سرطان الجلد الميلانيني، أحد أخطر أنواع سرطانات الجلد الفتاكة، والأكثر خطورة مقارنة بالأنواع الأخرى، ويطلق عليه أيضاً مسمى الورم الأسود، أو الورم الميلانيني، وكان هذا المرض في الماضي القريب يصيب الجلد لدى كبار السن، وبالتحديد من تجاوزوا 55 عاماً، والجديد في هذا المرض أنه أصبح يصيب بعض الشباب، وكذلك المراهقين من بداية 19 عاماً. ليس معروفاً حتى الآن السبب الواضح والحقيقي بالتحديد حول الإصابة بهذا المرض، لكن الشائع في أغلب الدراسات أنه لابد من الابتعاد عن أشعة الشمس في الأوقات المضرة التي تكون فيها الأشعة فوق البنفسجية مركزة، وهذه الأوقات من الساعة التاسعة والنصف صباحاً وحتى الثالثة عصراً، لعدم التعرض لهذه الموجات من الأشعة الضارة بالجسم، وللوقاية أيضاً، فالثابت أن التعرض للأشعة البنفسجية يزيد من احتمالات وفرص الإصابة بمرض سرطان الجلد الميلانيني، وأيضاً تجنب التعرض لهذه الأشعة يوقف تطور السرطان الميلانيني إذا كان موجوداً عند الشخص، وعلى العائلات التي تذهب إلى المصايف لقضاء وقت أمام الشواطئ أن تستخدم الكريمات الخاصة بالحماية من أشعة الشمس في هذه الفترات للكبار والصغار، كما تنصح الدراسات الكثير من الفتيات اللاتي يذهبن إلى أماكن تسمير البشرة بالتوقف عن هذه العادة المضرة لتجنب الإصابة المبكرة بهذه المرض، لأن الأبحاث أثبتت أن فرص الإصابة بمرض سرطان الجلد الميلانيني تتضاعف أربع مرات عند التعرض لجلسات تسمير البشرة. وتنصح الكثير من الدراسات الأشخاص الذين تتطلب أعمالهم التواجد تحت أشعة الشمس أن يرتدوا واقياً من أشعة الشمس، وان يستعملوا بعض الكريمات الوقائية التي لها مفعول جيد، ومن هؤلاء الأشخاص من يعملون في مجال الزراعة، وأيضاً من يعملون في مجال المعمار، وغيرهما من المهن والأعمال الأخرى، كما يجب عمل فحوص دورية لهؤلاء العاملين باستمرار، لضمان التأكد من عدم وجود أية أعراض لهذا المرض، وأيضاً التشخيص المبكر للكشف عن أية تغييرات سرطانية في الجلد من هذا النوع، يساعد بقدر كبير في العلاج، فهناك إمكانية كبيرة للتخلص من سرطان الجلد الميلانيني وعلاجه بدرجة شفاء عالية ونجاح تام، شرط الكشف عن هذا المرض مبكراً وفي مراحله الأولى من الإصابة، كما تبين بعض الأبحاث أن هناك ارتباطاً قوياً بين عدم الإصابة بمرض سرطان الجلد الميلانيني وبين تناول أدوية تحتوي على فيتامين د، وتقدر الأبحاث ذلك بتناول قرص واحد يومياً من فيتامين د كاف للوقاية من الإصابة بهذا السرطان، وبصفة عامة، تكشف الدراسات عن أن مرض سرطان الجلد بأنواعه المختلفة يصيب الأشخاص في فترة التقدم من العمر، وتصيب هذه السرطانات الرجال اكثر من السيدات، وسرطانات الجلد شائعة بين الأشخاص ذوي البشرة البيضاء، مقارنة بغيرهم، وتزيد فرص الإصابة كلما تقدم الشخص في العمر، ويصيب ثلاثة أشخاص من بين كل عشرة آلاف شخص. وتوضح الدراسات أن مرض سرطان الجلد الميلانيني يصيب الخلايا المسؤولة عن إنتاج صبغة الميلانين، وهي الصبغة التي تعطي الجلد لونه المعتاد، وتبدأ علامات ظهور سرطان الميلانيني بتغيير في