لم تستطع الجدران المتهالكة لثلاثة منازل آيلة للسقوط، أن تخفي آلام أسر بحرينية تعيش تحت سقوفها المهددة بالسقوط في أية لحظة. وبالتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على الفقر، الذي يصادف (17 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول) من كل عام، زارت الوسط ثلاثة منازل شاهدة على مظاهر للفقر في البحرين. فمن منزل تدخله الشمس ومياه الأمطار من عدة شقوق انتشرت على جدرانه، إلى منزل يمطر سقفه فئراناً ورمالاً، وآخر اضطر أصحابه إلى هدم جزء منه بسبب شكوى تقدم بها الجيران قبل أعوام ضد البيت الذي مضى على إنشائه نحو سبعين عاماً. إلى ذلك، اعتبرت جمعيات خيرية، أن القيود على جمع المال، هي أبرز التحديات التي يواجهها العمل الخيري. الشمس تخترق شقوق الجدران صيفاً...والأمطار زائر ثقيل شتاءً على منزل في الدراز الدراز، سلماباد، كرزكان - أماني المسقطي في الدراز، تقطن ثلاث عائلات في منزل قديم، تدخله الشمس من عدة شقوق انتشرت على جدرانه، فيما تغرقه الأمطار الذي تتسلل قطراته من هذه الشقوق في موسم الشتاء. يعلق معيل العائلات الثلاث، علي عبدالعزيز، على ما آل إليه المنزل المسجل باسم والدته، بالقول: استبشرنا خيراً قبل أكثر من عشرة أعوام حين أقر مشروع البيوت الآيلة للسقوط، ولم نتوقع حينها أن طلبنا سيمر على ثلاثة أعضاء بلديين وأكثر من محافظ، من دون أن يتم إعادة بنائه، خصوصاً أنه تم الكشف عليه أربع مرات بغرض إدراجه ضمن المشروع، وفي أكثر من مرة تم التأكيد على أن المنزل بحاجة إلى هدم لا ترميم، إلا أن توقف المشروع على ما يبدو، هو الذي حال دون إعادة بناء منزلنا. ويبدي علي خوفه الشديد على عائلته التي بات يهدّدها سقوط جدران منزل العائلة في أية لحظة، خصوصاً مع اقتراب موسم الأمطار، ويستذكر حادثة وقعت في أحد مواسم الأمطار التي كادت أن تذهب ضحيتها ابنته، حين وقعت المظلة الاسمنتية التي تعلو باب المنزل الخارجي، قبل لحظات من خروج ابنته من المنزل متوجهةً إلى مدرستها. ويضيف: في موسم الأمطار، الاسفنج والأكياس السوداء، هي حلنا الوحيد لغلق شقوق الجدران حتى لا تتسرب مياه الأمطار إلى الداخل. علي الذي يعمل منظفاً بأحد المستشفيات الحكومية، يعيل سبعة أشخاص، من بينهم أبناء أخيه المحكوم في إحدى القضايا، ويقول: بعد اقتطاع مبلغ القرض وفاتورة الكهرباء، لا يتبقى من راتبي إلا مئة دينار شهرياً، أعيل بها عائلتي وعائلة أخي الذي لديه ثلاثة أطفال، كما أن والدتي تحاول مساعدتي بما تحصل عليه من راتب والدي التقاعدي. ويضيف: في موسم بدء الدراسة والأعياد، أحصل على مساعدة مالية من زملائي وبعض الجهات الخيرية. وختم علي عبدالعزيز حديثه بالقول: نأمل أن يستأنف مشروع البيوت الآيلة للسقوط، لأن توقفه أحبط الكثير من الأسر التي لا تزال ترزح تحت رحمة جدران متهالكة. الشقوق تنخر في جميع أنحاء البيت
مشاركة :