"برافدا" الروسية تدعو الأميركي إلى تحمل بعض المسؤولية عن سياسة بلاده حيال إسرائيل

  • 3/8/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

طرحت صحيفة "برافدا" الروسية تساؤلا عما إذا كان مواطنو الولايات المتحدة على بيّنة من السياسات الخارجية لبلادهم، وهل يدركون الحقيقة البعيدة عن الأكاذيب والحكايات التي تروجها وسائل الإعلام الخاصة المنحازة، وهل يوافق المواطن الأميركي العادي على سياسة هدم المنازل وجرفها أم أنه مع جبهة المعارضة التي تدين ذلك. وأشارت الصحيفة – في مقال بثته على موقعها الالكتروني – إلى قائمة التصويت بحق النقض (الفيتو) الطويلة التي استخدمتها واشنطن لمنع صدور قرارت مجلس الأمن الدولي التي تدين تجاوزات اسرائيل وتطالب بمراعاة حقوق الإنسان، وكذلك القرارات التي تدين إسرائيل بالانتهاكات والعداون والتدمير المتعمد للممتلكات. وذكرت ان الولايات المتحدة استخدمت ايضاً حق النقض في رفض ادانة السياسة الإسرائيلية التي تتضمن الاستيلاء على الأراضي وبناء المستوطنات عليها، وتشريد السكان، وتدنيس المقابر والمزارع. وتابعت الصحيفة أنه لا يمكن تصور المواطن العادي في الولايات المتحدة يتغاضى عن مثل هذا السلوك، أو يوافق على حق النقض الذي تستخدمه بلاده، تكراراً، لمنع ادانة تلك السياسات. وطرحت تساؤلاً "إذاً، لماذا تستخدم الولايات المتحدة الفيتو، اذا كان الرئيس باراك أوباما اعلن أنه ضد بناء المستوطنات غير الشرعية على الأراضي التي سرقتها إسرائيل من الفلسطينيين؟ ولماذا تعطي الولايات المتحدة ايماءة الموافقة على بناء مثل تلك المستوطنات؟" ثم أوضحت أن الوضع اليوم في القدس الشرقية خطير جدا، لدرجة أن منظمة الأمم المتحدة طلبت من مجلس الامن الدولي معالجة التطورات في هذه المدينة التي توصف بأنها  "تنذر بالخطر" – وتشمل التطورات تعدي المواطنين الإسرائيليين على الموقع المقدس من الحرم الشريف (الذي تطلق عليه اس رائيل جبل الهيكل) حيث يقع المسجد الأقصى. وأشارت الصحيفة إلى أن "البرلمان الإسرائيلي لم يبدأ باتخاذ إجراءات لفرض السيادة الإسرائيلية على هذه المنطقة بأكملها فحسب، بل أيضاً بدأت مجموعات من المتطرفين الإسرائيليين في شن مداهمات عنيفة بشكل متزايد ضد الفلسطينيين في جوار المسجد، بهدف الى استفزاز الفلسطينيين. فإذا ردّوا يتعرضون للهجوم من الشرطة الاسرائيلية بالغاز المسيل للدموع، او الاعتقال أو الضرب بالهراوات". وتابعت أن مثل تلك الهجمات تُعتبر إهانة واضحة لحقوق الإنسان الفلسطيني بالقدس الشرقية المنصوص عليها في القانون واستهزاءً بها. والأسوأ من ذلك، أن الاعتداءات لا تشمل الهجمات والاستفزازات فحسب، بل أيضاً شيء أكبر بكثير، كما نرى في الشكوى المقدمة من مكتب لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف. وجاء فيها "إن هذه التصرفات محظورة بشكل واضح بموجب القانون الدولي. كما ان هدم المنازل والطرد ومصادرة الأراضي وإلغاء حقوق الإقامة للسكان الفلسطينيين في القدس في زيادة أيضا". وذكّرت الصحيفة بـ 565 عملية هدم منازل في 2013، اضطر إثرها 298 مواطنا فلسطينيا الى ترك منازلهم، وتشرّد بنتيجتها نساء وأطفال في الشوارع. وسُرق ثلث الأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية من جانب إسرائيل منذ 1964، وجُرد 14 ألف فلسطيني من حق الإقامة في بلاد أجدادهم. وشددت الصحيفة على ان اسرائيل استمرت، في انتهاك واضح للقانون الدولي، في البناء على الأراضي الفلسطينية المسروقة في القدس الشرقية وفي مناطق أخرى. وتساءلت عن عدد الاطفال الفلسطينيين الذين سوف تطردهم اسرائيل من منازلهم وتلقي بهم في الشوارع، قبل ان تكبح الولايات المتحدة طفلها المزعج والمدلل (اسرائيل)؟ واختتمت الصحيفة مقالها بتوجيه تساؤل إلى المواطن الأميركي: "متى ستتحملون بعضاً من المسؤولية عن السياسة الخارجية لحكومتكم؟ أم أن الولايات المتحدة ليست ديمقوراطية؟"

مشاركة :