تقيم دار الأوبرا المصرية غداً حفلة لمناسبة حلول الذكرى المئوية لميلاد الموسيقار الراحل عزيز الشوان (1916 - 1993) الذي يعد أحد رواد تأليف الموسيقى الكلاسيكية المصرية، والذي تزيد أعماله عن 200. لم يكن الحادث الذي تعرض له شوان في التاســـعة من العمر ومنعه من مواصلة درس العزف على آلة الكمان التي بدأها مبكراً في طفولته، إلا «نقلة» وضعته على طريق لا يقل جمالاً عن العزف، فاتجه إلى تعلّم التأليف الموســـيقى على يد الألماني يوهان فون إرفيو والتحق بمدرسة الخرنفش وأكمل دراسته الموسيقية مع الإيطالي ميناتو ثم مع الروسي ارولوفيتسكي. وعام 1954 قاد حفلة قدم فيها أول مؤلفاته القصيدة السمفونية «عطشان يا صبايا»، لينطلق بها إلى تدوين أعمال سُجلت في تاريخه فجعلته واحداً من أبرز رواد الموسيقى الكلاسيكية المصرية وجزءاً من تراثها. وقالت رئيسة دار الأوبرا إيناس عبدالدايم إن الدار «ستعرض المقتنيات الخاصة بالموسيقار في بهو المسرح الكبير خلال الحفلة التي تأتي ضمن خطتها الهادفة إلى إبراز العلامات المضيئة في تاريخ الفنون والثقافة المصرية»، ولفتت إلى أن الحفلة ستقام بمشاركة فرق الكورال والباليه والاوركسترا بقيادة المايسترو ناير ناجي مع المغنيين السوبرانو إيمان مصطفى والباريتون مصطفى محمد والباص باريتون عبدالوهاب السيد وسوليست البيانو ميريت حنا ويخرجها المخرج مهدي السيد. وأضافت: «الحفلة تتضمن نخبة من الأعمال الخالدة للموسيقار، منها لوحات سمفونية للكورال والاوركسترا بعنوان «أبو سمبل» وكونشيرتو البيانو والأوركسترا، ومقتطفات غنائية ورقصة ثلاثية من أوبرا «أنس الوجود» التي تعد أول محاولة لتقديم أوبرا عربية كاملة والتي استغرقت كتابتها 10 سنوات ولم يمهله القدر للاستماع إليها، إذ قُدمت للمرة الأولى عام 1994 بعد وفاته. وسيُعرض فيلم وثائقي عن رحلته الفنية ومشوار حياته». وحرصت ابنته الدكتورة سلوى الشوان أستاذة البحث الموسيقي في جامعة لشبونة في البرتغال على حضور الحفلة، قادمة إلى القاهرة بعد غياب 46 سنة، وقدمت مقتنيات والدها هدية إلى دار الأوبرا لوضعها في المتحف الخاص بها. وقالت: «أهديت كل ما أملك لوالدي إلى دار الأوبرا بعدما شعرت بالاهتمام والتقدير للفن والفنانين وبتخليد أعمالهم حتى تكون مرشداً للأجيال الجديدة. هناك بعض المؤلفات الموسيقية والغنائية لوالدي لم تخرج إلى النور بعد وهي موجودة في جامعة هارفرد الأميركية وستضم إلى مكتبة الأوبرا».