إسطنبول، بيروت (وكالات) واصلت فصائل الجيش الحر المدعومة بعملية «درع الفرات» التركية أمس، تقدمها لدحر «داعش» في مناطق شمال غرب سوريا، مطلقة عملية استعادة بلدة دابق الاستراتيجية للتنظيم الإرهابي بعد انتزاعها مدينتي جرابلس والراعي. في الأثناء، استمرت المعارك المحتدمة في حلب الشرقية، حيث تعرضت أحياء مساكن هنانو والميسر وضهرة عواد والإنذارات ومناطق أخرى تحت سيطرة الفصائل، تزامناً مع اشتباكات على محاور عدة وتحديداً في حي الشيخ سعيد جنوباً وحي بعيدين شمالاً ومنطقة حلب القديمة. من ناحيته، أكد قائد كبير بالمعارضة المسلحة أن القوات النظامية لن تتمكن مطلقاً من انتزاع السيطرة على شرق حلب من أيدي المعارضة بعد مرور أكثر من 3 أسابيع على بدء هجومها المدعوم بالمليشيات والضربات الجوية، لكن مصدراً عسكرياً نظامياً أعلن أن العملية تسير وفق المقرر. وقال قائد عسكري ميداني في كتائب الجيش الحر والمرصد الحقوقي أمس «بدأ الثوار عملية اقتحام بلدة دابق من 3 محاور وسط مواجهات عنيفة مع مسلحي (داعش) وتغطية جوية من طائرات التحالف وإسناد من المدفعية التركية، وقد دمر الثوار عربة مفخخة قبل وصولها إلى هدفها». من جهته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مقاتلي الجيش الحر يتقدمون باتجاه دابق، مع تأكيد مصدر أمني تركي أن المقاتلين طردوا المتشددين صباح أمس من ضيعة الغيلانية المجاورة لدابق. وذكر القائد الميداني أن الثوار سيطروا أمس على قرى العزيزية والغيلانية وغيطون وأرشاف ومزارع الكويتي وسط قصف جوي كثيف من طائرات التحالف على مواقع التنظيم الإرهابي في بلدة دابق، بينما قصفت المدفعية والراجمات التركية قرى اسنبل وتلالين وحور النهر وتل حجر الخاضعة لسيطرة الجماعة المتشددة. وأوضح المرصد أن سيطرة مقاتلي المعارضة على قريتي غيطون وأرشاف سيعزل تقريباً دابق وقرية صوران ويضعهما في منطقة تحاصرها المعارضة من كل جانب. وأعاد المرصد التذكير بالأهمية الرمزية لدابق لدى التنظيم الإرهابي الذي يعتبرها «معركة فاصلة بين المسلمين والكفار»، حيث نشر في ضواحيها وداخلها مؤخراً نحو 1200 من مقاتليه، للدفاع عنها. وتحمل دابق اسم أهم مجلة ترويجية للتنظيم المتطرف يصدرها باللغة الإنجليزية. وأكد المرصد أن الفصائل السورية المقاتلة ضمن عملية درع الفرات تدعمها الطائرات والدبابات التركية، هي على بعد 2,5 كلم من دابق. وأضاف «بدأت هذه الفصائل بإسناد مدفعي تركي هجومها من المحاور ثلاثة باتجاه دابق... بعدما عملت في الأيام الأخيرة على توسيع نطاق سيطرتها آتية من بلدة الراعي الحدودية مع تركيا». وفي الأسابيع الأولى من عملية درع الفرات تمت استعادة جرابلس والراعي اللتين كانتا من أولى المناطق التي سيطر عليها «داعش» شمال شرق سوريا. ومع استمرار القصف والاشتباكات الشرسة في حلب، أعلن ملهم عكيدي نائب قائد تجمع «فاستقم» المعارض في حلب، أن الغارات الجوية لا تقدم مساعدة تذكر للقوات البرية النظامية ومليشياتها في حرب المدن الدائرة هناك. وأضاف أنه في الوقت الذي قصفت فيه الغارات كثيراً من مناطق المدينة فإنها تجنبت الجبهات التي يتقاتل فيها الجانبان من قرب خوفاً فيما يبدو من قصف الطرف الخطأ. وتابع عكيدي لرويترز أن قوات المعارضة أعدت نفسها جيداً للحصار الذي منذ بداية الصيف، وتعد حالياً لهجوم مضاد. وأضاف «عسكرياً لا يوجد خطر على مدينة حلب، ولكن الأخطر هو ما يقوم به النظام من مجازر يومية تستهدف ليس فقط الناس، ولكن كل ما يعين الناس على الحياة». بيد أن مصدراً عسكرياً نظامياً ومصدراً عسكرياً ثانياً موالياً للحكومة قالا إن الحملة ماضية في مسارها، ونفيا استهداف المدنيين. إلى ذلك، قال مصدر مسؤول في إدارة الخدمات العامة التابعة للمعارضة، إن لجنة توصلت إلى اتفاق مع القوات الحكومية لتحييد مضخات المياه في المدينة عن الأعمال العسكرية وإعادة تأهيلها وصيانتها». مشروع قرار أميركي بشأن «الكيماوي» السوري والبراميل المتفجرة نيويورك (وكالات) أعدت الولايات المتحدة مشروع قرار حول سوريا يلزم الأخيرة بإتلاف ما لديها من مادة الكلورين الصناعية ذات الاستخدام المزدوج ومواد كيماوية سامة أخرى. وقالت مجلة «فورين بوليسي»، إن الوثيقة ستصدر بالتزامن مع نشر التقرير النهائي للآلية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية حول التحقيق بشأن الهجمات الكيماوية في سوريا، نهاية الشهر الجاري. وتؤكد واشنطن أن السلطات السورية تستخدم المواد الكيماوية الصناعية لإنتاج سلاح كيماوي. وتطالب الوثيقة الأميركية بحظر استخدام البراميل المتفجرة في قصف المناطق المأهولة. وإذا ما أقر مشروع القرار الذي يحظى حتى الآن بدعم بريطانيا وفرنسا وألمانيا، سيتوجب على الحكومة السورية وخلال 30 يوماً أن تعلن عن كميات المواد الكيماوية والبراميل المتفجرة الموجودة لديها وأماكن تخزينها.
مشاركة :