خلايا الشامة والخال في الحجم، والشكل، واللون، والخال، والشامة هي خلايا ميلانينية تظهر في جلد الشخص بصورة بارزة وطبيعية على هيئة ورم، وغالباً ما يكون حميداً وليس سرطانياً، ويمكن إزالته بعملية جراحية بسيطة، ولا ينمو مرة أخرى بعد إزالته ويطرأ هذه التغيير في حالة الإصابة بالسرطان، ويصبح لون الورم، أو الشامة، أو الخال أزرق غامقاً أو أسود، وقد يظهر الورم ببروز شامات جديدة أو ظهور خال جديد بشكل أسود، وفي المعتاد لا يسبب الإصابة بالورم السرطاني الميلانيني للجلد أي نوع من الألم، ولذلك ينصح المتخصصون عندما يشك احد الأشخاص، أو الطبيب المعالج بوجود هذا النوع من السرطان، فيقوم على الفور بأخذ عينة أو خزعة من المكان الذي حدث فيه تغيير، والقيام بتحليلها وفحصها جيداً لمعرفة نوع هذا الورم، خبيث أم حميد، وتعتبر هذه الطريقة من افضل الطرق لعمل تشخيص جيد ومفيد لمعرفة الحالة. وتشير الدراسات إلى أنه من السهل معالجة مرض سرطان الجلد الميلانيني، بواسطة عملية جراحية للتخلص منه واستئصاله في مراحله الأولى، ولهذه الجراحات نتيجة كبيرة في القضاء على هذا المرض، ونسب نجاحها عالية جداً وغير مكلفة، وسرطان الجلد الميلانيني يمكن أن يتطور داخل مقلة العين أيضاً، ويعتبره المتخصصون من أخطر أنواع سرطانات الجلد لإمكانية انتشاره وشيوعه في أجزاء واسعة من أعضاء الجسد، ويقود صاحبه إلى الهلاك والوفاة، ويظهر هذا المرض في أي مكان على سطح الجسم، ففي السيدات يظهر مرض سرطان الجلد الميلانيني في الساقين، ناحية المنطقة السفلى، وفي الرجال غالباً ما يظهر في الرأس، وعلى الرقبة، وأيضاً الكتفين، وفي الأسفل بين الوركين، وكشف الدراسات أن هذا الورم الخبيث نادراً ما يصيب أصحاب البشرة الداكنة والسوداء، وإن ظهر في هذه الفئة فيكون في باطن اليدين، وأخمص القدمين، وأيضاً يظهر تحت أظافر اليد والقدم، وقد يصيب مختلف الأعمار، وخطورة هذا النوع في الانتشار والانتقال، فيمكن أن يصيب بعض الأغشية والسحايا داخل المخ، وأحياناً يصيب العقد اللمفاوية، وعندما يظهر المرض في أي عضو بالجسم يسمى بالورم الميلانيني النقيلي، فهو يمكن أن يصيب العين، فيسمى الورم الميلانيني العيني، وفي بعض الحالات يمكن أن يصيب بعض مسارات الجهاز الهضمي، فهو يمكن أن ينتشر ويظهر في أي مكان بالجسم توجد فيه، أو يحتوي على خلايا ميلانينية. وبعض الدراسات ذكرت أن هناك بعض الأشخاص هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض سرطان الجلد الميلانيني، فهناك بعض العوامل التي تتوفر بين هؤلاء الأشخاص بالتحديد، ومن هذه العوامل التي تتوفر في بعض الأشخاص دون غيرهم، مثلاً أن يكون هناك شخص لديه عدد كبير من الشامات يصل عددها أكثر من 60 شامة متوزعة في مناطق جلده ككل، أيضاً الأشخاص ذوو الجلد الفاتح والذين لا يتحملون أي نوع من أشعة الشمس، فهؤلاء عرضه للإصابة بهذا المرض، أو قد يشعر شخص بظهور أنواع من الشامات غير الطبيعية، أو جسمه تنمو فيه شامات جديدة غير طبيعية، فهو أيضاً أكثر عرضة لتحول هذه الشامات إلى أنواع سرطانية، وكذلك