قال الفلكي والمؤرخ عادل السعدون أن موسم «الوسم» يبدأ في 16 اكتوبر الجاري ويستمر إلى دخول «مربعانية» الشتاء أي حتى 7 ديسمبر المقبل. وأوضح السعدون في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الخميس أنه سمي بهذا الاسم لأنه يسم الأرض بالنبات ويسمى أيضاً «الوسمي» فيقال «أرض موسومة» أي إذا أصابها الوسمي. وأفاد بأن أول قطع سحب فترة الوسم تسمى «عهاداً» وأمطاره «الثروى» نسبة إلى نجم الثريا أما السحاب المبكر الذي يظهر مع دخول الوسم فيقال لها «المرابيع» ومفردها «مرباع» كمرابيع الإبل وهي التي تنتج في أول الزمان ويقال للمكان السريع النبات «مرباع» أما آخر أمطار الوسم تسمى «الولي». وذكر أنه إذا نزلت الأمطار مبكراً في هذا الموسم ولفترات متعددة ومتباعدة فإن الأرض تخصب ويظهر الكمأة «الفقع» في البراري كما ينبت النبات البري بأنواعه المتعددة من زهور وأعشاب فصلية وتخضر الأعشاب الحولية والمعمرة. وقال السعدون أن كل أمطار الوسم مفيدة للبر وإن لم يأتي المطر بفترة «الولي» وهي آخر أيام الوسم فإن الأرض تجف، مضيفاً أن أول أمطار الوسم تقع والجو ما زال حاراً فيعجل ذلك ظهور النبات ومطر الوسم أقل وألين وأبلغ في الأرض وأروى. وذكر أن أول 13 يوماً من الوسم تسمى «موسم الصفار» أي بعد دخول «الصفري» خلال الأسابيع الماضية وظهرت معه أمراض الحساسية عند بعض الناس ويستمر ويسمى بالصفار وتكون أمراض الصفار أشد حدة وسمي بالصفار لاصفرار الجسم من تأثير الأمراض. وفلكياً، أشار السعدون إلى أن أول نجوم الوسم «العواء» ثم «السماك» ثم «الغفر» وآخرها «الزبانا» حيث تقول العرب «إذا طلعت العواء طاب الهواء وضرب الخباء وكره العراء وشنن السقاء». المواسم المناخية «سهيل» و«الوسم» و«المربعانية» و«العقارب» و«الذرعان» و«المرزم» و«الكليبين» تسميات اطلقها أهل الكويت والجزيرة العربية قديماً على المواسم المناخية التي تتزامن مع دوران الأرض حول الشمس. واعتمد أهل الكويت منذ القدم في تقسيم المواسم ومواقيتها على الحساب الفلكي الذي يستند إلى حركة النجوم والشمس مفضلين التقويمين الشمسي «عند أهل البادية» والفارسي «النيروز» عند أهل البحر على التقويم القمري «الهجري» نظراً لعدم ثبات أيام السنة في هذا التقويم. وعن المسميات المحلية للمواسم المناخية، قال الفلكي والمؤرخ الكويتي عادل السعدون في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية «كونا» إن مسميات المواسم ليست خاصة بالكويت «بل هي عربية بشكل عام» وتعود جذورها إلى الجزيرة العربية. وأوضح السعدون أن الكويت «بلد مهاجرين» وأغلب المهاجرين قدموا من نجد وبقية مناطق الجزيرة العربية وقد نقلوا معهم مسميات المواسم المناخية التي اعتمدت على منازل النجوم. وأشار إلى اعتماد العرب في الماضي على النجوم لأنها ثابتة تظهر في وقت معلوم كل سنة رغم اختلاف مواقعها على مر السنين «لكن وقت ظهورها ثابت لذلك فإن الاستدلال بالنجوم هو الطريقة الأسلم والأنسب» لأنه يتواءم مع فصول السنة، مضيفاً أن هذه النجوم تظهر في وقت الفجر واضحة ولامعة فاتخذها القدماء دليلاً على بداية المواسم المناخية. وذكر أن أول المواسم عند العرب هو «سهيل» وفيه تنكسر حدة الشمس والانتقال من فصل الصيف إلى الخريف، موضحاً أن سهيل نجم يظهر في 24 أغسطس ويستمر حتى 15 أكتوبر «مدة هذا الموسم 53 يوماً». وقال أن