في (20 ديسمبر 2016) تنتهي فترة انتخاب الاتحاد السعودي لكرة القدم النظامية، وتنقضي مدة عمله القانونية بكل إيجابياتها ونجاحاتها القليلة، وكل سلبيتها وإخفاقاتها الكثيرة، حتى مع المنتخب السعودي الذي وجد أشكال التخبط الإداري، ولَقِيَ أصناف الإهمال الفني من هذا الاتحاد البائس والتعيس، والسبب ببساطة أنّ بعض أعضائه وجدوا في قضايا المنتخب ساحة لتبادل الاتهامات ومساحة لتصفية الحسابات، وميداناً للمزيد من الانشقاقات والتي ذهب ضحيتها منتخبنا السعودي، مما اضطر رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبد الله بن مساعد، للتدخل لمنع هذه التخبطات وإيقاف تلك الصراعات، بداية من التفاوض والتعاقد مع الهولندي فان مارفيك كمدير فني للمنتخب السعودي بصلاحيات مطلقة، ومروراً بتعيين طارق كيال مشرفاً عاماً على المنتخب بإدارة مستقلة، وانتهاءً بتحجيم تدخل وتطفل أعضاء الاتحاد السعودي في قضايا وشئون المنتخب السعودي وتحديداً الأعضاء المتأزمين والموجهين، الذين ساهموا في تأزم وتوتر الأجواء داخل معسكر المنتخب وتسببوا في التفرقة والتمييز بين لاعبي المنتخب!!.. وحتى نسمي الأشياء بأسمائها فالجميع يتذكر البداية المتوترة والانطلاقة المضطربة لمعسكر المنتخب السعودي في المنطقة الشرقية، قبل انطلاقة بطولة الخليج التي أقيمت في الرياض عام (2014)، بسبب التراشق الإعلامي بين إدارة نادي الاتحاد من جهة والمشرف على المنتخب الدكتور عبد الرزاق أبو داود من جهة أخرى، على خلفية العقوبة (المعلنة) على لاعب الاتحاد مختار فلاتة عقب حضور مختار فلاتة لمعسكر المنتخب بملابس غير لائقة، كان بإمكان الدكتور عبد الرزاق أبو داود أن يحتوي المشكلة ولا يبادر بتصعيد القضية، ولكن يبدو أن عبد الرزاق أبو داود أرادها أن تكون فرد عضلات بين مسئول أهلاوي ولاعب اتحادي، فألقت بظلالها على معسكر المنتخب وتسببت في توتر وتأزم لاعبي المنتخب، وأيضاً الجميع يتذكر ما حدث عندما كان سلمان القريني مشرفاً على المنتخب السعودي وتعامل مع لاعبي المنتخب من واقع أنه عضو في مجلس إدارة النصر، واعتبر لاعب النصر عبد الله العنزي أحد أبنائه ودافع عن غيابه عن معسكر المنتخب، بينما تجاهل الرد على اتهام لاعب الهلال سالم الدوسري باستخدام المنشطات والتشكيك في ولائه للمنتخب، ورفض الدفاع عن سالم في تصرف ظهر فيه التمييز والتفرقة بين لاعبي المنتخب في أبشع صورها!!.. حقيقة يحسب للأمير عبدلله بن مساعد أنه امتلك الشجاعة التي افتقدها رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد، في تحييد وإبعاد الأعضاء المتأزمين والموجهين عن قضايا وشئون المنتخب، لذلك عاش لاعبو المنتخب بأجواء هادئة وعاد المنتخب لمستوياته المتطورة وانتصاراته المتتالية في الجولات الماضية، وأعتقد أن الحلم الذي ينتظره كل الوسط الرياضي وكل مشجع سعودي وهو التأهل لمونديال كأس العالم 2018 في روسيا بات قريباً، بشرط أن يحافظ رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبد الله بن مساعد على هذه التوليفة الرائعة، والمتمثلة في الطاقم