موسكو – الوكالات: اعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس الاربعاء ان لقاء دوليا حول سوريا يضم وزيري خارجية روسيا سيرجي لافروف والولايات المتحدة جون كيري ووزراء خارجية من المنطقة سيعقد يوم السبت في لوزان بسويسرا، فيما اعلنت الخارجية الامريكية عقد اجتماع حول الازمة السورية في لندن يوم الاحد. وسيشارك في اجتماع لوزان بسويسرا في 15 اكتوبر وزيرا الخارجية الامريكي والروسي و«وزراء من عدة دول اساسية في المنطقة لدراسة امكانية اتخاذ اجراءات تتيح تسوية النزاع السوري»، فيما يرجح ان يطلع كيري نظراءه الاوروبيين على التطورات في محادثات الاحد. وميدانيا قتل سبعة مدنيين على الاقل أمس الاربعاء جراء قصف جوي ومدفعي استهدف حي الفردوس الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في شرق حلب، وفق ما اورد المرصد السوري لحقوق الانسان، بعد يوم من اتهام روسيا بتصعيد غاراتها على المدينة. ويتهم الغرب موسكو بارتكاب جرائم حرب عبر قصفها الجوي، فيما يتزايد التوتر بعد انسحاب الولايات المتحدة في الثالث من اكتوبر من المحادثات الثنائية مع موسكو بعد انهيار وقف اطلاق النار. ورغم انهيار العلاقات فان لافروف صرح في مقابلة مع شبكة سي ان ان أمس الاربعاء بأنه يامل في ان تساعد المحادثات التي ستجري في سويسرا على «اطلاق حوار جاد» يستند الى اتفاق الهدنة المنهار الذي تم التوصل اليه بوساطة موسكو وواشنطن. وقالت الامم المتحدة ان مبعوث الامم المتحدة ستافان دي ميستورا دعي الى المشاركة في المحادثات، الا ان الامال ضئيلة في التوصل الى انفراج ينهي النزاع الضاري المستمر منذ خمس سنوات وأودى بحياة نحو 300 الف شخص. وعقب انهيار الجهود الدبلوماسية بشأن سوريا، دعت بعض الاوساط الغربية الى فرض اجراءات عقابية على موسكو، فيما ردت روسيا بتعزيز قواتها في البلد الذي مزقته الحرب. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاربعاء الدول الغربية من فرض عقوبات ضد موسكو بسبب سوريا، مؤكدا ان روسيا لن تسمح بأن تعزل. وقال في منتدى استثماري في موسكو «يجب ألا نسير في طريق الضغوط والابتزاز، ولكن يجب ان نبحث عن حلّ وسط». واضاف «لقد قلت مئة مرة اننا مستعدون للبحث عن هذه الحلول الوسط. ونود كثيرا ان يعاملنا شركاؤنا بهذه الطريقة». وفي وقت سابق من هذا الاسبوع ألغى بوتين زيارة مقررة لفرنسا بسبب الخلاف حول سوريا، وأمس الاربعاء انتقد باريس بسبب طرحها مشروع قرار في الامم المتحدة بشأن حلب اعترضت عليه روسيا. وقال بوتين امام منتدى اقتصادي في موسكو ان الفرنسيين «طرحوا مشروع القرار رغم علمهم انه لن يتم تبنيه من اجل دفع روسيا الى استخدام الفيتو». وقال «لماذا؟ لتصعيد الوضع وتأجيج الهستيريا المحيطة بروسيا». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت ان بوتين «رفض المجيء الى باريس لمناقشة الوضع في سوريا» لأن «ذلك كان سيعتبر محرجا جدا له». وحذرت الامم المتحدة من كارثة انسانية في شرق حلب المحاصر، وقالت ان تلك المنطقة يمكن ان تدمر بشكل تام بنهاية العام. ودعا البابا فرنسيس أمس الاربعاء الى «وقف إطلاق نار فوري» في سوريا يستمر «على الاقل الوقت اللازم» لإجلاء المدنيين ضحايا عمليات القصف. وقال البابا في اللقاء الاسبوعي في ساحة القديس بطرس «أجدد دعوتي بشكل ملح، وأناشد بكل قوتي المسؤولين ليتم التوصل الى وقف إطلاق نار فوري يفرض ويحترم، على الأقل الوقت اللازم لإفساح المجال امام إجلاء المدنيين، وفي المقام الاول الأطفال العالقين تحت قصف دموي».
مشاركة :