لهذا الموسم أربع منازل «في برج الأسد» هي «طرفة والجبهة والزبرة والصرفة» إذ أن مدة كل منزلة 13 يوماً. وأضاف أن موسم «سهيل» يحل في شهر سبتمبر بداية موسم داخلي وهو «الصفري» الذي تصاحبه أمراض الحساسية التي يرجعها البعض إلى لقاح النخل والنباتات «لكن السبب الحقيقي وراء تلك الأمراض هو تغير الأجواء» والطقس العام في كوكب الأرض. ولفت إلى أن ثاني المواسم هو «الوسم - من 16 أكتوبر حتى 6 ديسمبر» ويتضمن أربع منازل أيضاً «ثلاثة في برج العذراء وواحد في برج الميزان» وهي «العواء وأسماك وغفر وزبانا» حيث أطلق عليه «وسم» لأنه «يسم الأرض بالنبات أي يعطيها بساطاً عشبياً» مع ظهور النباتات في حال هطول الأمطار باكراً. وأوضح السعدون أن أمطار الوسم «إذا كانت غزيرة فيظهر الفقع في شهر يناير» ليدخل موسم «المربعانية» في السابع من ديسمبر ويستمر حتى 14 يناير. وأضاف أن مدة هذا الموسم 39 يوماً وله ثلاث منازل هي «نجم الاكليل ونجم القلب ونجم الشولة» حيث تمتاز المربعانية بالبرودة القارصة وبعدها يبدأ موسم «الشبط أو برد البطين - من 15 يناير حتى 9 فبراير» الذي يستمر 26 يوماً ويتخلله أسبوع «برد الأزيرق عند أهل البادية وتشار عند أهل البحر»، مشيراً إلى أن لهذا الموسم منزلتين هما «نجم النعايم ونجم البلدة» ويسجل فيه برودة تتحول تدريجياً مع ارتفاع درجات الحرارة في آخر أيامه. وذكر أن خامس المواسم هو موسم «العقارب - من 10 فبراير حتى 20 مارس» حيث يتداول أهل الكويت مع قدومه المثل القائل «إذا دخلت العقارب ترى الخير قارب» ومدته 39 يوماً وله ثلاث منازل هي «سعد الذابح وسعد البلع وسعد السعود» ومع هذا الموسم تبدأ الحرارة في الارتفاع وتنتشر أزهار الربيع التي يطلق عليها تسمية زهور «النوير» وهي زهور ذات لون أصفر تنبت في البيئة الكويتية مثل الأقحوان والزملوق. وأضاف أن هذه الأيام من فصل الربيع تشهد فترة برد العجوز «من 10 إلى 16 مارس» ثم الحميم «26 يوماً» وما يسمى عند أهل الكويت بفترة «بياع الخبل عباته» وبعدها فترة الذرعان «عند أهل البادية» التي تمتد 26 يوماً «من 16 أبريل حتى 11 مايو». وقال الفلكي السعدون أن الكويتيين مازالوا يستخدمون مسميات هذه المواسم لسهولة تقسيمها، مشيراً إلى أن هذه النجوم ليس لها تأثير على نهاية الحرارة أو بداية الشتاء «لكنها تتزامن مع دوران الأرض حول الشمس فقط». ويعد موسم «بياع الخبل عباته» موسماً شديد البرودة نادر الوقوع ولا يأتي كل سنة إذ يختلط لدى كثير من الناس بين «برد العجوز» و«بياع الخبل عباته» بسبب تقارب المدة الزمنية بينهما ضمن فترة دافئة يعتقد فيها الناس أن فترة البرودة انتهت ولذلك تستبدل الملابس الشتوية بالملابس الصيفية ولكن تعود أحياناً الفترة الباردة مرة أخرى وتنخفض درجات الحرارة لتعود الملابس الشتوية إلى الظهور مجدداً. وبعد تلك المواسم تدخل فترة الكنة أو «السرايات» وموسم «الثريا» و«البوارح» ايذاناً ببداية فصل الصيف والتي تستمر 52 يوماً حتى 19 يونيو ويكون حينها الجو حاراً ثم يدخل موسم «التويبع - تصغير كلمة تابع» ومدته 13 يوماً. ثم تأتي مواسم «الجوزة - 26 يوماً» أي الجوزاء و«المرزم - 13 يوماً» و«الكليبين - 13 يوماً» حيث تتميز بحدة الرياح الشمالية والحرارة التي تتراجع بعد ذلك لتسجل أجواء رطبة تسيطر فيها الرياح الجنوبية الشرقية العابرة على الخليج العربي.
مشاركة :