يسمونه بولت السعودية، ويقولون إنه ممكن أن يكون عداء في ميادين ألعاب القوى أكثر من أي شيء آخر بما في ذلك كرة القدم. طار النمر فهد المولد من الفرحة وكأنه طفل تلقى للتو أول هدية في حياته .. وفي الواقع يحق له ذلك؛ فكل السعوديين ليلة أمس الأول طاروا معه وبه فرحاً. وأحيا ابن الاتحاد في غضون ست دقائق منذ دخوله بديلا للمهاجم ناصر الشمراني أمام الإمارات سيرة الأسطورة الهولندي ماركو فان باستن؛ مسجلا هدفا خرافياً. المولد أعاد الذاكرة 28 عاما للوراء لتلك اللحظة التي حطم فيها "الطواحين" نظراءهم السوفييت في نهائي أوروبا محتفلين بثنائية وضعتهم على عرش القارة العجوز. ويومها لم يكن المولد قد أبصر النور أو عرف شيئا اسمه كرة القدم .. بل حتى إنه لم يظهر للدنيا إلا بعد عامين من اعتزال الفتى الهولندي المدهش. فان باستن لم يعمر طويلاً في ميادين كرة القدم؛ هي فقط أقل من تسعة مواسم صاخبة انطلقت 1984 من أياكس أمستردام حتى تحطمت أحلامه بفعل الإصابة على أسوار سان سيرو في ميلانو عام 1993. لكن السعوديين سيعمرون المولد بالذاكرة متى ما عبر برفقة الأخضر إلى المونديال الروسي والعودة مجددا إلى واجهة الكرة العالمية بعد 12 عاما من الغياب. يقول المولد بلغة بسيطة، مشبعة بالعفوية عقب النصر أمس الأول:" المدرب مارفيك لاحظ بطء دفاع الإمارات وأشركني والحمد لله قدرت أعمل فارق مع المنتخب". بينما الحالة الأكثر صدقاً وتطابقاً لشعور المولد وهو يركض عقب الهدف وكأن الريح من تحته، ما قاله بولت عقب فوزه بالهاتريك الثالث في ريو دي جانيرو: "لقد ارتحت الآن.. نفذت المهمة.. أنا سعيد وفخور بنفسي.. لقد أصبح الأمر واقعياً". المولد من طينة اللاعبين الذين لا يُتوقع منهم شيء مدهش؛ إلا أنهم يفاجئونك بهدف يعاقبك على سوء ظنك المسبق بقية حياتك.. وبئساً لسوء الظنون يا "فان المولد".
مشاركة :