كركوك – قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الجمعة إن بلاده ابتليت بالإرهاب وإنها عازمة على استئصاله وتحرير بقية المناطق العراقية الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية. وعقد في كركوك اجتماعا مشتركا لأعضاء مجلس المحافظة والقيادات الأمنية والعسكرية بحضور محافظ ورئيس مجلس المحافظة. وبحسب بيان نشر على الصفحة الرسمية لرئيس الوزراء العراقي على فايسبوك، جرى خلال الاجتماع مناقشة الأوضاع العامة في المحافظة وسبل تحرير بقية المناطق من الدولة الاسلامية وأيضا تقديم الخدمات ومشكلة النازحين. وبحسب المصدر ذاته قال العبادي إن "العراق يكون أقوى عندما تعمل جميع المكونات سوية"، مضيفا "بلدنا ابتلي بالإرهاب الأعمى ونحن نحرر أراضينا بسواعد الأبطال ويقف أبناؤه يدا واحدة تجاه الارهاب". كما انتقد "الأصوات التي بدأت تتعالى مع اقترابنا من اسقاط داعش ونحن كنا نأمل منهم مساعدتنا عند دخول داعش إلا أنهم التزموا الصمت واليوم يحاولون من خلال تصريحاتهم ايقاف انتصاراتنا ولكنهم لن يتمكنوا من هذا الامر." ولم يذكر العبادي بالاسم تلك الاصوات، إلا أنه على الأرجح كان يشير الى دول حذّرت من مشاركة الحشد الشعبي تحديدا في معركة تحرير الموصل. وتركيا والسعودية من بين الدول التي تعارض مشاركة الفصائل الشيعية التابعة لإيران في معركة الموصل خوفا من جرائم طائفية قد ترتكبها تلك المليشيات التي تقاتل ضمن ائتلاف الحشد الشعبي. وتفاقم التوتر بين تركيا والعراق على خلفية التواجد العسكري التركي في بعشيقة، حيث تطالب بغداد أنقرة بسحب تلك القوات، بينما تتمسك الثانية ببقائها. وتصف الحكومة العراقية وقيادة الحشد الشعبي التواجد العسكري في العراق بأنه احتلال، بينما تقول تركيا ان تواجدها هو للمساعدة في محاربة الدولة الاسلامية. وتقوم القوات التركية بتدريب مقاتلين سنّة للمشاركة في تحرير الموصل، فيما تستعد قوات الحشد العشائري (سنّة) للمشاركة أيضا في المعركة وسط مخاوف من أن تؤيدي الحساسيات الطائفية لإفشال العملية العسكرية التي تعد الأكبر في مواجهة الجهاديين. وليس واضحا ما اذا كان العبادي يشير بتصريحاته التي أطلقها من كركوك للسعودية التي حذّرت مرارا من مشاركة الحشد الشعبي الشيعي في معركة الموصل وكانت آخر تحذيراتها الخميس على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير. ويتطابق الموقفان السعودي والتركي من الحشد الشعبي، حيث تعتقد الرياض وأنقرة أن مشاركته قد تؤجج الطائفية وسط مخاوف من ارتكابه جرائم بحق أهل السنّة كما حدث في السابق حين شارك في تحرير مناطق سنّية خاضعة لسيطرة الدولة الاسلامية ومنها معركة الفلوجة الأخيرة. وردت وزارة الخارجية العراقية الجمعة على تصريحات الجبير بشأن مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل، قائلة إن تلك التصريحات "لا قيمة لها ولا تهمنا أصوات المتباكين على داعش". ونقل موقع صوت العراق عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية أحمد جمال قوله، إن "الحشد الشعبي عنوان فخر للعراقيين جميعا ونبراس لكل شعوب العالم المهددة بالإرهاب وبه تستمر انتصارات العراق حكومة وشعبا على عصابات داعش ومن يقف خلفها". وتابع "لن يهمنا عويل وأصوات المتباكين عليها كلما ضيقت قواتنا البطلة الخناق على هذه العصابات القادمة من وراء الحدود والمدعومة بالمال وثقافة التطرف من دول باتت معلومة للقاصي والداني". وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير حذر الخميس من حدوث "كارثة" في حال مشاركة الحشد الشعبي بمعركة الموصل، واصفا الحشد بأنه "ميليشيا طائفية مدعومة من إيران" وتواجه قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران اتهامات بارتكاب جرائم قتل طائفية وعمليات تهجير قسري وتعذيب واختطاف عراقيين من السنّة.
مشاركة :