نيس (فرنسا) (أ ف ب) - خص الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت ضحايا اعتداء نيس (جنوب شرق فرنسا) ال 86 في تموز/يوليو الماضي بتكريم رسمي، بحضور مجمل الطبقة السياسية الفرنسية التي وضعت خلافاتها جانبا في المناسبة. واغتنم الرئيس الفرنسي الفرصة لتاكيد ضرورة الوحدة الوطنية في البلاد التي شهدت سلسلة هجمات جهادية منذ كانون الثاني/يناير 2015 خلفت 238 قتيلا. وقال هولاند ان "الغاية الشنيعة للارهابيين" تتمثل في "الدفع باتجاه انفلات العنف لاحداث الانقسام"، لكن "هذه الخطط الشيطانية ستفشل امام الوحدة والحرية والانسانية". واعتبر الرئيس الفرنسي ان هجوم 14 تموز/يوليو كان يستهدف "الوحدة الوطنية" لكن ايضا "حسن وفادة" مدينة نيس التي تجتذب السياح من العالم باسره ب"طيب العيش فيها". ويزور منطقة كوت دازور سنويا 11 مليون سائح نصفهم من الاجانب. وتمثل الاعتداء الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية رغم عدم اثبات صلة بين منفذه والتنظيم، في عملية دهس مريعة بشاحنة لمحتفين بالعيد الوطني الفرنسي ما اوقع 86 قتيلا واكثر من 400 جريح . والضحايا من 19 جنسية وثلثهم من المسلمين. وتسبب الاعتداء بعكس هجمات سابقة، في ضرب وحدة الطبقة السياسية. ومع وجود المعارضة اليمينية واليمينية المتطرفة بقوة في منطقة جنوب شرق فرنسا، فانهما سريعا ما اتهمتا الحكومة الاشتراكية بالتراخي في التصدي للارهاب. كما ادى الاعتداء الى تعميق الارتياب بين المسلمين البالغ عددهم نحو اربعة ملايين في فرنسا. ومنعت عدة بلديات في منطقة كوت دازور الصيف الماضي ارتداء البوركيني او ما يسمى بلباس البحر الاسلامي، على شواطئها قبل ان يردعها قرار قضائي. -"تصيد الاصوات" - لكن مراسم تكريم الضحايا السبت شكلت لحظة توافق وطني. وقال الرئيس الفرنسي مخاطبا مئات الحاضرين "رغم المحن والمآسي والدموع، لا توجد كراهية هنا بل رغبة قوية في اعلاء قيم الانسانية والتضامن والصداقة". وبين الحضور الذي كان يستمع بصمت، مرشحون للانتخابات الرئاسية في ربيع 2017، ضمنهم خصوصا المرشحان للانتخابات التمهيدية اليمينية رئيس الوزراء الاسبق آلان جوبيه والرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وخصوصا وهو امر نادر، رئيسة الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) مارين لوبن. وقال كريستيان ايستروسي زعيم اليمين المحلي الذي اعطى تعليمات لانصاره بالهدوء، "كنت انتظر (لحظة) كرامة (وطنية) وانا سعيد جدا ومتاثر وفخور بان الكرامة حضرت" خلال هذا التكريم. لكن خارج الموقع المغلق عبر سكان المدينة عن الالم والغضب. وقالت آمال وهي مواطنة فرنسية-تونسية نجت من الاعتداء "الثرثرة لن تعيد الموتى" مضيفة وهي تبكي امام نصب قرب مكان الاعتداء "فضلت ان اكون هنا". من جهته قال كريستيان (69 عاما) وهو ايضا من سكان المدينة "تلميع الصورة امام الجثث ليس امرا سيئا"، متهما السياسيين الحاضرين ب "تصيد الاصوات" للانتخابات القادمة. واستغل هولاند الذي تدنت شعبيته كثيرا ولم يعلن حتى الان ان كان سيترشح لولاية ثانية، خطابه لتلافي الضرر الذي احدثه نشر كتاب تضمن اعترافات لصحافيين هذا الاسبوع. وبعد ان وصف القضاة بانهم "جبناء" في الكتاب، اشاد السبت بالقضاة الذين عملوا بعيد اعتداء نيس.
مشاركة :