مصادر: منشقون عن «داعش» خططوا لتمرد في الموصل .. والتنظيم الإرهابي أعدمهم

  • 10/15/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أفاد سكانٌ ومسؤولو أمنٍ عراقيون أن أحد قادة «داعش» قاد مخطَّط تمرُّدٍ على التنظيم الإرهابي في الموصل وكان يعتزم بعد تغييره ولاءه المساعدة في تسليم المدينة إلى قوات الحكومة، لكن التنظيم قمع المخطَّط. وأعدم التنظيم 58 شخصاً بدعوى مشاركتهم في خطة التمرد ضده بعد الكشف عنها الأسبوع الماضي. وذكر السكان، الذين تحدثوا لـ «رويترز» من بعض الأماكن القليلة التي لاتزال خدمات الاتصالات تعمل فيها، أن المتهمين قُتِلوا غرقاً ودُفِنَت جثثهم في مقبرة جماعية في أرض بائرة على مشارف المدينة. ومن بين القتلى مساعدٌ محلي لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي قاد المشاركين في المخطط وفقاً لرواياتٍ من 5 سكان تطابقت معاها روايتا الخبير في شؤون التنظيم، هشام الهاشمي، والمسؤول في قيادة عمليات محافظة نينوى، العقيد أحمد الطائي. ولن تنشر «رويترز» اسم المساعد المحلي لتفادي زيادة المخاطر الأمنية على أسرته، كما لن تكشف عن هويات أولئك الذين تحدثوا من داخل المدينة. وكان هدف المخطَّط تقويض دفاعات التنظيم في الموصل خلال المعركة المقبلة، التي يتوقَّع أن تكون الأكبر في العراق منذ الغزو الأمريكي في 2003. والموصل (مركز محافظة نينوى شمالاً) هي آخر المعاقل الرئيسة للتنظيم في العراق، وكان يسكنها قبل الحرب نحو مليوني شخص، وهي أكبر 5 مرات من مساحة أي مدينة أخرى سيطر عليها المتطرفون. ويفيد مسؤولون عراقيون أن هجوماً برياً كبيراً لاستعادة المدينة قد يبدأ هذا الشهر بدعمٍ من قوةٍ جويةٍ أمريكية وقواتٍ أمنية كردية ووحدات شيعية وسنيَّة غير نظامية. ونجاح عملية الموصل سيدمر فعلياً الشطر العراقي من التنظيم الإرهابي. لكن الأمم المتحدة تقول إن الهجوم قد يتسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم وقد يؤدي في أسوأ سيناريوهاته إلى تشريد مليون شخص. ويتمركز مقاتلو «داعش» في خنادق داخل المدينة، ولهم باعٌ في استخدام المدنيين كدروعٍ بشرية في الأراضي التي يسيطرون عليها. «أُمسِكَ بأحدهم» ويقول الخبير هشام الهاشمي، الذي يقدم المشورة لحكومة بغداد، إن التنظيم ألقى القبض على المنشقين عنه بعد الإمساك بأحدهم ومعه رسالةٌ على هاتفه تتحدث عن نقل أسلحة. وذكر الهاشمي أن هذا المنشق اعترف أثناء الاستجواب أن الأسلحة كان مخبأة في 3 مواقع لاستخدامها في التمرد دعماً للجيش عندما يقترب من المدينة. ووفقاً للهاشمي؛ داهم التنظيم في الـ 4 من أكتوبر الجاري 3 منازل استُخدِمَت لإخفاء الأسلحة. وفي بغداد؛ قال المتحدث باسم وحدة مكافحة الإرهاب، صباح النعماني، إن «هؤلاء (المنشقين) كانوا أفراداً من داعش انقلبوا ضده» و»هذا مؤشر واضح على أن هذه المنظمة الإرهابية بدأت تفقد الدعم ليس فقط من قِبَل السكان بل حتى من قِبَل أفرادها». ولم يتمكن متحدثٌ باسم التحالف الدولي ضد «داعش» من تأكيد أو نفي الروايات عن المخطَّط المُحبَط. وبدت مؤشراتٌ على انشقاقاتٍ داخل «داعش» هذا العام عندما طُرِدَ التنظيم من نصف الأراضي التي سيطر عليها قبل عامين في شمال وغرب العراق. وعبَّر بعض الأشخاص في الموصل عن رفضٍ لحكم التنظيم بكتابة حرف «م» على الجدران في إشارةٍ إلى «المقاومة» أو كتابة كلمة «مطلوب» على منازل المتطرفين، لكن مثل هذه الأفعال تُقابَل بالقتل. ويشير صباح النعماني إلى نجاح وحدته على مدى الشهرين المنصرمين في فتح قنوات اتصالٍ مع «متعاونين» بدأوا تقديم معلوماتٍ ساعدت في توجيه ضربات جوية لمراكز قيادة المتطرفين ومواقعهم في المدينة. وأفاد السكان أن قائمةً بأسماء أصحاب المخطَّط الـ 58 الذين أعُدِموا سُلِّمَت إلى مستشفى لإخطار أسرهم، لكن التنظيم لم يُرجِع جثثهم. وأوضح أحد السكان وهو قريبٌ لواحد ممن نُفِّذَ فيهم الإعدام «بعضٌ من أقارب المعدومين أرسلوا نساءً كبار السن للاستفسار عن الجثث. داعش وبخوهم وقالوا لهم لا توجد جثث ولا قبور، هؤلاء خونة مرتدون ومحرَّمٌ دفنهم في مقابر المسلمين». وبعد قمع المخطَّط؛ سحب التنظيم الهويات الخاصة التي أصدرها للقادة المحليين لمنعهم من الهرب مع عائلاتهم، بحسب العقيد أحمد الطائي. في ذات السياق؛ لفت أحد السكان إلى تعيين «داعش» محسن عبد الكريم أوغلو، وهو قيادي في وحدة قناصة (لدى التنظيم) ومعروفٌ عنه الصرامة الشديدة، لمساعدة حاكم الموصل (المعيَّن من قِبل التنظيم) أحمد خلف الجبوري في الحفاظ على السيطرة. ووضع متشددو «داعش» شراكاً خداعية في أرجاء المدينة وحفروا خنادق وجنَّدوا أطفالاً للعمل كجواسيس في إطار استعداداتهم للهجوم الحكومي المرتقب.

مشاركة :