تبنى ممثلو نحو 200 دولة أمس في كيجالي اتفاقا على الإلغاء التدريجي لمركبات الهيدروفلوروكربون، وهي الغازات المسببة للاحترار المستخدمة في الثلاجات وأجهزة التكييف خصوصا وتلحق ضررا كبيرا بالمناخ. وأوضح إريك سولهايم مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة في بيان: "تعهدنا السنة الماضية في باريس بحماية العالم من أسوأ الأضرار الناجمة عن التغير المناخي. وها نحن اليوم نفي بهذا الوعد". ويعتبر اتفاق كيجالي ملزما قانونيا ويشكل بالتالي تقدما كبيرا في مكافحة الاحترار المناخي ويعد بإعطاء إشارة إيجابية قبل أسابيع من المؤتمر السنوي للمناخ في مراكش. وبحسب "رويترز"، فإن الاتفاق الذي يشمل أكبر اقتصادين في العالم وهما الولايات المتحدة والصين يقسم الدول إلى ثلاث مجموعات لكل منها مهلة للحد من استخدام غازات الهيدروفلوروكربون التي يمكن أن تكون أقوى عشرة آلاف مرة من ثاني أكسيد الكربون كمسببات للاحتباس الحراري. وحين بدأ فنسنت بيروتا وزير الموارد الطبيعية في رواندا في قراءة بنود الاتفاق بعد شروق شمس أمس بقليل تعالى تصفيق المفاوضين الذين لم يناموا الليل. وتلتزم الدول المتقدمة ومن بينها الكثير من دول أوروبا والولايات المتحدة بخفض استخدامها لهذه الغازات كثيرا بدءا بعشرة في المائة بحلول 2019 وصولا إلى 85 في المائة بحلول 2036. وستجمد مجموعتان من الدول النامية استخدامها للغازات بحلول عام 2024 أو 2028 ثم ستخفض استخدامها تدريجيا، والموعد الخاص بالهند والدول الخليجية وإيران والعراق وباكستان هو 2028. وكانت هذه الدول بحاجة إلى مزيد من الوقت بسبب النمو السريع للطبقة المتوسطة في هذه الدول ومناخها الحار، ولأن الهند تخشى الإضرار بالصناعات المتنامية فيها. ووصف الاتفاق، الملزم قانونيا، الذي تم التوصل إليه في العاصمة الرواندية، كيجالي بأنه أكبر نجاح في مجال البيئة منذ اتفاق باريس التاريخي للمناخ العام الماضي، الذي يرمي إلى وضع حد لارتفاع درجة حرارة الأرض لا يتجاوز درجتين مئويتين. وأشار جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الذي شارك في المحادثات إلى أنها خطوة كبيرة إلى الأمام، لأن هذا سيسمح لنا بتقليص درجة حرارة الأرض نصف درجة مئوية. ومن جانبه، قال دوروود زايلك، رئيس منظمة معهد الحوكمة والتنمية المستدامة الدولية البحثية: "لقد انتقلنا من تعهدات باريس إلى إجراءات ملموسة". وتعهدت الدول المتقدمة بإجراء أول خفض لمركبات "إتش.إف.سي" بحلول عام 2019 وتقديم أموال إضافية عبر الصندوق المتعدد الأطراف لتنفيذ بروتوكول مونتريال للمساعدة في تنفيذ الاتفاق الجديد. وأفادت الأمم المتحدة بأن التوقف عن استخدام غازات الهيدروفلوروكربون ستكون تكلفته مليارات، ولكن جينا مكارثي مديرة وكالة حماية البيئة الأمريكية قالت إن التكاليف "معقولة بالنسبة للتخفيضات التي سننجزها".
مشاركة :