دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح بن محمد البدير في خطبة الجمعة إلى ضرورة التلاحم والتكاتف والبعد عن الفرقة حتى لا يستطيع أحد اختراق الصف وتفكيك البنية, محذرا من مخططات القوى الغاشمة واستثمارها للمظاهرات والثورات لاجتياح البلدان وتدمير الاقتصاد والاستيلاء على الثروات وإشاعة الفوضى. ووجه الشيخ البدير جانبا من خطبته لمتابعي وسائل التواصل قائلا : احذروا متابعة كثير من المغردين والمتصدرين في وسائل التواصل الاجتماعي الذين لاح من كتابتهم سفههم وبان من مقاطع تصويرهم حمقهم وظهر قبحهم فكم نشروا من شر ووبالا وأشاعوا كذبا ونكرا وتفوه سفها وقبحا إلا من رحم الله وقليل ما هم , لقد أصبحت تلك الوسائل ميدان كل صفر خلو , الشهرة تسوقه والظهور يشوقه , قد غرته كثرة متابعيه , حتى ظن ألا أحد يستحق أن يتقدم أمامه أو يقوم مقامه. وقال: أيها الإعلاميون والمغردون دافعوا عن دينكم ونافحوا عن بلادكم المملكة العربية السعودية وسخروا أقلامكم لما يعزز أمنكم ويديم استقراركم ويحفظ وحدتكم ويقوي لحمتكم , وابتعدوا عن كل ما يزرع الفتنة ويثير البلبلة ويهيج الغوغاء والدهماء والسفهاء , تثبتوا فيما تكتبون وتبينوا فيما تقولون. وأضاف : إذا اشتدت الأصوات والتجأت الخصومات وتعالت الصيحات وقامت المظاهرات والثوارت كان أول من يستثمر حدثها أعداء الإسلام الذين قامت سياساتهم على الاستخفاف بحقوق المسلمين واستباحة أكل أموالهم بالباطل واجتياح بلادهم وتدمير اقتصادهم والاستيلاء على ثرواتهم وإشاعة الفوضى في ديارهم , يتخذون تلك الأحداث وسيلة لتحقيق مآربهم الخبيثة والعدل لا ترسم حدوده وأحكامه وقوانينه القوى الغاشمة الظالمة التي وقعت في الهوة وغرتها القوة ولا تستوي حقائق الرحمة والعدل في قلوب الرحماء وادعاءات يطلقها القتلة الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على العالم وحماة للحقوق ورعاة للسلم والأمن , وكيف يرعى السلم من زرع الثورات وأيد الانقلابات وأشعل الحروب وأضرم الصراعات ودعم الخونة وحارب في غابر الزمن مملكات كانت غاية في القوة والغنى والاستقرار , لقد تعاهدت الأمم المعاصرة ومجلس أمنها على إرساء السلم وتحقيق الأمن فكأنما تعاهدت على وأده وتعاقدت على محوه , وثائق للسلم ليست إلا حبرا باهتا على ورق من شجر الغدر والخداع. وتابع إمام المسجد النبوي : إن استهداف الكيان السني في حكوماته وقياداته ورموزه وعلمائه وقوته وقوة اقتصاده وفرض الحصار على البلدات السنية واستهداف المساجد وتدمير الجوامع وقصف المدارس السنية يعد إرهابا منظما ضد المسلمين كافة وجرائم حرب وإبادة وانتهاكا لحقوق الإنسان المسلم في أرضه ووطنه. وذكر أن الفرج بين صفوف المسلمين بادية, خلل وتفرق في الرأي والهوى فرق وأحزاب وجماعات لكل حزب منهم نية ولكل فرقة مقصد ولكل جماعة مشرب وكل يصادر رأي الآخر ويحذر منه ولا نسمع إلا صياح المتوعد المتهدد ولا نرى إلا أثر الغليظ المتشدد, كل يغيظ على أخيه المسلم من شدته. وتحدث عن الاختلاف في الفروع والمسائل الفقهية مشددا على أنها لا توجب معاداة ولا افتراقا للكلمة ولا تبديدا للشمل ولا تبديعا ولا تفسيقا ولا تكفيرا للمخالف ويجب على المسلم أن يتحرى الحق ويأخذ ما دل عليه الدليل من القرآن أو السنة ولو خالف مذهبه وشيخه ولا يجوز أن يتخذ الخلاف في تلك المسائل وسيلة للنزاع والتناحر والفرقة.
مشاركة :