تعامل ملك المغرب بحكمة مع شعبه بعدما هبت رياح التغيير فيما تمت تسميته بالربيع العربي العام 2011، فقد أعطى الملك الكثير من الصلاحيات لشعبه وأجرى انتخابات برلمانية نزيهة بالنظام الحزبي فاز فيها حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الاسلامي بأكثر الأصوات ثم كلف الملك عبدالإله بن كيران من الحزب برئاسة الحكومة ومرت خمس سنوات هدأت فيها النفوس وقلت المشاكل وعمل الحزب على تنفيذ اصلاحات اجتماعية واقتصادية انقذت المغرب من كثير من المشاكل التي واجهتها بقية الدول العربية التي زارها الربيع العربي فجعلها قاعاً صفصفاً! إن الواجب على بقية الدول العربية ان تستفيد من تجربة المغرب وألا تضع بينها وبين شعبها حاجزا مصطنعا أو ان تتمادى في قهر الشعب الذي ينشد الحرية والعدل والمساواة مهما صعبت الظروف واشتد الخطب. لقد أثبتت التجربة المغربية بأن الشعب المغربي - حاله كحال الشعوب المسلمة الاخرى - لا يمكن ان يتخلى عن هويته الاسلامية او يتنكر لامتداده التاريخي وينقلب عليها. فقد فاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الثانية التي جرت قبل ايام وتنافس فيها 30 حزبا، حصل حزب العدالة والتنمية على 125 مقعدا من مقاعد المجلس الـ 395، بينما فاز حزب الاصالة والمعاصرة ذو التوجهات المقربة من الحكومة بنحو 100 مقعد، وشاهدنا الاحزاب الشيوعية واليسارية تتراجع الى المؤخرة، ما يدل على رفض الشعب المغربي لاطروحاتها وقناعته بهويته الاسلامية. لسنا راضين عن الأوضاع العامة في المغرب ولا في غيرها من الدول العربية، ولكن ما لا يستطاع كله، لا يترك جله، وخير لدولنا أن تزحف نحو أهدافها ببطء وتؤدة من ان تستعجل الثمرة وتسعى لتخريب الاخضر واليابس ثم لا تحصد إلا العلقم!
مشاركة :