يحتج كثير منا على قضية تكريم محترفي لاعبي كرة القدم في بلادنا دون غيرهم من أساتذة الجامعات والباحثين والعلماء والأطباء. المقصود بالتكريم هنا طبعاً المال أولاً ثم النجومية المجتمعية. أما النجومية فتزول مع انتهاء صلاحية اللاعب التي نادراً ما تتجاوز عقداً من الزمان. من المؤكد أننا لسنا بدعاً من العالم الذي سبقنا تاريخاً وممارسة، ففي الغرب اخترعت كرة القدم. والممارسة المحترفة سبقت مثيلتها في المملكة بعدة عقود. ولعل آخر صيحة في رواتب المحترفين الدوليين المبرزين ما يناله الإنجليزي روني (الفتى الذهبي) إذ بلغ استحقاقه الأسبوعي الجديد نصف مليون دولار، أي ما يعادل الراتب السنوي لمدير جامعة. ويعادل راتب موظف مبتدئ لستِّ سنوات قادمة باعتبار أن راتبه لا يزيد عن 5 آلاف ريال شهرياً مضافاً إليه بدل النقل. في المقابل يجب أن نتذكر أمرين مهمين أولهما أن المسألة عرض وطلب، ولولا ذلك الطلب المرتفع حد الجنون على كرة القدم خاصة في أوروبا لما ارتفعت أجور المحترفين إلى هذا الحد المهووس مقارنة بالألعاب الأخرى ذات الإقبال المحدود مقارنة بكرة القدم. باختصار هي قضية (بيزنس) في الغرب، ولذلك تُدار الأندية بعقلية المؤسسات التجارية الضخمة التي توازن بين الأرباح والخسائر، وليست مثل حال أنديتنا الخاسرة مالياً باستمرار حيث تقتات على تبرعات وصدقات كبار الشرفيين والمشجعين. الأمر الآخر هو أن قدرات هؤلاء ومهاراتهم دائماً حقيقية لا مجال فيها للتزوير ولا للمداهنة ولا لشراء الذمم ولا بيعها، بمعنى لا يستطيع أحدهم تزوير مهاراته كالشاعر المزيف الذي يشتري قصائد غيره لينشرها باسمه، أو رسام اللوحات الكاذب الذي يشتري جهد الآخرين بماله، ولا حتى الباحث ماركة (أبو كلب) الذي يزعم أنه باحث لمجرد أنه ألصق اسمه بطريقة أو أخرى على بحث لغيره، ولو سُئل عن أبسط ما في البحث لجهله تماماً، وحتى الطبيب الجراح المشهور قد يتكئ على جهود مساعديه لينال الشرف الرفيع. أما ميس وروني ورونالدو وبن زيمه فهؤلاء (أصيلون) لا تقليد ولا غش ولا تزييف! هؤلاء يبذلون جهوداً هائلة ويخضعون لأنظمة صارمة كي يحافظوا على مستوياتهم ولينالوا استحقاقاتهم. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain