قمامة لا تنضب من لبنان ومحاولات فاشلة للهروب من واقع المخيمات

  • 10/14/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تستضيف مونتريال منذ الخامس من الشهر الجاري «مهرجان السينما الجديدة» في عامه الأربعين. وتوزعت عروض المهرجان اليومية على اكثر من إحدى عشرة صالة. وتضم فعالياته نحو ثلاثمئة فيلم ما بين طويل وقصير ووثائقي وتسجيلي آتية من بلاد مختلفة من العالم. ويعتبر مهرجان السينما الجديدة هذا من اهم المهرجانات السينمائية في الشمال الأميركي، وتتخلله لقاءات مع مخرجين ومنتجين ونقاد كنديين وورش عمل متخصصة لطلاب الفن السابع. وكما باتت العادة في السنوات الأخيرة في مثل هذا النوع من المهرجانات العالمية، لم تغب مشاركة الأفلام العربية القصيرة التي وإن اقتصرت على عدد محدود منها، الا انها تناولت قضايا بيئية واجتماعية وفلسطينية. فقد اطلت المخرجة والكاتبة اللبنانية منية عقل مع فيلمها Submarine (21 دقيقة) على الشاشة الكندية لتعرض اول عمل سينمائي على خلفية ازمة القمامة الحالية في لبنان وتضعها في سياقها الاجتماعي والسياسي بعد ان استعصى حلها على كل المستويات البيئية والصحية والاجتماعية والسياسية. الفيلم يلقي نظرة على اولئك الذين يستعدون مرغمين لمغادرة وطنهم في ظل ما يحمله المطر المقبل من امراض وأوبئة تهدد صحة اللبنانيين. فيما ليديا (يمنى مروان الممثلة اللبنانية) تلعب دور الطفلة البريئة التي تصر (بالتفاتة رمزية) على الصمود والبقاء على رغم روائح القمامة الكريهة. وبالانتقال الى المغرب تعرض المخرجة خديجة بن فرج على مدى 15 دقيقة، فيلم «التملق» (courber l,echine). ويتمحور بجوهره حول ثقافتين ثقافة الدين وثقافة الحرية المفرطة. ويقدم هذا الفيلم الطموح والجريء، بطلته شيماء التي تعيش مع اهلها منذ عشرين سنة في احد الأحياء الشعبية. وتواظب في حياتها اليومية على ممارسة العقائد والشعائر الدينية الإسلامية كالذهاب مع امها كل يوم جمعة الى المسجد لأداء الصلاة. إلا انها تتظاهر ايام العطلة بالذهاب الى العمل وتخفي زيها في احد الأمكنة وتقضي برفقة صديقتها ليلى اوقاتاً في امكنة مشبوهة. وتخفي شيماء في حقيقة نفسها حبها وشغفها بالذهاب الى المدرسة وتشوقها الى ممارسة ألعاب التسلية وحضور المناسبات والأعياد ومعاقرة الخمر وممارسة الجنس مع اصدقائها وانتزاع حريتها المسلوبة. اما القضية الفلسطينية فتتمثل في فيلمين: الأول «بين البستان والبحر» مدته 17 دقيقة. وهو عبارة عن قصيدة توثق لتجربة في الأراضي الفلسطينية. ويتألف سياق الفيلم من رسائل وقصائد مكتوبة بنفس شعري ملحمي يواكب الإنسان الفلسطيني خلال سفره الطويل من تلال الضفة الغربية الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط. الفيلم يصور هذا السفر برحلة تستغرق بضعة كيومترات تتخللها طرق التفافية وحواجز تفتيش اسرائيلية مذلة وطول انتظار امعاناً بكسر ارادة صمود الفلسطينيين. وفي سياق فلسطيني آخر يقدم المخرج مهدي فليفل فيلم «عودة رجل»، وهو من انتاج بريطاني هولندي دنماركي لبناني (30 دقيقة) وناطق بالعربية مع ترجمة الى الإنكليزية. يروي الفيلم قصة الشاب رضا ذي الواحد والعشرين سنة الذي يحلم بالهروب من مخيم عين الحلوة لللاجئين الفلسطينيين في لبنان. الا انه ينتهي بالفشل بعد ثلاث سنوات من اقامته في اليونان.

مشاركة :