فقدت الأوساط الثقافية العربية أمس الشاعر الكبير فاروق شوشة، عن عمر يناهز 80 سنة، بعد رحلة كفاح طويلة للحفاظ على اللغة العربية من خلال الشعر والأمسية والبرنامج الإذاعي ومجمع اللغة العربية. وتعد الإذاعة المصرية بوابة الدخول الحقيقية لشوشة نحو عالم الشهرة وحب الجماهير؛ بصوته العذب، وأشعاره المميزة. وقدم خلال رحلته عددًا من البرامج أبرزها «لغتنا الجميلة»، و»أمسية ثقافية»، حتى أصبح عضوًا بمجمع اللغة العربية في مصر، كما شارك في العديد من مهرجانات الشعر العربية والدولية، وقدم برامج تلفزيونية عدة. ولد شوشة في 17 من فبراير عام 1936، بقرية الشعراء بمحافظة دمياط، وحفظ القرآن، وهو في الثامنة، ثم أتم دراسته في كليتي دار العلوم 1956، والتربية بجامعة عين شمس 1957. وشوشة عضو بمجمع اللغة العربية في مصر، وكان رئيسا للجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون، وعضو بلجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة، ورئيسا للجنة المؤلفين والملحنين. حصل شوشة على جائزة النيل، في عادم 2016 وأعرب خلالها عن حزنه لتأخر تكريمه، رغم حصوله على جائزة الدولة التقديرية قبلها بـ20 عاما، كما حفلت حياته بالعديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية لديوان «الدائرة المحكمة»، وهو الديوان الذي قوبل بحفاوة كبيرة، من الوسط الثقافي. وحصل أيضًا على جائزة مؤسسة الشاعر محمد حسن فقي للإبداع الشعري، وكان أول من حصل عليها، ثم جائزة كفافيس للإبداع الشعري، وهي جائزة دولية يونانية مصرية. ثم جاءت جائزة الدولة التقديرية، وكان أساسها هذا الإبداع الشعري، مضافًا إليه النشاط الثقافي في الإعلام وغيره، وأخيرًا جائزة النيل، ومن أهم أعماله كتاب «عذابات العمر الجميل»، وهو عبارة عن سيرة شعرية.