خاض الفنان رازي الشطي تجربة كتابة سيناريو وحوار فيلم {حبيب الأرض} الذي عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان الإسكندرية. في حواره مع «الجريدة»، يتحدث الشطي عن الفيلم وصعوبات واجهته خلال التحضير له، بالإضافة إلى تفاصيل مشاركته في التمثيل. إلى نص الحوار. كيف تغلبت على مشكلة توافر تفاصيل كثيرة يجب اختصارها في ساعتين فقط في «حبيب الأرض»؟ من الصعب للغاية اختزال حياة شخص عاش أكثر من 43 عاماً في ساعتين فقط، لذا اخترت أن أتبنى أسلوباً مختلفاً في معالجة السيناريو قائماً على الكتابة بطريقة متوازية في مراحل عمر فائق عبد الجليل المختلفة، مع التركيز على المحور الأساسي للعمل وهو إبراز فكرة العطاء للوطن التي تبناها الشاعر الراحل. لذا كان أسلوب «الفلاش باك» وتداخل المراحل وربطها ببعض أبرز ما اعتمدت عليه. هكذا ثمة مراحل نكشفها للجمهور قبل الشخصية ومراحل أخرى مكشوفة للشخصية قبل الجمهور، ما ساعد في تعزيز عنصر التشويق في الأحداث. ثمة أعمال يفشلها «الفلاش باك»، ألم تقلق من هذه التجربة؟ يتحكّم بك القلق إذا لم تكن لديك ثقة كافية في الفريق المصاحب لك، ذلك على عكس فريق الفيلم، بالإضافة إلى أن كاتب القصة هو نفسه المخرج وكان معي في مراحل العمل كافة. لذا كانت المناقشات حول رؤيته كمخرج في التعامل مع السيناريو كثيرة، وبفضل التفاهم بيننا أنجزنا التجربة التي أعتبرها أبرز عمل قدمته حتى الآن، وأعتقد أن الاختلاف بين الرؤية والكتابة يحدث عندما يتسلم المخرج عملاً ليخرجه من دون أن يكون شريكاً فيه منذ البداية. هل شاركته في مهمة اختيار الممثلين؟ لم أتطرق إلى هذا الأمر، وتركت هذه المهمة كاملة له. عندما عرض عليّ أسماء الممثلين أبديت حماستي لهم، خصوصاً أنه اختار مجموعة مهمة منهم وأعطى لكل ممثل الدور المناسب له. لماذا لم تفضل أن يقدم شخصية الراحل ممثل واحد وليس اثنين؟ هذا الأمر مسؤولية المخرج بالكامل. لكن من وجهة نظري، تقديم فيصل وعبد الله الشخصية في مرحلتين مختلفتين من عمر الشخصية، أمر أفاد الفيلم كثيراً على المستوى الفني. أي مرحلة في حياة الراحل كانت الأصعب في الكتابة؟ شكّل الغزو العراقي الغاشم للكويت أصعب مرحلة في التحضير للفيلم، لأنه أثّر في نفس عبد الجليل كثيراً، وفي نفسي أيضاً، لذا وظفت هذه المرحلة بشكل درامي وبصورة جيدة تنقل معاناة الشاعر وقتها. هل استغرق البحث وقتاً طويلاً؟ استغرقت مرحلة الإعداد عامين تقريباً، كنت حريصاً فيهما على جمع كل المعلومات الممكنة حول الشاعر الراحل ولقاء جميع المحيطين به الذين ما زالوا على قيد الحياة للحديث عن ذكرياته معهم، بالإضافة إلى اللقاءات التلفزيونية التي سجلت لأصدقائه وكانت تحمل أحاديث عنه، وما نشر في الصحافة. ذلك كله سهل كثيراً من الإلمام بتفاصيل حياة الشخصية ومعرفة المقربين منها ومن يظهر منهم في الفيلم او يغيب، خصوصاً أن تحديد الشخصيات استند إلى جوانب نريد التركيز عليها، نظراً إلى قصر مدة الفيلم مقارنة بالأحداث الكثيرة التي شهدت مسيرة حياة الراحل. هل واجهت مشكلة مرتبطة بالتطرق إلى بعض تفاصيل حياة الراحل؟ على العكس. يتمتع أفراد عائلته بعقول منفتحة، ولم يعترضوا على أي أمر، بل تعاملوا مع سيرته كإنسان، والتركيز بالنسبة إليّ كان مرتبطاً بإظهار شخصية الراحل كإنسان حاول كسر كثير من الحواجز في حياته. ممثل وجمهور كيف رشحت للمشاركة كممثل في الفيلم؟ بعدما انتهيت من كتابة السيناريو والقصة، أخبرني المخرج رمضان خسروه بأنه يرغب في حضوري كممثل، وهو ما تحمست له كثيراً، فبدأت العمل على الشخصية من جانب الممثل، وهو أمر مختلف كثيراً عن تعاملي معها كمؤلف. ورغم أن الدور ليس رئيساً في الأحداث، فإن الشاعر عبد العزيز رشيد، الذي جسدت شخصيته، أطال الله بعمره ساعدني كثيراً، خصوصاً أنني التقيته في مرحلة الكتابة فحكى لي تفاصيل عدة عن حياته وعلاقته بالشاعر الراحل. حدثنا عن تفاصيل تحضيراتك كممثل؟ لتقديم أية شخصية أبعاد عدة. يجب أن تتمتع الشخصية التي أبحث عنها ببعد مادي كي أتمكن من الإمساك بها وبتفاصيلها وإيقاعها الحركي. من الناحية الفزيولوجية، أبحث عن أبعاد الشخصية التي تظهر على الشاشة بمشاهد الصمت ولغة العينين والوجه، بالإضافة إلى البعد الجسدي في تعاملها مع المحيطين بها. كيف وجدت انطباعات الجمهور عن الفيلم في الإسكندرية؟ خرج الجمهور بانطباع إيجابي عن العمل وحصلنا على إشادات كثيرة، بخلاف جائزة أفضل ممثل، فالمهرجان وفّر لنا فرصة جيدة لعرض الفيلم في مصر والنقاد الذين شاهدوه أشادوا بمستواه الفني. جديدي «العترة» يتحدث رازي الشطي حول جديده، موضحاً أنه انتهى من فيلم «العترة» ، وهو من تأليفه وبطولة عبد الله الطراروة. ويتابع: «نعرضه خلال إجازة نصف العام. هي تجربة شبابية مختلفة أتمنى لها النجاح في العرض بالصالات».
مشاركة :