--> --> كأول سيدة يمنية تعتلي حزباً سياسياً معارضاً في الجمهورية اليمنية، ترى آمال الثور وهي في الاربعين من عمرها، ان هذه تجربة لم تكن تحلم بها لكن عام 2011م بالنسبة لها كان مفصليا، فقد حولها من العمل في مجال التجارة والاستيراد الى مجال السياسة والجدل الحزبي عندما اسست مع مجموعة من الاكاديميين والشباب حزبا اطلقوا عليه اسم حزب الربيع العربي، لتكون بدايتها في العمل الحزبي اليمني. في هذا الحوار الخاص مع "اليوم" ترى آمال الثور ان الرهان على الشارع مجد في صنع التغيير السياسي في اليمن. سيدة في واجهة حزبية - كيف وجدت تجربتك في العمل السياسي والحزبي؟ بالطبع كانت وما زالت تجربتي في العمل السياسي غير سهلة، خاصة وأنني دخلت المعترك السياسي في وقت حرج وصعب بالنسبة لبلادنا، فقد واجهتني الكثير من الصعوبات والتهديدات من البعض ومحاولات الاقصاء من البعض الاخر. ولكن بالنسبة لي فقد كانت وما زالت تجربة مهمة جدا ومفصلية في حياتي؛ كوني مؤمنة بجميع الثوابت الوطنية، ويهمني ان اشارك في غرسها وتثبيته في وطننا الغالي، وان يكون لي بصمة تحتذي بها اخواتي النساء في اليمن. - ما هي نظرة المجتمع لعملك في قيادة حزب سياسي؟ هناك العديد من المعوقات؛ كون عمل المرأة لا يزال محصورا في مجالات معينة في ما يتعلق بالمنزل والطفل فقط، ولا يزال البعض يحاولون اقصاءها واستخدام صوتها في الانتخابات فقط، لذلك فقد كانت وما زالت صدمة لدى البعض ان اكون رئيسة لحزب او ان تتولى المرأة في حزبنا قيادة مكاتب مهمة مثل المكتب السياسي. - هل واجهت مضايقة مثلاً؟ واجهتني الكثير من المضايقات والتهديدات منذ بداية انشاء الحزب في عام 2011، لكن محاولات الاقصاء لم تزدني إلا مثابرة وعزيمة على النجاح. -ما الذي شجعك على دخول المعترك السياسي وفي منصب رئيس حزب معارض؟ طوال عمري وانا مهتمة بالسياسة؛ كوني نشأت في بيت يتعايش دائما مع السياسة وتحليلاتها بشكل مستمر، والتي اكتسبناها من عمي علي لطف الثور وهو شخصية بارزة ووزير سابق للعديد من الوزارات المهمة، اضافة لمشاهدتي لما صارت اليه الاوضاع في بلادنا ومدى معاناة شعبنا واستغلال القوى المختلفة للشباب الحر الذي خرج يطالب بالإصلاحات، ليفاجأ بالسيطرة التامة عليه وعلى كافة مطالبه وحقوقه وحرياته بل وحقوقنا جميعا، لذلك قررت السعي لإنشاء كيان حر له حرية القرار والذي لا يتبع مصالح احد غير الوطن؛ لأستطيع من خلاله كرئيسة للحزب من مساعدة ومساندة الشباب في ايصال اصواتهم ومطالبهم بحرية دون سيطرة من احد وكنت وما زلت اتمنى من الشباب الالتفاف حولنا؛ لكي نتمكن من بناء يمننا الغالي كما يريده الشعب اليمني ووفق المصالح الوطنية لا المصالح الضيقة. - ما الذي أضافته الثورة الشبابية للمرأة سياسياً؟ طبعا الثورة الشبابية اضافت الكثير بالنسبة للمرأة وخاصة سياسيا، فقد انتجت العديد من الكوادر النسائية الممتازة التي خرقت جدار الخوف وبدأت في دخول المعترك السياسي بقوة، ولولا الثورة الشبابية لم اكن لأتمكن من تأسيس ورئاسة حزب سياسي، وكان لها اثر كبير في اعطائي وغيري من النساء الدافع والقوة لاتخاذ مثل هذه الخطوات في دخول مجال السياسة والذي لم يكن ليكون سهلا لولا قيام ثورة فبراير. - ما تقييمك للأداء السياسي للمرأة اليمنية؟ الأداء السياسي للمرأة افضل بكثير من السابق، ولكن لا يزال لدينا الكثير لتجاوزه في هذا المجال حتى نتمكن من الوصول الى تعزيز مفهوم الشراكة الحقيقة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا. طوال عمري وانا مهتمة بالسياسة؛ كوني نشأت في بيت يتعايش دائما مع السياسة وتحليلاتها بشكل مستمر، والتي اكتسبناها من عمي علي لطف الثور وهو شخصية بارزة ووزير سابق للعديد من الوزارات المهمة، اضافة لمشاهدتي لما صارت اليه الاوضاع في بلادنا ومدى معاناة شعبنا واستغلال القوى المختلفة للشباب الحر - ما مقدرة المرأة في العمل السياسي؟ مقدرة المرأة في العمل السياسي هي بالضبط مثل مقدرة الرجل، ونستغرب حين يتم التعامل مع دخول المرأة لهذا المعترك، وكأنه شيء خارج عن المألوف، فالمرأة لها نفس القدرات والعقلية التحليلية والمنطقية التي وهبها الله تعالى اياها كوننا كنساء قائدات في مجتمعات مصغرة وهي الاسرة، وكما نعلم، فإن الموقف الوحيد الذي ذكر فيه نظام الشورى والحكمة في الحكم في القران الكريم كان للملكة بلقيس، والتاريخ يشهد للعديد من النساء بحكمتهن وعقلانيتهن. - ماذا عن فرص المرأة في العمل الحزبي في اليمن؟ بالطبع علينا كقطاع نسائي التكاتف ومساندة بعضنا البعض لكي نتمكن من تثبيت ما انجزناه في هذا المجال وتحقيق الافضل؛ حتى نكون في مراكز اتخاذ القرار في العديد من الاحزاب بشكل فعلى لا صوري للتغني به فقط. مستقبل اليمن - أين يقف حزبكم من القضايا السياسية المحورية في البلد؟ نحن نقف في صف الشعب ونساند كل ما فيه مصلحته وفقا للثوابت الوطنية وبما يتناسب مع اهداف سبتمبر وأكتوبر وفبراير، لذا نحن كحزب سياسي نعارض سياسة جر الوطن لحكم دكتاتوري وإلغاء حق الشعب في ابداء رأيه ومحاولات قمع حرياته والاستيلاء على حقوقه، ونحن نراقب الوضع باستمرار، ولنا الكثير من المواقف ضد مثل هذه التصرفات التي تقوم بها الحكومة والمتنفذين في الدولة ضد مصالح الشعب، واعترضنا على طرق حل الوضع اليمني وآلية مؤتمر الحوار ومخرجاته الكارثية؛ كونها لم تتناسب مع المجتمع اليمني ولم تلبِ أياً من طموحه وآماله في بناء الدولة اليمنية الحديثة والوصول الى الحكم الرشيد. - كيف تنظرين للوضع العام في اليمن؟ اذا استمر المتنفذون في السلطة في تغليب مصالحهم الحزبية والخاصة على مصالح الشعب، واستمرار فرض حق الوصاية عليه سواء داخليا او خارجيا والذي نرفضه جميعا جملة وتفصيلا وفي ظل عدم محاولتهم ايجاد الحلول المناسبة لكافة مشاكله، فإن الوضع لا يبشر بخير؛ لأن الشعب الى هنا وسيقول كفى، لن يسمح الشعب بتفتيت أراضيه والإضرار بسيادته وأمنه واستقراره ووحدته. ولكن على الرغم من ذلك، فإننا سنبقى متفائلين أن الحكمة اليمانية ستتجلى وينقشع الغبار والغيوم عن وطننا الغالي لما فيه المصلحة العامة؛ لأننا جميعا على مركب واحد فإذا غرق، غرقنا جميعا وهذا ما ندعو الله تعالى أن يجنبنا إياه. - إذاً ما السيناريوهات القادمة لليمن؟ هناك سيناريوهان، الأول، يحاول فرضه المتنفذون في السلطة على بلادنا، إما التشرذم والتقسيم وضياع سيادة الوطن واستقراره؛ بسبب تغليبهم لمصالحهم على مصالح الوطن، والذي يعتبر خيانة للوطن سيذكرها التاريخ وتلعن الاجيال القادمة كل من ساهموا فيها. والسيناريو الآخر، وهو الذي نحاول تحقيقه عبر خروجنا للشارع في ثورة 11 فبراير الشعبية، أو أن يتكاتف ابناء الشعب اليمني لردع هذه الهجمة الشرسة ضده ونغلب مصلحة الوطن ووضع السلاح؛ لإثبات حسن النوايا واقتلاع منظومة الفساد كاملة ومحاسبة الفاسدين؛ ليكونوا عبرة لغيرهم، وتأسيس دولة العدالة والقانون والحكم الرشيد فعلا لا قولا، فنحن شعب واحد ومشهود لنا بالحكمة والعقلانية على مر الزمان. - من يتصدر الواجهة السياسية الآن؟ الفساد والمصالح لمنظومة الفساد وغياب المصلحة الوطنية لدى المتنفذين هي المتصدرة للواجهة السياسية الآن. -كيف تنظرين للحملات المطالبة بإسقاط الحكومة؟ نؤمن أن من لا يعمل بصدق للحفاظ على منصبه فهو لا يستحقه، ولذلك خرجت الكثير من القوى السياسية لإسقاط الحكومة؛ كونها من أفشل الحكومات التي مرت على بلادنا وكان يفترض بها ان تكون حكومة إنقاذ وطني لا محاصصة حزبية، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب هو الافضل؛ لأن المناصب هي تكليف لا تشريف. -هل الرهان على الشارع مجدٌ في صناعة تغيير سياسي في اليمن؟ ليس في كل تغيير.. ولكن بالتأكيد يجدي، نحن نعول عليه كثيرا؛ لأننا نؤمن أن الشعب هو صانع القرار، والمعاناة شملت جميع ابناء الشعب وكما قلنا نحن على ثقة في حكمة شعبنا وقدراته؛ لأن ما وصلت إليه الأوضاع في بلادنا بسبب القرارات الخاطئة من المتنفذين اصبحت تنبئ بخطر كبير، اذا لم يتم تلافيه بشكل سريع، فإن الوطن قد يدخل الى حرب اهلية تأكل الأخضر واليابس. - الأحزاب القديمة تهيمن على الوضع اليمني والجديدة تحاول أن تكون حلقة وصل في ظل الصراع السياسي والمذهبي، ما الذي يمكن أن تقدمه الأحزاب الجديدة؟ الأحزاب القديمة تهيمن على الوضع اليمني؛ كون اغلبها اصبح مسلحا ولها مصالح متشعبة وواسعة، ولكننا كأحزاب جديدة تهمنا المصلحة الوطنية أولا، وهذا ما تظهره مواقفنا في كافة المواضيع الهامة على الساحة اليمنية، ونحن نسعى لأن نكون حلقة وصل وحلاً لإيقاف مثل هذه النعرات الطائفية التي يحاول البعض زرعها وتثبيتها. -ما دوركم كأحزاب سياسية جديدة؟ كأحزاب معارضة، نقوم بتفعيل دورنا في الدفاع عن وطننا ضد أية مؤامرات ضده او ضد شعبنا، بإمكانياتنا وقدراتنا المتواضعة، ولكننا واثقون من التفاف شعبنا حولنا؛ لانتشال وطننا من المستنقع الذي يريد أصحاب النفوذ وضعنا بداخله. - هل تستطيع الأحزاب الجديدة أن تحجز لها مكاناً في الحياة الحزبية اليمنية، أم أنها ستظل مجرد أحزاب في صف المعارضة فقط؟ بالرغم من محاولات الإقصاء وتجاهل السلطة لوجود كافة الأحزاب الجديد، إلا أن إيماننا بقدرتنا على الوصول للإصلاحات الوطنية المنشودة لبلادنا، يزيد يوما بعد يوم. ومن هنا نقول: بالطبع تستطيع ونحن بالفعل نسعى لذلك، وذلك لثقتنا أن الصورة قد اتضحت للشعب عمن يقف معه ومن يقف ضده، ونحن على ثقة ان اصحاب المصالح سيسقطون مع أجنداتهم بعد كل هذا التدمير الذي فعلوه في بلادنا. يمنيون يطالبون الحكومة بتحقيق الأمن المرأة اليمنية تبحث عن دورها في المشاركة السياسية
مشاركة :