوعية قبل التطبيق. وأوضح الضحيان أن المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي شارك بفاعلية في إقرار ضريبة السلع الانتقائية ضمن فريق عمل النظام الضريبي الموحد لدول مجلس التعاون الخليحي انطلاقا من حرصهم على تفعيل دور الضرائب في الحد من استهلاك ما هو ضار بالصحة لتتكامل جهود مواجهة هذه السلع، ومن أهمها منتجات التبغ والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة مع الجهود العلاجية والتوعوية، التي أنشأت لها وزارة الصحة بالسعودية برنامجين للنهوض بهما على أكمل وجه وهما برنامج مكافحة التدخين للحد من استهلاك منتجات التبغ وآثارها، والبرنامج الوطني للغذاء المتوازن والنشاط البدني، الذي يشكل الحد من استهلاك المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والمرطبات المحلاة بالسكر وآثارها أحد أهم أهدافه. وقال الضحيان: "نرى في هيئة الزكاة والدخل عموما ولجنة التوعية بضرائب السلع الانتقائية أن القائمين على البرنامجين خير من يقدم الرسائل التوعوية، ويسهم في إيصالها للشرائح المستهدفة لتتفهم ماهية وأهمية هذه الضرائب، وتتأثر بها إيجابا بالتوقف عن استهلاك هذه السلع الضارة أو استهلاكها بكميات محدودة جدا لا تؤثر في الصحة والبيئة والاقتصاد كما هو الوضع القائم حاليا". وبحسب مصدر رسمي- فضل عدم ذكر اسمه- أن موعد تطبيق ضريبة السلع الانتقائية ستكون في منتصف العام المقبل 2017 فيما لم تحدد نسبة الضريبة حتى الآن، ملمحا أنها ستكون أكثر من 100 في المائة. من جانبه، شدد الدكتور علي الوادعي على ضرورة التعجيل بتطبيق ضريبة السلع الانتقائية لما لها من أثر ملموس، كما أثبتت تجارب الدول الأخرى على انخفاض استهلاك التبغ لدى الفئات ذات الدخول المتوسطة وما دونها، مشيرا إلى أن برنامج مكافحة التدخين يعمل منذ سنوات لرفع أسعار منتجات التبغ على المستهلك النهائي من خلال فرض مزيد من الرسوم والضرائب الجمركية والضرائب الأخرى كضريبة السلع الانتقائية، بهدف الحد من استهلاكها وآثارها، ومن ذلك المبالغ الكبيرة التي تتحملها الدولة والمواطن في العلاج والإقلاع، مبينا أن وزارة الصحة لديها 20 برنامجا لمكافحة التدخين في جميع مديريات الصحة بالمناطق والمحافظات. من جهتها، اعتبرت الدكتور حصة الحسيني أن مكافحة المنتجات الضارة كالتدخين والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة أمر ليس بـ"الهين"، حيث تقف الشركات التي تحقق المليارات من وراء ذلك حجر عثرة أمام جهود مكافحتها، وتستخدم طرقا ذكية وملتوية للترويج لها، وإيقاع صغار السن والشباب في إدمانها، مبينة أن رعاية شركات المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة للبطولات والأنشطة الرياضية من الوسائل المضللة التي تبرز عكس مخاطر هذه المشروبات على الصحة خصوصا صحة الأطفال والشباب". وأضافت: نحن سعداء جدا بالتوجه لإقرار ضريبة السلع الانتقائية، ونتطلع لتطبيقها عاجلا في المملكة، مبينة أن مخاطر مشروبات الطاقة على مستهلكيها خصوصا الأطفال والمراهقين دون سن الـ 18 لكونها تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين والتاورين والسكر، التي تشكل مخاطر عالية.
مشاركة :