حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي البلجيكي في بروكسل من ارتفاع أعداد صغار السن المجندين في صفوف «داعش» ببلجيكا، والذين يتعرضون لضغوط من التنظيم لتنفيذ هجمات في البلاد. قال إريك فإن ديرسبت، المتحدث باسم النيابة العامة الفيدرالية أمس في تصريحات صحافية إن «داعش» لم يعد «يسعى لإرسال الشباب إلى سوريا، ولكنه يطلب منهم البقاء من أجل زرع الموت والدمار»، مشيرا إلى «اتجاه وتكتيك جديدين للتنظيم». ويستمر المتحدث بالقول إن «هناك مزيدا من قضايا التطرف تتعلق في الواقع بالقاصرين (فتيانا وفتيات ما بين 16 إلى 17 سنة) فالصغار يسهل التأثير عليهم، والمجندون لا يجهلون ذلك». ويتم التجنيد عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وغالبا من خلال تطبيق «التلغرام». ويسترسل موضحا: «يتم تلقين الشباب وإعدادهم، عاجلا أم آجلا لتنفيذ هجوم». غير أنه لم يتم اكتشاف أي دليل ملموس على هجوم وشيك ينفذه هؤلاء القاصرون المتطرفون، ولكن مع ذلك، فإن الاتجاه «يثير قلقا بالغا» لدى النيابة العامة الفيدرالية. يأتي ذلك بعد أن حذّر أعضاء البرلمان الأوروبي من تزايد الحملة الدعائية المعادية للاتحاد الأوروبي، سواء من جانب تنظيم داعش أو روسيا. وصوّت أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي على قرار يحذر من أن الحملة الدعائية تستهدف تشويه الحقيقة، وتحرض على الخوف ويجب مواجهتها من خلال رسائل إيجابية وحملات للتوعية والتعليم لزيادة محو الأمية المعلوماتية بين مواطني الاتحاد الأوروبي. ومشروع القرار الذي صوت له الأعضاء بأغلبية 31 صوتا مقابل 8 أصوات وامتناع 14 عضوا عن التصويت، أعدته البرلمانية آنا فوتيجا. وقالت عقب التصويت إن الدعاية المضللة والموجهة ضد المجتمعات الأوروبي من قبل الكرملين وتنظيم داعش يجب مواجهتها بفعالية، وهذا التقرير هو خطوة مهمة جدا في رفع مستوى الوعي بالمشكلة، وعلى حد سواء في جميع دول الاتحاد الأوروبي أو في المؤسسات الاتحادية، لا يجب السكوت على مثل هذه القضية الحيوية بالنسبة للأمن الأوروبي. وجاء في نص القرار أن الدعاية العدائية ضد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، تسعى إلى تشويه الحقيقة وتثير الشكوك والتباعد بين الاتحاد الأوروبي وشركائه وخصوصا في أميركا الشمالية، وتهدف هذه الدعاية أيضا إلى شل عملية صنع القرار والتشكيك في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، والتحريض على الخوف وعدم اليقين بين مواطني الاتحاد الأوروبي. وأبدى أعضاء البرلمان الأوروبي القلق بسبب محدودية الوعي بذلك في بعض الدول الأعضاء، وحثوا الخبراء ووسائل الإعلام على جمع البيانات والحقائق حول هذه الدعاية. وحول «داعش»، قال التقرير إن الاتحاد الأوروبي ومواطنيه من الأهداف الرئيسية لتنظيم داعش ويجب على الدول الأعضاء أن تعمل بشكل وثيق لحماية المجتمع وتعزيز القدرة على مواجهة التطرف، كما يجب زيادة العمل على مواجهة حملات «داعش» من خلال الاعتماد على علماء من المسلمين، من أجل توضيح الموقف ونزع الشرعية عن دعاية التنظيم الإرهابي. على صعيد متصل، أظهرت دراسة أميركية نشرت الثلاثاء أن الهزائم العسكرية التي مني بها تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا أضعفت دعايته وقدرته على تجنيد متطوعين جدد. والدراسة التي أعدها فريق من مركز مكافحة الإرهاب في كلية «وست بوينت» العسكرية يقوده دانيال ميلتون استندت إلى تحليل إنتاجات التنظيم الإرهابي من الصور والفيديو، كمّا ونوعا. وبحسب الدراسة، فقد أنتج تنظيم داعش في شهر أغسطس (آب) 2015 ما مجموعه 700 صورة وتسجيل فيديو، مقابل مائتي صورة وتسجيل فيديو في شهر أغسطس الماضي. وقال ميلتون في الدراسة إنه «من الواضح» أن تنظيم داعش اضطر إلى خفض نشاطه الدعائي بسبب الضغوط التي يتعرض لها من جانب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضده في سوريا والعراق. أما من حيث المضمون، فقد تضاءلت المنتجات الدعائية التي تتحدث عن حسن سير «دولة الخلافة» وأجهزتها من مدارس ومكتبات عامة وخدمات عامة وجهاز شرطة وما إلى ذلك، بحسب الدراسة. وجاء في الدراسة أن تنظيم داعش «يعاني من أجل الحفاظ على صورة دولة تعمل»، في حين أن هذه الصورة كانت تعتبر العامل الأساسي في جذب الإرهابيين إلى أراضي «دولة الخلافة». بالمقابل، زادت إنتاجات التنظيم من التسجيلات المصورة لعمليات إعدام من يعتبرهم جواسيس في ظاهرة قال معدو الدراسة إنها إما تعكس حالة «هذيان» يعاني منها قياديو التنظيم أو وجود انشقاقات فعلية في صفوف الإرهابيين.
مشاركة :