يوافق اليوم 16 أكتوبر الذكرى الـ54 للعلاقات بين المملكة وجمهورية كوريا والتي بدأت عام 1962م. وتعد المملكة شريكاً مهماً بالنسبة لكوريا، والعكس كذلك. ويتراوح حجم التبادل التجاري بين البلدين من 30 إلى 40 مليار دولار. وهو رقم يتغير بحسب أسعار النفط، تماماً كما يتغير تصنيف الدولتين فيما يتعلق بالشراكة التجارية حيث يتراوح ترتيب كُلّ منهما للآخر بين المرتبة الرابعة والسادسة. وتتجاوز الاستثمارات الثنائية المتراكمة بين البلدين 5 مليارات دولار. مشروعات واعدة في مجالات الطاقة الشمسية والنووية وبناء الوحدات السكنية تستورد كوريا ثلث احتياجاتها من النفط من المملكة، وثلث آخر من بقية دول مجلس التعاون الخليجي. ويعود تاريخ العلاقة التجارية بين البلدين إلى حقبة السبعينات حينما ساهمت كوريا في إنشاء البنية التحتية الرئيسة في المملكة، بما فيها المباني والطرق والجسور ومنشآت الطاقة. ومنذ ذلك الحين، توسعت مجالات التعاون بين البلدين لتشمل الرعاية الصحية والطاقة النووية والمتجددة والإسكان وبناء المدن الصناعية وصناعة المعلومات والتقنية، بالإضافة إلى الصناعات العسكرية. استثمرت كوريا مبالغ ضخمة في قطاع الطاقة الشمسية في المملكة لإيجاد أفضل طريقة للاستفادة منه. لذا أنشأت شركة KCC الكورية مصنعاً في المنطقة الصناعية بالجبيل لإنتاج 3 آلاف طن من البولي سيليكون سنوياً، وهي المادة الخام لصناعة الألواح الشمسية. كما تُنتِج شركة هانهوا كيميكال الكورية في حائل 4 آلاف طن سنوياً من أفلام الأثيلين فينيل اسيتات التي تُستخدم في تصفيح الألواح الشمسية. بالإضافة إلى ذلك، يشارك ائتلافٌ يتضمن شركتَي هانهوا ودايو للهندسة والإنشاءات في مشروع بناء 100 ألف وحدة سكنية في ضاحية جديدة تحمل اسم الفرسان وتقع على مسافة 35 كلم شمال الرياض. من جهة أخرى، تعتزم شركة أرامكو السعودية إنشاء حوض بحري لصيانة السفن وبنائها على الساحل الشرقي للمملكة بالتعاون مع شركة هيونداي للصناعات الثقيلة ويُعتبر هذا الحوض البحري الأول من نوعه في المنطقة. ومن المتوقع ان يخلق هذا المشروع 500 ألف فرصة عمل. لقد أكدت المملكة وكوريا على عزمهما لتعزيز التعاون الوثيق بينهما للمشاركة في تنفيذ رؤية المملكة 2030. وعندما زار دولة رئيس الوزراء الكوري السيد هوانغ كيو آن المملكة في شهر مايو لهذا العام، قدّم رسالةً تؤكد استعداد كوريا للمشاركة في تنفيذ رؤية المملكة 2030. وقد رحب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بهذه الرسالة. وبعد الإعلان عن برنامج التحول الوطني 2030، اجتمعت رئيسة كوريا السيدة بارك غون هاي مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ولقد بحثت الرئيسة الكورية مع ولي ولي العهد سبل التعاون بين البلدين. واتفق الطرفان على العمل لبناء آلية استشارية لتبادل الخبرات في تنمية البلاد وتطوير إستراتيجيتها في المشروعات الصناعية المرتبطة ببرنامج التحول الوطني. الصناعات الكورية حققت تفوقاً عالمياً السفير الكوري لدى المملكة
مشاركة :