الفيتو وصمة العار | محمد سالم الغامدي

  • 10/15/2016
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل تغنِّي الدول الكبرى دائمة العضوية بمجلس الأمن بممارسة الديمقراطية في كل محفل من المحافل الدولية والمحلية وعبر كل منبر إعلامي وفي ظل مناداتهم المستدامة بالتزام الدول الأخرى بتلك المبادئ في أنظمة الحكم والادارة نجد أنها - أي تلك الدول - تمارس ما يمكن أن نطلق عليه وصمة عار في جبين تلك الديمقراطية ألا وهو حق النقض الفيتو البغيض الذي امتلكته تلك الدول في فترة زمنية سادتها الهيمنة العسكرية وحكمتها الدكتاتورية والسلطوية المطلقة التي منحت لها قسراً بعد الحرب العالمية الثانية ومنحت لتلك الدول كي تمارس سلطتها على كل قرار يصدره مجلس الأمن فكانت النتيجة أن فرضت أحكامها الظالمة التعسفية على بقية الدول وسلبت منها الكثير من الحقوق المستحقة لها وهو ما يتنافى تماماً ومتطلبات تلك الديمقراطية التي تتغنى بها ولاشك أن الخاسر الأكبر من نواتج ذلك العار المكتسب قسراً هو بقية دول العالم غير دائمة العضوية وفي مقدمة تلك الدول بالطبع الدول العربية التي سُلبت منها الكثيرمن الحقوق وخاصة أمام الكيان الإسرائيلي الذي دُعم بكل ما أوتيت تلك الدول من قوة وسُلبت فلسطين واقتُلِعت بعض أجزاء الوطن العربي وسُلمت اليه وحُجبت كل المطالبات والقرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن تحت مظلة وسلطة وقوة ذلك النظام التعسفي . والغريب في الأمر أن بقية الدول استسلمت له وانقادت لنفوذه وسلطته ولم تستطع الفكاك منه بالرغم من الممارسات التعسفية التي تقوم بها تلك الدول أمام أي قرار لايروق لإحداها ولايتفق مع أطماعه ورغباته ..واستمر الحال حتى يومنا هذا وهاهي تلك الدول تمارس حقها غير المستحق لرفض ما تريد من قرارات . والأسئلة التي تتبادر الى الذهن وتطرح نفسها أمام هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأمام كل دول العالم الحر هي : ألم يحن الوقت لدول العالم أن تقول للدول الدائمة العضوية كفى ذلاً واستعباداً فكلنا شركاء معكم وتنبذ وتحل ذلك القرار الوصمة في جبين الديمقراطية من نظام مجلس الأمن الذي يعد أمام كل دول العالم منطلق العدل ومرآة الحرية ليكون اتخاذه شورى وبأغلبية التصويت ؟ ألم تصبح أغلب قرارات مجلس الأمن مجرد حبر على ورق لاتهتم بتنفيذها الدول ولاتلقي لها بالاً والسبب في ذلك هو هيمنة الدول دائمة العضوية وفرض قوتها بذلك القرار العار مما أفقد تلك القرارات قوتها وهيبة مجلس الأمن وهيئة الأمم برمتها؟ ألم يحن الوقت ليعاد صياغة كافة أنظمة ولوائح هيئة الأمم المتحدة بصورة عامة ومجلس الأمن بصورة خاصة بما يتناسب وحال العصر الذي نعيشه ومتغيرات القوى لدول العالم كافة وبما يستوجب أن يكون عليه واقع الأمم المتحدة وكافة مجالسها ومنظماتها التي يستوجب أن تكون عليه من القدوة والعدل والمساواة وبما يكفل لكل دول العالم دون تخصيص نيل حقوقها دون تحجير أو تحقير ؟ وختام القول موجه الى قادة أمتنا العربية الذين انشغل بعضهم بتأجيج خلافاتهم وتناسوا حقوق مجتمعاتهم فعاشت أوطانهم في ذل ومهانة وانشغلت مجتمعاتهم بطلب لقمة العيش وتناسوا كسب المعرفة والمهارة ومسايرة العالم من حوله حتى أصبحوا في حالة يرثى لها جعلت الدول الكبرى تتنافس في النيل من ثروات أوطانهم المهدرة.

مشاركة :