الأشخاص الذين سبقت لهم الإصابة بهذا المرض السرطاني هم عرضة ليظهر المرض مرة أخرى ويتكرر، وفي بعض الحالات يمكن لشخص قد تعرض لبعض حروق الشمس في الصغر أن يصاب بمرض سرطان الجلد الميلانيني في الكبر، لذلك لابد أن نبتعد عن حروق الشمس أثناء المصايف، وننصح الأولاد الصغار الذين تحترق جلودهم في كل مرة يذهبون فيها لقضاء رحلة المصيف، وفي بعض الحالات التي أصيب وجد الباحثون أن لهم أقارب أصيبوا بسرطان الجلد الميلانيني، وبذلك هم يرجحون وجود بعض العوامل الوراثية في الموضوع، وعلى الأشخاص الذين يجدون بعض هذه العوامل متوفرة لديهم، أو عاملاً واحداً من هذه العوامل، عليهم أن يتوجهوا إلى الطبيب المختص، إذا لاحظوا أي تغيير في الجلد والشامات، فالكشف المبكر يقضي على المرض. وتبين بعض الدراسات الفرق بين الشامة الحميدة، والأخرى التي أصيبت بالورم الخبيث، خاصة انه ليس هناك ألم، ولا وجع يصدر عن الشامة المصابة، ففي حال الإصابة بالورم للشامة، أو الخال يظهر لون غير متجانس من الأسود والأزرق والبني الداكن على الشامة، أو الخال، وهذا دليل واضح وقوي أن هناك مشكلة في الجلد، وأيضاً في حالة الإصابة بالورم تكون الشامة أو الخال غير متماثل مع نظيره من الشامات الأخرى، وحوافه وحدوه غير منتظمة، وغير واضحة وهناك ملمس خشن، كل ذلك غير موجود في الشامة الحميدة، وكذلك فإن الشامة المصابة بالورم الخبيث يصبح قطرها أكبر بصورة ملحوظة من قطر الشامة غير المصابة بالسرطان، ومن السهولة حال اكتشاف ذلك أن يتم علاج الورم الذي لم يتعمق في طبقات وأنسجة الجلد وما زال رقيقاً، وقد تتكون بعض القشور الرقيقة على الشامة، أما في حالة تطور الحالة والمرض فإن الشامة تتحول إلى كتلة كبيرة، مع الإحساس بشعور الحكة، وقد تنزف الشامة أيضاً نتيجة الحكة المستمرة. مراحل الإصابة تقسم الدراسات والأبحاث مراحل الإصابة بمرض سرطان الجلد الميلانيني إلى عدة مراحل: في البداية يصيب الورم الميلانيني الطبقة السطحية العليا من الجلد، وفي هذه الحالة يكون الورم موضعياً بسيطاً، ثم يتطور الورم ليصل عمقه إلى 1 ملليمتر، ويحدث نوع بسيط من الضرر لسطح الجلد المصاب أو المنطقة المصابة، وبعد ذلك يتطور الورم ويصل عمقه في الجلد إلى ملليمترين ويظهر ضرر واضح على الجلد والمنطقة المصابة، وإذا لم تتم السيطرة على الورم في هذه المرحلة يتطور إلى أن يصيب بعض العقد اللمفاوية الملاصقة والمجاورة لمكان الشامة أو الخال المصاب بالورم الخبيث، وفي المرحلة المتقدمة من المرض وفيها ينتشر الورم الميلانيني إلى بعض الأعضاء والأنسجة المجاورة ومناطق الجلد الأخرى وينتشر بين عقد لمفاوية أكثر وأبعد من الورم، كما يمكن أن يصل وينتشر في خلايا الرئتين، وأيضاً في هذه المرحلة يمكن أن يزحف إلى الأغشية التي تغطي المخ وينتشر على سطحها، وكذلك ينتشر في جهاز الكبد والعظام وبعض الأجهزة الكبرى، ولذلك فإن مراحله الأولى سهلة العلاج وقليلة المشاكل والتكاليف، ويمكن السيطرة على هذا الورم بسهولة والقضاء عليه تماماً، حتى لا يدخل المصاب في مشاكل لا حصر لها.
مشاركة :