احتدام المعركة الفلسطينيّة - الإسرائيليّة في أروقة «يونيسكو»

  • 10/16/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

احتدمت المواجهة الفلسطينية - الإسرائيلية في «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو)، بعد أن اتخذت الأخيرة قراراً أولياً الخميس الماضي، يعتبر المسجد الأقصى مسجداً إسلامياً، ويدعو الى حماية التراث الفلسطيني في المدينة المقدسة. ونأت المديرة العامة لـ»يونيسكو»، إيرينا بوكوفا، بنفسها عن القرار، عقب إعلان إسرائيل قطع صلاتها بالمنظمة الدولية احتجاجاً، الأمر الذي أثار غضب الفلسطينيين وقلقهم من تأثّر القرار بالتصويت النهائي الذي سيُجرى في اللجنة التنفيذية للمنظمة خلال أسبوعين. وأصدر وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي، أمس، بياناً صحافياً أعرب فيه عن رفضه تصريحات مديرة «يونيسكو» ضد القرار الذي اعتمده المجلس التنفيذي للمنظمة، قائلاً «إنها خرجت عن حدود صلاحياتها». وأضاف: «نرفض هذا الموقف غير المسبوق الذي يشكل إهانة لإرادة الدول الأعضاء، التي عبرت عن مواقفها السيادية وصوّتت بالإيجاب لاعتماد القرار بنجاح». وتابع: «من غير المقبول أن تطلق بوكوفا التصريحات التي من شأنها تقويض عمل المجلس التنفيذي ليونيسكو وصلاحياته». وأثار قرار «يونيسكو» الذي أطلق على المسجد الأقصى تسمية «الحرم الشريف» من دون الإشارة الى تسميته العبرية (جبل الهيكل)، غضباً واسعاً في إسرائيل التي تقول أن المسجد مقام على أنقاض «الهيكل»، وأعلنت الدولة العبرية قطع صلاتها بالمنظمة احتجاجاً. كما حدّد قرار «يونيسكو»، الذي فاز بغالبية أعضاء المنظمة الدولية البالغ عددهم 58 عضواً يمثلون 58 دولة، هوية القدس الشرقية، معتبراً السلطة الإسرائيلية فيها «سلطة احتلال». ودعا الى حماية «الموروث الثقافي الفلسطيني» في القدس التي وصفها بأنها مدينة «ذات شخصية متميزة» وأصدرت المديرة العامة لـ»يونيسكو» بياناً، نأت فيه بنفسها عنه قائلة: «إن الجهود الرامية الى إنكار تاريخ القدس وطابعها الذي يتميز بتعدد الأديان، تلحق الأذى بيونيسكو». وأضافت: «لا يمكن تقسيم الإرث الحضاري لمدينة القدس، ويجب الاعتراف بتاريخ كل المجتمعات في المدينة». ويخشى الفلسطينيون من تأثير تصريحات بوكوفا في التصويت النهائي على القرار. وقال المالكي: «إن بوكوفا تجاهلت نص القرار الفلسطيني الذي تم اعتماده، والذي عكس الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية في مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني، بمسيحييه ومسلميه، في الوصول إلى أماكن العبادة والأماكن المقدسة، واختارت التماهي مع حملة العلاقات العامة الإسرائيلية التضليلية لاسترضاء سلطة الاحتلال، وتحدثت ضد القرار الذي شدّد على أهمية القدس ومكانتها للديانات السماوية الثلاث». وزاد: «من الجدير بالمديرة العامة ليونيسكو، العمل على تنفيذ ولاية المنظمة في حماية والحفاظ على التراث والإرث الثقافي، كالبلدة القديمة للقدس، من الاعتداءات المتكررة التي تعاني منها المدينة المقدسة منذ عقود، بدلاً من العمل على خدمة الأجندة الإسرائيلية في حرف النقاش في شكل مقصود نحو قضايا لا علاقة لها بمضمون القرار الذي تم اعتماده وأهدافه». ودعا «بوكوفا الى تركيز جهودها على تنفيذ إرادة الدول الأعضاء، والحفاظ على مدينة القدس من الاستعمار الممنهج لسلطات الاحتلال واعتداءاتها على مكانة المدينة المقدسة، والحقوق الأساسية للمواطنين الفلسطينيين». واعتبر الفلسطينيون قرار «يونيسكو» في شأن القدس والمؤسسات التعليمية، بداية تحوّل في المعركة الدائرة على المدينة المقدسة على الساحة الدولية وعلى المسجد الأقصى. وكانت إسرائيل أصدرت في السنوات الأخيرة، إشارات واضحة الى نيتها تقسيم ساحات المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، ومنها تنظيم رحلات يومية للمتدينين اليهود الى باحات المسجد الأقصى، الأمر الذي يثير قلق الفلسطينيين من بدء عملية التقسيم الزماني للمسجد. يضاف الى ذلك، إخلاء السلطات الإسرائيلية المسجد من المصلّين في ساعات معينة، وإبعاد ناشطين عنه ومنعهم من الصلاة فيه لفترات معينة. ويتوقع المراقبون أن تحتدم المعركة في ساحات «يونيسكو» في الأيام المقبلة، وأن تتدخل قوى عظمى فيها، مثل الولايات المتحدة التي هددت في وقت سابق، بوقف مساعداتها المالية للمنظمة الدولية في حال تبنّيها قرارات ضد إسرائيل.

مشاركة :