فتح مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أمس، باب النقاش لمقترح زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى 48 فريقًا، من دون التطرق لموضوع لتعيين أعضاء جدد باللجان التنفيذية لحين انتهاء إجراءات النزاهة الخاصة بكثير من المرشحين. كما يناقش «فيفا» مقترح باستبعاد الفرق الإسرائيلية التي تلعب في المستوطنات الفلسطينية في الضفة الغربية، في حال لم تعد للعب في إسرائيل. وكان من المقرر الإعلان عن هوية أعضاء اللجان خلال كونغرس «فيفا» في مايو (أيار) الماضي، لكن تم تأجيلها إلى اجتماع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، الذي قام بدوره تأجيل حسم أسماء الأعضاء المعينين إلى نهاية العام الحالي. وفتح الاجتماع باب المناقشة لمقترح رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو بشأن زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48 فريقًا بدءًا من نسخة 2026. وتتمثل خطة إنفانتينو الجديدة على مشاركة 48 منتخبا في كأس العالم، حيث تصعد المنتخبات المتأهلة الـ16 الأولى في التصفيات إلى المونديال مباشرة، فيما تواجه المنتخبات الـ32 بعضها البعض في دور تمهيدي إقصائي، ليتأهل منها 16 منتخبا إلى المنتخبات التي أعفيت من هذا الدور، حتى تعود البطولة بعد ذلك إلى شكلها الحالي بمشاركة 32 منتخبا. وكان مجتمع كرة القدم الأوروبي قد اهتز معارضا مقترح إنفانتينو بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2026. وأعربت الأندية الكبرى والجهات المنظمة لبطولات الدوري الأوروبية عن قلقها البالغ إزاء تلك التصريحات، كما أبدى عدد من المدربين، في مقدمتهم يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني، رفضهم لهذه الفكرة. كما وصف قال هانز يواكيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لنادي بروسيا دورتموند الألماني مقترح إنفانتينو بـ«الجنون المطبق» لأنه سيضع مزيدًا من الضغوط على اللاعبين الذين يعانون الإجهاد بالفعل بسبب كثرة الارتباطات خلال الموسم وسيضر بأرفع حدث كروي عالمي. وقال فاتسكه: «أعارض هذا المقترح بشدة. إنه جنون مطبق. كأس العالم هي أكبر حدث في كرة القدم ولا يتعين التلاعب بها». وقال إن اللاعبين يخوضون بالفعل عددا كبيرا من المباريات في كثير من البطولات. إنهم مجهدون جدا بالفعل. قد لا يهتم (فيفا) بهذا الأمر، لكنه ضد مصلحة الأندية». وتابع: «ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ هل سيقترح رئيس (فيفا) مشاركة 84 منتخبا؟ انظروا إلى الفروق الكبيرة بين المنتخبات في التصفيات. في بعض الأحيان تكون المباريات مملة، ولذلك يصبح توسيع كأس العالم ضربًا من الجنون». ورغم محاولة مسؤولي «فيفا» تهدئة الأمور بالقول إن فكرة إنفانتينو سوف تتم مناقشتها فقط خلال الاجتماع، فإنه ما زالت هناك مخاوف من رغبة المسؤول السويسري في تحويل أفكاره الشخصية إلى واقع ملموس في أسرع وقت ممكن، متبعًا بذلك سياسة معلمه الفرنسي ميشال بلاتيني، الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا). وكان إنفانتينو، سكرتيرا عاما لـ«يويفا»، حينما فاجأ بلاتيني الجميع بإقامة النسخة المقبلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) في 13 دولة أوروبية، في سابقة هي الأولى في تاريخ بطولات اليورو. وبالنظر إلى ما يمتلكه مجلس الاتحاد الدولي من قوة، فإن بإمكانه اتخاذ إجراءات سريعة، ومماثلة فيما يتعلق بكأس العالم، وليس في العام المقبل كما تردد حتى الآن. وبينما تقرر إسناد تنظيم مونديال 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب، فإن إنفانتينو قد تعهد قبل انتخابه رئيسا لـ«فيفا» في شهر فبراير (شباط) الماضي، بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم إلى 40 منتخبًا. وكشف إنفانتينو أن «المزيد من البلدان والمناطق في العالم ستكون سعيدة». مع زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال. ورغم ذلك، فإنه يبدو أن إنفانتينو قد نحى جانبا فكرة مشاركة 40 منتخبًا في مرحلة المجموعات بالمونديال، عقب طرحه خطة أخرى تعتمد على اشتراك 48 منتخبا في المونديال وفقًا لحسابات معقدة. وفي حال دخول هذه الفكرة حيز التنفيذ، فإن النهائيات سوف تشهد إقامة 80 مباراة، وهو ما يعني استحالة إقامتها خلال شهر واحد، في حين أن إنفانتينو لا يستبعد إمكانية تنظيم المونديال في أكثر من دولة مستقبلاً. وأقيمت جميع النسخ السابقة لكأس العالم في بلد واحد باستثناء البطولة التي أقيمت عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. ورغم ذلك، فإن البعض يعتقد أنه بالإمكان التوصل لحل توافقي بين كلتا الفكرتين. ويعتمد هذا السيناريو على تأهل 24 منتخبا إلى المونديال مباشرة، فيما تخوض الـ16 منتخبا الأخرى دورا فاصلا، ليصعد منها ثمانية منتخبات، لتلعب البطولة بمشاركة 32 منتخبا. ويأتي هذه الفكرة من أجل تقليل عدد المباريات إلى 72 مباراة، ولكن هذا يعني عودة إنفانتينو إلى خطته القديمة التي تستهدف مشاركة 40 منتخبا في كأس العالم.
مشاركة :