دور المملكة في اليمن دور متكامل لا يقتصر على مساندة الشرعية في استرداد بلاد تم اختطافها من قبل مجموعة انقلابيين نفذوا مخططاً رسم لهم في طهران ضمن مخطط للهيمنة على دول عربية بعينها في إطار اختراق الأمن القومي العربي، وتهديد الدول العربية في أمنها ومقدراتها ومستقبل شعوبها. دور المملكة في اليمن كما هو معروف إنساني تنموي وعسكري فهي قدمت الكثير والكثير جداً من أجل اليمن قبل الانقلاب على الشرعية، وبعده ومازالت تقدم، فاليمن يمثل عمقاً استراتيجياً للمملكة كما أن المملكة عمق استراتيجي لليمن. توجيهات خادم الحرمين الشريفين لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع قيادة قوات التحالف ومع الحكومة اليمنية الشرعية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة لتسهيل ونقل جرحى حادثة القاعة الكبرى بمدينة صنعاء يوم السبت الذين تستدعي حالاتهم العلاج خارج اليمن تأتي في إطار الاهتمام المتواصل بالشعب اليمني، رغم أن التحالف نفى أن يكون له علاقة بذلك الهجوم، وأيد ذلك ظهور أدلة جديدة موثقة بالفيديو على أن التفجير كان داخلياً ما يعني وجود انشقاق في صفوف الانقلابيين وتصفية حسابات كان نتيجتها ذلك التفجير. من الواضح أن الانقلابيين لا يريدون حلا سلميا للأزمة في اليمن بل هم دائما ما يسعون للتصعيد والمناورة من اجل إطالة أمد الحرب حسب التعليمات القادمة اليهم من طهران التي تسعى، كما أسلفنا، الى إدخال المنطقة العربية في فوضى هي المستفيد الوحيد منها، وللأسف هي تجد من ابناء جلدتنا العرب من ينفذ لها مخططاتها ويساعدها في تقويض أمننا العربي. حادثة صنعاء هي عمل من الداخل بالتأكيد، والهجوم على المدمرة الأميركية قبالة سواحل اليمن يرى مسؤولون أميركيون فيه مؤشرات متزايدة على أن المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران هم وراءه، وأنه لن يمر بدون عقاب، كما أن تقدم قوات الشرعية مسنودة بالتحالف العربي على عدة جبهات يعطي مؤشرات قوية بأن الانقلابيين يعيشون مراحلهم الأخيرة، وأنهم فقدوا الكثير من خياراتهم ولم يبق لهم سوى العودة الى خيار الحل السلمي الذي حاولوا جاهدين أن يُفشلوه بشتى الوسائل معتمدين على التصعيد العسكري الذي لم يعد في صالحهم.
مشاركة :