هل نقف على أبواب حرب عالمية ثالثة تدمر الجميع؟

  • 10/14/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أن قرر الحلف الأطلسي في قمة الأخيرة بوارسو تغييرا في تحديد مفهومه للعدو واعتبار موسكو، ومن مقر حلفها السابق الذي كان يضم الدول الشيوعية في إطار حلف وارسو، عدوا محتملا ثم تنصيب الحلف الأطلسي درعا صاروخية على مقربة من الحدود الروسية و شرح ذلك بأن الدرع الصاروخية موجهة إلى اعتراض هجمات محتملة قد يكون مصدرها إيران أو كوريا الشمالية عبر صواريخها البعيدة المدى لتهدد الأمن الأوروبي ، ولم تقتنع روسيا ثم الصين لاحقا لم تقتنع بهذا الشرح الأطلسي و حجتها في ذلك ان الصواريخ مداها يتعدى بكثير الأهداف الدفاعية المعلنة فهي صواريخ هجومية بحيث تصل إلى 5 آلاف كم و هي أيضا قادرة على اسقاط الأقمار الصناعية التي توجه في مدارات المنخفضة. موسكو لجات بعد قمة وراسو للنانو الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات العسكرية من بينها نقل صواريخ إسكندر القادرة على حمل رؤوس نووية إلي منطقة كالينينغراد الروسية المحاذية لبولندا و دول البلطيق و المقابلة لدول شمال أوروبا مما أدى بالسويد إلى التصريح بانها قلق من هذا التوجه. وصرحت موسكو مرارا بان الدرع الصاروخية لن تستطيع إيقاف الصواريخ الروسية من الجلي الجديد و التي عوضت صواريخ أس أس 20 التي كانت موجودة في فترة الحرب الباردة و يسمها الغرب صواريخ الشيطان لما تملكه من قدرات تدميرية، و الصواريخ الجديد التي تم تصنيعها تستطيع اختراق الدرع الأطلسي نظرا لسرعتها الفائقة و لطريقة مغالطتها للرادارات و يكفي صاروخ واحد فقط لتدمير كل فرنسا. اننا امام حالة حرب باردة ربما اخطر من الحرب الناتجة عن الحرب العالمية الثانية نظرا للتطور التكنولوجي الهائلة و دخولاها في تصنيع الأسلحة إلى درجة ان الكثير من البلدان الغربية بعد مشاهدة بعض الأسلحة الروسية اعتبرت نفسها متأخرة في مجال التصنيع العسكري و تخلفت كثيرا في انتاجها و هي اليوم في ازمة اقتصادية و مالية يصعب تدارك هذا لتأخير. موسكو تعتبر أن الولايات المتحدة الامريكية اخترقت الاتفاق غير المعلن الذي نتج سقوط جدا برلين، وأدت فيما بعد الى انهيار الأنظمة الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفييتي، والاتفاق هو عدم ضم هذه البلدان المجاورة لروسيا إلى حلف شمال الأطلسي و تقريب أسلحة الناتو من حدودها فيما لم تعارض انضمام تلك الدول نفسها إلى الاتحاد الأوروبي كما صرح بذلك يوشكا فيشر وزير خارجيو المانيا السابق. الموقف المناهض لموسكو الذي تريد الولايات المتحدة فرضه على الجميع لا يلقى اجماعا وسط البلدان أوروبا الغربية بمن فيهم المانيا و فرنسا لان الصراع ما بعد الحرب العالمية الثانية كانت له أسس أيديولوجية بين نظام رأسمالي و اخر شيوعي و لكل نظام هدف تدمير النظام الاخر و إظهار نفسه هو الاحسن للمجتمعات الإنسانية و لكن الصراع الحالي ليست له اية صبغة ايدلوجية بل هناك مصالح هيمنة على الموارد الطبيعية و الطاقة للتفوق على الجميع. و هذا ما نفهمه من تصريح الرئيس الفرنسية فرانسوا هولاند في قمة الناتو بوارسو و بانه يعتبر روسيا بلدا شريكا لفرنسا و الدول الغربية و هذا هو الاعتقاد السائد عند بعض الدول الأوروبية الفاعلة. الصراع بين الحلف الأطلسي و روسيا ساحته الواضحة و الدموية هي سورية الآن والتي لحد الان صراعا مسلحا تنفذ اطراف بالإنابة عن هذا وذاك لكن الصراع قد ينفلت و تصبح المواجهة مباشرة بين روسيا و الولايات المتحدة الامريكية في منطقة حساسة قريبة من إسرائيل مما أدى بوزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق هنري كسينجر إلى المطالبة بالتعقل و تحاشي المواجهة المباشرة بين القوتين، و هو يدرك جيدا ان محاولات الحرب على موسكو عن طريق جورجيا ثم الازمة الأوكرانية قد فشلت في تحجيم قوة و دور موسكو ، اما الساحة الأوروبية فإنها في حالة غليان حقيقي لأنها الخاسر الأكبر في أي صراع عسكري بين الناتو و موسكو لان الصراع سيجري على أراضيها. الصراع الروسي الأطلسي هو أيضا مصدر لا يستهان به للاقتصاد الأمريكي الذي يبيع الدول الأوروبية خاصة تلك الموجودة على خط النار الأسلحة المختلف كما حصل مع بولندا التي اشترت ب 3 مليارات نظام صواريخ الباتريوت و قد تحذوا حذوها دول أخرى لضمان دفاعها. العقوبات الاقتصادية ضد موسكو و التي طبقتها دول الاتحاد الأوروبي رغم معارضة الكثير منها و كانت بمثابة الخطوة التي اردت بها الولايات المتحدة الامريكية معاقبة موسكو و إيذاءها بسبب الازمة الأوكرانية و لكنها مع الوقت أصبحت عبئا على الكثير من الدول الأوروبية و التي فاوض البعض منها موسكو للتخفيف من وطأتها على اقتصادهم و الكثير من الدول الأوروبية و من بينها إيطاليا طالبت بفتح نقاش علني بين قادة الاتحاد الأوروبي للحديث عن جدوى إبقاء العقوبات التي اثرت على بلدانهم لكن لحد الان لم يحصل ذلك. الصراع الاقتصادي في تصعيد الازمة بين روسيا و الولايات المتحدة يبدو هو الدافع الأساسي و خاصة في مجال الطاقة لان روسيا هي الممول الأول بالطاقة لمجموع أوروبا و هي الان تسارع الزمن من اجل تمديد الانتهاء من برنامج غاز استريم 2 الذي يربطها مباشرة مع المانيا عبر بحر الشمال و تنشيط المشروع الثاني عبر تركيا لربط أوروبا الجنوبية, بينما الولايات المتحدة الامريكية تحولت الى منتج و مصدر للغاز و النفط و هناك مفاوضات غير ملعنة مع الدول الأوروبية لإمدادها بالغاز المسال بعدما قررت الاتحاد الأوروبي الاعتماد على الغاز الطبيعي كطاقة أولى في المرحلة الانتقالية ألى الطاقة النظيفة و التخلي عن النفط مع حلول سنة 2050 . طبول الحرب العالمية الثالثة تقرع هنا و هناك و ووصلت موسكو إلى حد تدريب شعبها على التخفي من احتمال تعرضها لضربة نووية مفاجئة و تعد برد قاسي و ووضعت حتى نظاما مطورا يستطيع الرد بأسلحة نووية بصفة اوتوماتيكية حتى و لو دمرت روسيا فهي تستمر بإرسال الصواريخ النووية باتجاه الأعداء.

مشاركة :