وين راحت فلوسنا؟ - مقالات

  • 10/16/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الدولي الكبير الذي تلعبه دولة الكويت في مساعدة الدول الفقيرة والمحتاجة والمتضررة والمعدمة وما أكثرها في مشارق الأرض ومغاربها ومنذ زمن بعيد. دور لطالما أثبت للعالم أجمع أن الكويت بلد يحترم المواثيق الدولية، وأنه جزء أصيل من المنظومة العالمية، فرسخت نتيجة لذك أيضا لدى الجميع وبكل وضوح، بصماتها الإنسانية، وكل ذلك بعيداً عن المصالح السياسية والاقتصادية. وبعيداً عن تناول موضوع مقدمة المقال وربطها بما يحدث محلياً من الناحية السياسية، والأزمة الاقتصادية التي تعانيها الدولة من جراء انخفاض أسعار النفط، وسياسة الترشيد وشد الأحزمة وخفض الدعومات والتوجه إلى إلغاء بعضها، وعجز الدولة عن تنفيذ مشاريع التنمية داخليا وغيرها من الأمور المتعلقة بسوء إدارة قياديي الدولة منذ أمد طويل، فإننا وإذا نظرنا للموضوع بتجرد، فإنني متيقن أن الجميع مدرك أن هذا الدور الذي تلعبه الدولة أكثر من مستحق على مختلف الأصعدة. ولكن يبقى السؤال المهم، وين راحت فلوسنا؟ الكل يعلم أن مليارات الدنانير صرفت على شكل هبات ومساعدات ومنح لدول كثيرة ومنظمات ومؤسسات دولية وإنسانية لمساعدتها على سد رمق الأبرياء وحاجات المستضعفين وتطوير البنية التحتية وفي التعليم والصحة وغيرها، ولكن الأهم من ذلك، هل صرفت بالفعل في ما كان من المفروض أن تصرف عليه؟ قد يدعي البعض أنها تصرف لمؤسسات دولية وعالمية معروفة ومرموقة وأنها ستذهب لمستحقيها وأن تساؤلاتنا مستغربة، ولكن من يدري؟ فالفساد مستشرٍ في كل مكان وحتى في مثل هذه الجهات! وحوداث كثيرة على مر الأزمنة أثبتت ذلك! فلماذا لا تقوم الحكومة مثلاً بتعيين مدققي ومراقبي حسابات يتم فرضهم على الجهات المستفيدة من المساعدات، للتأكد من أن هذه الهبات والمنح تذهب لمستحقيها وبالطريقة التي على أسسها صرفت الكويت هذه المساعدات؟ «ليش لأ»!؟ وبعدها، تقوم الحكومة بعرض تقارير المراقبين للمواطنين حتى يطمئن الجميع أن فلوسنا ما راحت هدرا أو ذهبت لجيوب المتنفذين والمتمصلحين في المجتمع الدولي وما أكثرهم أو أنها قد استغلت في غير محلها، وبالعامية أيضا نقول «ليش لأ»!؟ وأيضا لنستطيع وفي شكل أكبر أن نثبت للعالم طبيعة ونوعية وحجم المساعدات التي قدمتها الكويت ودورها الإنساني بهذا الخصوص «ليش لأ»!؟ ختاماً، أتمنى أن تفكر الحكومة في شكل أكثر جدية واحترافية في التعامل مع ملف المساعدات الإنسانية من أجل تنفيذ التزاماتها الدولية بهذا الخصوص، بالتزامن مع ما نعانيه من عجز واضح في الميزانية العامة للدولة جراء انخفاض أسعار النفط. فكل ما أتمناه هو أن نحذو حذو الآخرين في إقامة مشروعات تنموية ذات عوائد اقتصادية في الأماكن المحتاجة والمتضررة، فمنها نكون قد قدمنا مساعدتنا الإنسانية التي ستعود بالفائدة على البشرية، ومنها شغلنا فلوسنا لعل وعسى أن نسترجع جزءا منها «لأقول ولآخر مرة، ليش لأ»!؟ Email: boadeeb@yahoo.com

مشاركة :