الفني بقيادة الهولندي فان مارفيك والجهاز الإداري برئاسة القيادي طارق كيال، وأن يصر الأمير عبد الله بن مساعد على الاستقلالية في عملهم وعلى الصلاحيات الممنوحة لهم، ويستمر في قربه من المنتخب ويواصل اقترابه من لاعبي المنتخب، ولا يسمع أو يلتفت لأصحاب المصالح الخاصة الذين يروّجون ويطالبون بالتمديد لاتحاد أحمد عيد حتى (5 سبتمبر 2017) مع نهاية التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2018، ليس حباً في مصلحة المنتخب بقدر ما هو طمع في تحقيق المزيد من البطولات مع هذا الاتحاد البائس والضعيف بعد أن غابوا عنها سنوات طويلة!!. طارق كيال وتسريب الأخبار ماذا يعني أن يتغلب لاعب نادي النصر عمر هوساوي، على التهميش الإداري والتجاهل الفني الذي يجده في ناديه النصر، عقب تقديمه شكوى لمطالباته بحقوقه المادية، ويتحول عمر هوساوي إلى مدافع شرس ولاعب مهم في دفاع منتخبنا السعودي؟!.. وماذا يعني أن يتخطى لاعب الشباب حسن معاذ، جميع الصعوبات والعقبات الإدارية والفنية التي ساهمت في تدهور مستواه الفني في السنوات الماضية، ويكون حسن معاذ عنصرا فعالا في تشكيلة المنتخب السعودي، وينتزع إعجاب الوسط الرياضي لأدائه وعطائه وملء خانته اليمنى دفاعاً وهجوماً لمنتخبنا السعودي؟!.. وماذا يعني أن يتجاوز لاعب نادي الهلال سلمان الفرج كل الضغوطات الإعلامية والجماهيرية التي حدثت له بعد انخفاض مستواه، ويصبح سلمان الفرج رمانة خط وسط المنتخب السعودي في إيقاف الهجمات الخطرة وصناعة الأهداف الرائعة لمنتخبنا السعودي؟!.. وماذا يعني أن يرفض لاعب نادي الأهلي تيسير الجاسم الدخول في المهاترات الإعلامية والبيانات الصحفية ولعب دور الضحية بعد بيان نادي الأهلي عن إصابته، ويكون تيسير الجاسم من أبرز النجوم ومن أهم الأدوات في إعادة هيبة وقوة منتخبنا السعودي ؟!.. وماذا يعني أن يتغاضى لاعب الهلال ناصر الشمراني عن الإساءات والاستفزازات المعتمدة، ويتناسى الإبعاد عن تشكيلة المنتخب بطريقة تعسفية منذ حادثة اعتداء المشجع النصراوي عليه في معسكر أستراليا، ويعود بكل حماس وروح ورغبة لخدمة منتخب الوطن ويتجاوز الإحباط المعنوي والتحطيم النفسي، وينقذ المنتخب السعودي من الخسارة أمام منتخب أستراليا بهدف غالٍ لمنتخبنا السعودي؟!.. هذه بعض النماذج والأمثلة لمشاكل لاعبي منتخبنا السعودي المعنوية والنفسية وحتى المادية التي أثرت على مستوياتهم مع أنديتهم، وكادت أن تلقي بظلالها على أدائهم مع منتخب بلادهم، لولا الله ثم وجود الإداري والقيادي طارق كيال الذي استطاع أن ينتشل اللاعبين من حالة الإحباط، ويقودهم ويدفعهم إلى البحث عن الفوز والانتصار، في الأربع جولات الماضية التي كشفت ما يمتلكه طارق كيال من قدرة إدارية هائلة، ظهر تأثيرها على لاعبي فريق الأهلي في الموسم الماضي، ووضح فاعليتها مع لاعبي المنتخب السعودي حتى وإن حاول بعض الأهلاويين التنكر لها، وأكدت على أهمية وجود الكفاءة الإدارية في الأندية، حتى وإن حاول بعض الهلاليين عدم الاعتراف بها أو تسطيحها واختزالها في تسريب الأخبار!!..
مشاركة :