للمرة الثانية في غضون يومين، مُنع المراقبون العسكريون لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا من دخول شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية، كما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس. ومنع عشرة رجال مسلحين لم تعرف هوياتهم على حاجز اقاموه، الحافلتين اللتين كانتا تنقلان اربعين مراقبا وتسير وراءهما نحو خمسين سيارة مدنية اوكرانية، من المرور قرب قرية تشونغار، احدى نقطتي الوصول الممكنتين الى شبه الجزيرة. وقال احد المراقبين لوكالة فرانس برس طالبا التكتم على هويته "سنحاول التفاوض مع هؤلاء الاشخاص. سنحاول بكل بساطة دخول القرم بصفتنا مدعوين من الحكومة الاوكرانية وبتفويض من منظمة الامن والتعاون في اوروبا". ووقف عدد من الرجال المسلحين الذين يرتدون ثيابا عسكرية مرقطة واقنعة ويحملون بنادق قتالية امام الحافلتين قرب حاجز اقاموه من كتل اسمنت وضعت بشكل متعرج. وترافق الحافلتين حوالى خمسين سيارة يقودها انصار للسلطات في كييف الذين وقفوا خلفهم وهم يحملون اعلاما زرقاء وصفراء. ولوحت المتظاهرة لودميلا كوربيك (55 عاما) بعلم وقالت "لا نريد ان تتقسم اوكرانيا. ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا قادرة على التفاوض، نريد ان يتخذ القرار بطريقة سلمية". وتزامناً، أصدرت اليوم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بياناً كشفت فيه النقاب عن فشل محاولة بعثة المنظمة المكونة من 47 عضوا عسكريا ومدنيا في الدخول إلى إقليم شبه جزيرة القرم عبر مدينة ارميانسيك. أوضح البيان أن بعثة المنظمة, التي تشارك فيها 25 دولة, حاولت الدخول إلى شبه جزيرة القرم مساء أمس وفشلت بسبب وجود نقطتي تفتيش الأولى تتبع القوات الأوكرانية والثانية يسيطر عليها عسكريين مجهولي الهوية. يذكر أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وافقت على إرسال بعثة عسكرية غير مسلحة إلى أوكرانيا، استجابة لطلب تقدمت به أوكرانيا إلى المنظمة بموجب الفصل الثالث من وثيقة فيينا لعام 2011، الذي يسمح بالاستضافة الطوعية لتبديد المخاوف إزاء أنشطة عسكرية غير عادية، حيث أعرب سكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا, لامبرتو زينيير, عن أمله أن تساعد الزيارة على تهدئة التوترات في أوكرانيا وتقييم الحقائق على الأرض، بشكل يضع المنظمة في وضع أفضل يمكنها من تقديم حل سياسي للأزمة الراهنة من خلال الحوار. روسياالقرماوكرانيامنظمة الامن والتعاون في اوروبا